Site icon PublicPresse

نصرالله: بيان لبنان بشأن أوكرانيا كُتب في السفارة الأميركية

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أنَّ “الجرحى الذين حاربوا الإحتلال الإسرائيلي هم الشهود في زمن النكران، والدليل على استمرار المقاومة”، وذلك في كلمةٍ له بمناسبة “يوم الجريح” المقاوم.

وأشار نصرالله إلى أنَّ “الأحداث في أوكرانيا مهمّةٌ جدّاً لجهة العبر والدروس المستفادة منها”، وقال إنَّ “واشنطن تدعو روسيا إلى عدم إستهداف المدنيين، فماذا تقول عن ضحايا الحروب الأميركية؟”.

وذكّر نصرالله أنَّ “الطائرات الأميركية قصفت أعراساً أفغانية، وادّعت لاحقاً أنّها مراكز تدريب”.

وفي سياق متّصل، سأل نصرالله: “ماذا عن المجازر وجرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين المحتلة وعن حصار غزة؟”، وتابع “ماذا عن مجازر التحالف السعودي ضد المدنيين في اليمن؟ ولماذا يسكت العالم عن حصار اليمن؟”.

وأكّد نصرالله أنَّ “من ينتمي إلى عالم الرجل الأبيض هو مجرد سلعةٍ وأداة عند الأميركي”، مضيفاً أنَّه “يجب عقد آلاف جلسات المحاكمة للجيوش الأميركية والأوروبية على جرائمها في كل أنحاء العالم”.

وأوضح كذلك أنَّ “العالم صمت أمام استهداف التكفيريين لمصلي الجمعة في باكستان الأسبوع الماضي”، مشدداً على أنَّ “واشنطن لا تكتفي بعدم إدانة الجرائم الإسرائيلية في فلسطين، بل تمنع العالم من إدانتها أيضاً”.

وأعلن نصرالله أنَّ “هناك شواهد يومية في العالم على أن الثقة بالأميركيين غباءٌ وحماقةٌ وجهلٌ وتفريط بالأمة والوطن، مضيفاً “رأينا جميعاً كيف خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان، وتخلّت عمّن وثق بها هناك”.

الولايات المتحدة وبريطانيا دفعتا أوكرانيا إلى الحرب
وأشار نصرالله إلى أنَّ “عدداً من الدول الأوروبية بينها ألمانيا لم يكن يريد أن تصل الأمور في أوكرانيا إلى هنا”، وشدَّد على أنَّ “الولايات المتحدة وبريطانيا دفعتا أوكرانيا إلى الحرب”.

وأردف أنَّ “واشنطن تؤكد يومياً أنها لن ترسل طائراتٍ وجنوداً أميركيين إلى أوكرانيا، رغم أنها دفعتها إلى هنا”، مؤكداً أنَّ “هناك شعورٌ بالخذلان والخيبة لدى المسؤولين الأوكرانيين، وزيلنسكي بات جاهزاً لمناقشة مطالب موسكو”.

وعلى صعيد التعامل الإنساني مع لاجئي الحروب، أوضح نصرالله أنَّ “التعاطي مع اللاجئين يكشف التمييز على أساس الدين والعرق واللون، فهل هذه هي الحضارة الغربية؟”.

وتوجّه نصرالله إلى المسؤولين اللبنانيين بالقول إنَّ “الخضوع للإملاءات الأميركية لن ينقذ لبنان بل سيزيد من مشاكله”، وبيّن أنَّه “لا حدود للمطالب الأميركية، وما هو المقابل الذي يحصل عليه المسؤولون مقابل الخضوع؟”.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أنَّ “لبنان صوت ضد روسيا في الأمم المتحدة، رغم أنه كان بإمكانه اختيار الامتناع عن التصويت”، موضحاً أنَّ “المطلوب من لبنان أن يقول للأميركي أن اللبنانيين ليسوا عبيداً عنده، فهذا ما تُمليه السيادة”.

كما قال نصرالله إنَّ “البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية اللبنانية بشأن أوكرانيا كُتب في السفارة الأميركية”، وتساءل “أين النأي بالنفس الذي تنادي به الحكومة؟ ولماذا صمت دعاة الحياد أمام البيان اللبناني؟”.

وأضاف أنَّ “كل الكلام الذي سمعناه عن الحياد والنأي بالنفس هو مجرد ذريعةٍ للتهرّب من المسؤوليات، تجاه القضية الفلسطينية والحرب على سوريا واليمن”، مشيراً إلى أنَّ “عندما يتعلق الأمر بالأميركي يختفي الحديث عن الحياد والنأي بالنفس”.

وأوضح نصرالله أن “بيان وزارة الخارجية بشأن العملية الروسية في أوكرانيا يسقط أكذوبة أن حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية”. وتساءل ” لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة، هل كان يمكن أن تُصدِر وزارة الخارجية بياناً من هذا النوع؟”.

“الدولة اللبنانية رفضت عرضاً روسياً”
وفيما يتعلّق بالانتخابات النيابية اللبنانية، التي ستجري في شهر أيار المقبل، قال نصرالله إنَّ “بعض القوى السياسية ليس لها أي برنامجٍ انتخابيٍّ سوى رفع شِعارٍ كاذبٍ بشأن هيمنة حزب الله”، وسأل “ماذا حصّل المسؤولون اللبنانيون من الأميركيين الذين يقدمون وعوداً كاذبة فقط؟”.

وفي موضوع إمداد لبنان بالغاز المصري، أكّد نصرالله أنَّ “وزارة الخارجية الأميركية لم تقدّم مستنداً خطّياً لمصر والأردن بإعفائهما من قانون قيصر حتى هذه اللحظة”، وذكر أنَّ “شركات صينية وروسية قدّمت عروضاً واضحةً للبنان منذ عام ونصف العام، ولكنَّ الجواب كان سلبياً”.

وكشف نصرالله أنَّ “شركةً روسيةً قدّمت للبنان عرضاً لإقامة مصفاةٍ للنفط بتمويلٍ روسيٍّ، وبدون ضمانات”. وأضاف أنَّ “الشركة الروسية أعلنت استعدادها لتأمين كامل حاجة لبنان من المشتقات النفطية”، كما أردف أنَّ “الشركة أكّدت أنّها قادرةٌ على بيع المشتقات النفطية بالعملة اللبنانية وليس بالدولار”.

وقال نصرالله: “حتى الآن لم يصدر جواب لبنان، بعد مفاوضاتٍ استمرّت عاماً ونصف العام مع الشركة الروسية”، مبيّناً أنَّ “السفارة الأميركية هي من تمنع الردّ اللبناني على عرض الشركة الروسية”. وأوضح أنَّ “الأميركي يمنع لبنان من التوجّه نحو الخيار الروسي من دون أن يقدم بديلاً”.

وعاد نصرالله إلى التأكيد أنَّه “لو كان حزب الله يهيمن على قرار الدولة اللبنانية لتمَّ قبول العرض الروسي منذ عام ونصف العام”، داعياً “المسؤولين اللبنانيين إلى اتخاذ القرار وقبول العرض، لأنَّ الطوابير عادت أمام محطات الوقود”.

كما دعا “الدولة اللبنانية إلى مواجهة كلٍّ من الاحتكار ورفع الأسعار، وزجّ المحتكرين في السجون”، منتقداً “بعض المسؤولين اللبنانيين، الذين يفترضون أنَّ الأميركي يريد أمراً معيناً فينفذونه، حتى من دون أن يُطلب منهم”.

وختم الأمين العام لحزب الله كلمته بمطالبة الدولة اللبنانية بوجوب “إنقاذ بقية اللبنانيين العالقين في أوكرانيا، ورعاية من تمكّن من الخروج والوصول إلى لبنان”، كما طالبها “بالحد الأدنى من الحرية والاستقلال والوطنية والتفكير بمصلحة البلد”.

Exit mobile version