Site icon PublicPresse

جامعة الروح القدس أقامت رتبة سجدة الصليب بحضور الرئيس عون.. السفير البابوي: يجب تغيير العقلية للخروج من المنطق الأناني (صور)

ميشال عون في رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس الكسليك

أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي يوم الجمعة العظيمة، وأقامت جامعة الروح القدس – الكسليك قبل ظهر اليوم، رتبة سجدة الصليب التي ترأسها الرئيس العام للرهبانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وقد شدد السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتيري في كلمة له على “ضرورة تغيير العقلية للخروج من المنطق الاناني”، معتبرا ان “هذه هي مسؤوليتنا، خصوصا بالنسبة الى الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع”.

وقال: “نتعرض جميعا الى تجرية الانتقال السريع من الاحتفال بعيد الشعانين الى احد الفصح، وهو واضح ان احدا لا يحب المعاناة، ولكن ليس هناك من طرق مختصرة الى الفصح، والى القيامة. نحن مدعوون الى مواكبة المسيح في كل لحظة من حبه لنا، والوقوف امام صليبه على غرار القديسة مريم، امنا. واذا فقد صليب المسيح قدرته على وضعنا امام أزمة، نفقد ايضا امكانية مشاركة انتصار القيامة، وانتصار المحبة الصادقة للآب. ونحن نتحدث عن الازمة حاليا بشكل هامشي للاسف، صحيح اننا نعيش في فترة ازمة يعاني منها لبنان والعالم (وباء كوفيد-19، ازمات اقتصادية ومالية واجتماعية، حروب ونزاعات في العالم …) تحمل عواقب كارثية على الجميع، ولكننا نخاطر بتسخيف المعنى الحقيقي للازمات. لا يمكننا ابدا ان ننسى آلام كل من كان ضحية لازمة ما، كما حصل مثلا في الكارثة الانسانية والمادية التي سببها انفجار مرفأ بيروت. وانا متأكد ان كل واحد منا يمر بمعاناة شخصية وعائلية، او يشارك معاناة رفاقه، وهي لحظات قاسية جدا لا يمكن التغاضي عنها. ان صليب المسيح لا يرفع معاناتنا، بل ان المسيح يعاني معنا، انه لا يتخلى عنا ابدا، بل يواكبنا بطريقة دائمة. امام المعاناة وصعوبات الحياة، لدينا تجارب كثيرة، ويمكن ان نبحث عن نسيان الازمات من خلال الانخراط في الامور العملية، وخصوصا نحن رجال الدين والراهبات، نبني اديرة ومدارس ومستشفيات ومراكز استقبال لخدمة شعب الله، ونطلب المساعدة من العناية الالهية، وهي امور مهمة وضرورية، ولكن هذه البنى نفسها تمثل ايضا خطر دفعنا الى نسيان حبنا الاول، وهو الحب تجاه ربنا يسوع المسيح. ويمكن في بعض الاحيان في مجتمعنا، ان نبحث عن مجد شعبنا وكنيستنا لاخفاء ضعفنا. ولكن لا يجب ان نخاف من الازمات التي يمكن ان تمثل لنا نعمة للعودة الى الله بشجاعة واستعادة التزامنا في تجديد الكنيسة ومجتمعنا”.

وأضاف: “ذكرنا البابا فرنسيس الاحد الفائت خلال عيد الشعانين بضرورة حصول تغيير في عقليتنا، وهو تحدث ايضا ضد الحرب وقال: “عند لجوئنا الى العنف، لا نعرف الله ابدا، وهو اب لنا جميعا نحن الاخوة والاخوات”. هذه هي الدعوة التي يدعونا اليها الصليب، ان نكتشف كل يوم ان الله هو اب لنا جميعا مملوء بالمحبة، وان الآخرين حتى الذين لا يشاركوننا آراءنا وايماننا وافكارنا، هم اخوتنا واخواتنا. يجب تغيير العقلية للخروج من فكرة “خلص نفسك بنفسك”. لقد سمعنا في الانجيل ان التحدي الكبير الذي نواجهه هو عدم التفكير بانقاذ النفس واهتمام المرء بذاته فقط من دون الآخرين، وبتأمين نجاحه وصحته وحاجاته والنفوذ والجاه، يجب تغيير العقلية للخروج من هذا المنطق الاناني. في مواجهة صليب المسيح، لنسأل انفسنا كيف هي علاقاتنا مع اخوتنا واخواتنا؟ يمكن ان نكون جميعا ضحايا اللاعدالة، انما ايضا اسباب اللاعدالة، هذه هي مسؤوليتنا، خصوصا بالنسبة الى الذين يتولون مناصب رسمية في الكنيسة والمجتمع، يمكننا ان نكون جميعا ضحايا الحقد، انما للاسف، يمكن ان نكون عملاء للتفرقة بين بعض بسبب الغيرة وغيرها”.

وكان الرئيس عون قد وصل الى جامعة الروح القدس – الكسليك الساعة العاشرة والنصف، حيث كان في استقباله الاباتي الهاشم ورئيس الجامعة الاب طلال هاشم وامين السر العام للرهبانية الاب ميشال ابو طقة الذين رافقوه الى قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، قبل ان يضع باقة زهر امام جثمان المصلوب.

Exit mobile version