PublicPresse

“قارب الموت” يهز طرابلس.. تناقض بالروايات (فيديو وصور)

إنفلّت الوضع الأمني في طرابلس بعد ظهر اليوم على نحو بالغ الخطورة، عقب غرق قارب مساء أمس قبالة شاطىء مدينة الميناء، كان يُقل أشخاصاً يحاولون الهجرة بطريقة غير شرعية.

ووفق روايات رسمية، تمّ إنتشال 6 جثامين إحداها تعود لطفلة كانت على متن القارب، بينما تُفيد معلومات غير رسمية بالعثور على 12 جثة. وقد نُقلت الجثامين السَّتة بواسطة سيارات إسعاف تابعة لـ”الصليب الأحمر” إلى مستشفيات داخل المدينة، وسط أجواء غضب عارم، وإشكالات بين مواطنين وعناصر أمنية أمام المستشفيات، رافقها إطلاق نار كثيف في الهواء.

وزاد الطّين بلّة تناقض الروايات حول ما جرى، بين ناجين إتهموا الجيش اللبناني بإغراق القارب، وبين المؤسسة العسكرية التي حمّلت المسؤولية لقائد المركب، علماً بأن “الحمولة المسموح بها هي 10 أشخاص فقط”، وفق الرواية الرسمية. كما تتضارب المعلومات حول عدد الركاب، بين من يشير إلى أنه يرواح بين 60 و70 راكباً، وبين الجيش الذي ينفي ذلك.

وفيما بدأت مراسم تشييع الضحايا، قطع محتجون طريق شارع سوريا الرئيس في محلة باب التبانة أمام السنترال، وأوتستراد التبانة الملّولة الرئيس باتجاه المنية وعكار، وطريق البقار في القبة أمام ثكنة تابعة للجيش. وقد اعتدى البعض على حاجز عسكري أمام مقرّ الطبابة العسكرية المجاور للثكنة.

وفي المقابل، يُنفّذ الجيش والقوى الأمنية إنتشاراً كثيفاً حول منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومنزل وزير الداخلية بسام مولوي ومنازل نواب ومسؤولين، خوفاً من ردود فعل غاضبة.

في غضون ذلك، وقع إشكال في منطقة القبة بين عدد من الشبان على خلفية تعليق صورة لأحد السياسيين المرشحين للإنتخابات، تطور لاحقاً إلى إطلاق نار من مسدس حربي، إذ أقدم “ع. ش.” على إطلاق النار باتجاه “م. م.” وأصابه برأسه، ما أدى إلى مقتله على الفور، قبل أن يَفرَّ مطلق النار إلى جهه مجهولة.

وأعقب مقتل الأخير إطلاق نار عشوائي في المنطقة طال بعضه عدداً من المنازل القريبة وألحق بها أضراراً، الأمر الذي دفع المحال التجارية إلى إغلاق أبوابها خوفاً من تدهور الوضع أكثر، بينما قام محتجون آخرون بتمزيق صور السياسيين والمرشحين للإنتخابات في المنطقة وجوارها.

كذلك، إعتدى عدد من أقارب الضحايا الذي غرقوا على المستشفى الحكومي في محلة القبة، فقاموا بتكسير بعض ألواح الزجاج داخله، والتهجّم على موظفين ومرضى، خلال نقل جثامين الصحايا إليه.

في هذه الأثناء، تتواصل عملية البحث عن مفقودين في عرض البحر من قبل القوات البحرية في الجيش وفرق “الدفاع المدني”، بالتزامن مع وصول وزير الشؤون الإجتماعية هكتور حجار ورئيس “الهيئة العليا للإغاثة” محمد خير إلى المدينة.

الجهات الرسمية تتابع
وكشف وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، تفاصيل جديدة عن حادث غرق القارب، وقال حمية إن عدد الناجين من حادث قارب طرابلس بلغ 48 شخصاً، لافتاً إلى أنه تم العثور على 8 ضحايا اليوم. وأضاف أن الهاجس الأساسي لدى السلطات اللبنانية هو إنقاذ الأرواح، مؤكدًا أن المشكلة تكمن في المهربين والزورق المستخدم لا يتسع للكثير من الأشخاص.

من جانبه، تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع قائد الجيش العماد جوزيف عون ملف البحث عن ركاب القارب، إذ لا تزال التحقيقات جارية في الحادثة. وأبدى ميقاتي حزنه الشديد للحادث، مقدمًا التعازي لذوي الضحايا الذين لقوا مصرعهم في الحادث، ومتمنيا للمصابين الشفاء والعودة السالمة للذين لا يزالون في عداد المفقودين.

من جانبها، أعلنت رئاسة الجمهورية على حسابها بموقع “تويتر”، أن الرئيس ميشال عون تابع تفاصيل غرق الزورق قرابة ساحل طرابلس وعمليات إنقاذ الركاب وتقديم العلاج لهم. وطلب عون من الأجهزة القضائية والعسكرية فتح تحقيق في الملابسات التي رافقت غرق الزورق.

"قارب الموت" يهز طرابلس

Exit mobile version