PublicPresse

قتلى وجرحى في تشييع شبلي.. “الفتنة تحاصر خلدة” (فيديو)

أدى “إستهداف” موكب تشييع علي شبلي صاحب سنتر شبلي في خلدة، بإطلاق نار بعد مرور الموكب “مروراً وداعياً” إلى منزله قبل أن يتم دفنه في بلدته كونين، إلى سقوط 5 قتلى وجرحى بينهم عنصر للجيش. وساد التوتر منطقة خلدة والمناطق المحيطة إثر الحادث، وسط إنتشار ثلاث آليات للجيش اللبناني لضبط الأمن فيها.

الجيش يُناشد الصليب الأحمر إجلاء الجرحى
وقد ناشد عناصر الجيش قرب مطعم “أطيب فروج” على أوتوستراد خلدة “الصليب الأحمر إرسال سياراته الى المكان، لإجلاء الجرحى المُمدّدين على الأرض، بالقرب من ملالات الجيش، وفي داخل المطعم”.

من جانبه، دعا “الصليب الأحمر اللبناني”، في بيان، الجميع في منطقة خلدة لـ”وقف إطلاق النار فوراً” حتى تتمكن فرقه من التدخل لإسعاف الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات. كذلك، نقل عناصر من “الدفاع المدني الفلسطيني” جريحاً كان مُمدّداً بالقرب من ملالة للجيش في منطقة خلدة، وجريحاً آخر من داخل مطعم “أطيب فروج”.

أحداث خلدة

عون يأمرُ الجيش بتوقيفِ مُطلقي النار
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طلب من قيادة الجيش “إتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء إلى خلدة، وتوقيف مُطلقي النار، وسحب المسلحين، وتأمين تنقل المواطنين على الطريق الدولية”. وقال عون، في بيان، إن “الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا بُدّ من تعاون جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف”.

بدوره، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، في بيان، أنه أجرى سلسلة إتصالات في سياق متابعة الحوادث الأمنية في منطقة خلدة، شملت كلاً من الرئيس سعد الحريري ووزيرة الدفاع زينة عكر ووزير الداخلية محمد فهمي وقائد الجيش العماد جوزف عون وحزب الله.

وأعلن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، نجيب ميقاتي، في بيان، أنه تابع الأحداث الجارية في خلدة، وأجرى إتصالاً، لهذه الغاية، بقائد الجيش العماد جوزف عون. ووفق البيان، أكد عون لميقاتي أن “الجيش سيعزز تواجده في المنطقة لضبط الوضع”.

بدوره، دعا ميقاتي أبناء المنطقة إلى “الوعي وضبط النفس حقناً للدّماء وعدم الانجرار إلى الفتنة والاقتتال، الذي لا طائل منه”.

خلفية الحادث
وكان شبلي، الذي ينتمي إلى صفوف “حزب الله”، ويسكن في خلدة، قد قضى مساء أول أمس، متأثراً بجراحه بعد إصابته بعدة طلقات نارية بشكل مباشر في الصدر، من قِبل أحمد غصن، خلال حضوره حفل عائلي في إحدى منتجعات منطقة الجية. وقد ألقت القوى الأمنية القبض على الفاعل وبوشِرت التحقيقات معه.

إشارة إلى أنّه منذ نحو عام، قتل الفتى حسن غصن إثر إشتباكات في خلدة، أدّت إلى إحراق سنتر شبلي في المحلّة.

وكان حزب الله أكّد “رفضه المطلق لكل أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات”، تعليقاً على ما وصفه بـ”الحادث المؤسف والأليم” الذي “طال الشهيد المظلوم علي شبلي في منطقة الجية”. وأشار الحزب، في بيان، إلى أن شبلي “قضى بفعل منطق التفلت والعصبية البعيدين عن منطق الدين والدولة”.

وصدر بيان عن عشائر العرب أكد أنه “من عادات العرب وتقاليدها أن تأخذ بالثأر إذا لم تتم مصالحة بين المتخاصمين وإنّ ما حصل اليوم بمقتل علي الشبلي ليس إلا أخذ بثأر والقاتل شقيق المقتول حسن غصن. لذلك نتمنى على ذوي المقتول علي شبلي اعتبار القتل عين بعين ولا يتجاوز ذلك، وأنّنا جميعاً نحرص على الحفاظ على السلم الأهلي وحق الجوار والمشاركة الوطنية. وتعتبر الحادثة ثأرية لا أكثر وتضع في يد القضاء اللبناني إلى أن يأمر الله بأمره. ونرجو أن لا يجرنا الأمر إلى فتنة لا تحمد عقباها ويدنا بيد كل من يريد صلحاً وخير للوطن”.

الهدوء يعود إلى خلدة
ومساءً، ساد هدوء حذر منطقة خلدة، بعد إنتشار الجيش وتسييره دوريات؛ وهو كان قد حذّر بأن وحداته سوف تعمدُ إلى إطلاق النار باتجاه “كل مسلح يتواجد على الطريق وكل من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر”.

وفي الرواية الرسمية لما جرى، أعلن الجيش اللبناني، في بيان، أن الحدث بدأ بإقدام مسلحين خلال تشييع المواطن علي شبلي على “إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدى إلى حصول إشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا، وجرح عدد من المواطنين، وأحد العسكريين”.

وفي وقت لاحق، عمل الجيش، على إخلاء جثمان شبلي و15 فرداً من عائلته كانوا محتجزين في منزل شبلي في خلدة، حيث جرى نقلهم إلى خارج المنطقة بالسيارات العسكرية والملالات.

بيانات ومناشدات من كل الأطراف
وبالتوازي، وصف حزب الله ما جرى في منطقة خلدة بـ”الكمين المدبر” من قبل “مسلحين في المنطقة”. وأعلن حزب الله، في بيان، أن قيادته تتابع ما يجري في منطقة خلدة بـ”اهتمام كبير ودقة عالية”، مطالباً “الجيش والقوى الأمنية بالتدخل الحاسم لفرض الأمن والعمل السريع لإيقاف القتلة المجرمين واعتقالهم، تمهيداً لتقديمهم إلى المحاكمة”.

أما حركة أمل، فوصفت ما جرى بـ”الفتنة”، داعيةً الجميع إلى الحذر منها. وطالبت أمل، في بيان، الجيش والقوى الأمنية بـ”التدخل الحاسم لفرض الأمن، وإعادة الاستقرار للحياة الطبيعية والعمل الجاد والسريع لإيقاف مٌفتعلي الحادث ومٌطلقي النار، وتقديمهم إلى المحاكمة”.

بدوره، دعا تيار المستقبل، جميع اللبنانيين إلى “الوعي والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة النعرات، وعدم اللجوء إلى أي ردود فعل من شأنها تأزيم الأمور في أي منطقة، وتجنب نشر أي أخبار أو تعليقات غير مبررة على وسائل التواصل الاجتماعي”، مشيراً إلى أن الدعوة جاءت بـ”توجيه مباشر من الرئيس سعد الحريري”.

وقال المستقبل، في بيان، إن “كل مواطن مسؤول في هذه الساعات الحرجة، وكل مواطن معني بالمشاركة في إطفاء الحريق ودرء الفتنة، والتعاون مع الجيش اللبناني والقوى الأمنية لوقف هذا التدهور”.

وفي هذا الإطار، أهاب رئيس مجلس شورى العشائر العربية في لبنان، الشيخ كرم الضاهر، بالجيش والقوى الأمنية التدخل والسعي إلى التهدئة بخصوص أحداث خلدة. وتمنى الضاهر، في بيان، على القيادات السياسية المعنية العمل على “إحتواء الأزمة حتى لا تستغل للتوسع إلى شكل يهدد السلم الأهلي”، داعياً جميع أبناء العشائر العربية في لبنان إلى “ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الفتن”.

بدوره، أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، ضرورة “توقيف الذين أطلقوا النار اليوم قبل الغد، وأن تأخذ العدالة مجراها”. وقال: “لاحقاً مع العقلاء من الطائفة الواحدة المسلمة، الطائفتين الشيعية والسنية، لا بُدّ من صلح عام عشائري لأن طريق صيدا هي طريق الجميع من كل الفئات والمذاهب”.
وأعرب جنبلاط، في حديث تلفزيوني، عن إستعداده لـ”إقامة الصلح إلى جانب الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الحريري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والمفتي عبد الأمير قبلان، ولكن بداية لا بُدّ للجيش أن يوقف مطلقي النار وثم إحالتهم الى المحاكمة، فعلى الدولة أن تتحرك أولاً”.

وكان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، طلال أرسلان، قد دعا، عبر “تويتر”، في بداية ما جرى، قيادة الجيش والأجهزة الأمنية للتدخل الفوري وتطويق منطقة خلدة وفرض حظر تجوّل للساعات المقبلة.

أما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نعيم حسن، فحثّ، في بيان، كل الجهات المعنية على “ضبط النفس ومنع تفاقم الأمور، ومنع انفلاتها نحو الفوضى أو الفتنة لا سمح الله”، مؤكداً “ضرورة أن تتولى القوى الأمنية والجيش زمام الأمور، وأن يتم توقيف جميع المتورطين وسوقهم إلى القضاء”.

Exit mobile version