Site icon PublicPresse

نواب “تغييريون” إلى “تكتل البخاري”؟

سريعاً جاء تموضع النواب “التغييريين” وضاح الصادق وياسين ياسين ورامي فنج ضمن “تكتل نيابي جديد” قد يكون قيد التشكّل. إذ حضر الثلاثة، غروب الثلاثاء، لقاء إستضافه النائب فؤاد مخزومي إلى جانب النواب أشرف ريفي، نبيل بدر، بلال الحشيمي، أحمد الخير، وليد البعريني، عبد العزيز الصمد، عماد الحوت، محمد سليمان، إيهاب مطر وعبد الرحمن البزري. وفق صحيفة “الأخبار“.

وإذ تعتبر مشاركة صادق مفهومة ربطاً بإعلانه الخروج من “تكتل الـ13” واعتبار نفسه “تغييرياً مستقلاً”، أثارت خطوة زميليه إلتباساً كونهما لم يُبلغا بقية “التغييريين” برغبتهما الإنضواء في تكتل نيابي آخر أو نيتهما حضور إجتماع “مذهبي بحت”، ما أثار إستهجان زملائهما، وشكّل إعلاناً عن بدء عملية “الضم والفرز” ضمن قوى “التغيير”.

مشهد النواب الــ14 على طاولة مخزومي الذي يستميت لتسويق نفسه أمام السعوديين “موحّداً” للسنة، يكرّس، عملياً، المشهدية التي بدأت في عشاء السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة الشهر الماضي. أرادَ سفير المملكة كتلة نيابية فنالها، من دون حاجة إلى الإعلان عنها رسمياً. إذ يكفي الإجتماع والتنسيق على خيارات محددة ومطلوبة، ما دامت “ثقافة الكتل” أثبتت عدم جدواها وقصر عمرها. وباستثناء البزري، ما يربط النواب الـ13 الآخرين خصومتهم لحزب الله ورغبتهم في تشكيل حالة سنية سياسية من خارج “تيار المستقبل” تُجيّر لـ “الراعي الخليجي”، وتضع حداً لما يسمى “التشتت السني”.

إحتاج إكتمال ظروف إنعقاد “المؤتمر التأسيسي” لهذا “اللوبي”، إلى بلوغ التشتت السني أقصى مداه كما تبدّى في تفرّق الأصوات السنية في الإستحقاق الرئاسي على أكثر من مرشح، إضافة إلى غياب الموقف السياسي السني العام من إستحقاقات أساسية كبرى كرئاسة الحكومة. ولا ينفي أحد المشاركين أن إحدى رسائل اللقاء تستهدف رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي على خلفية الإستهداف السعودي له، والرغبة في تأسيس حالة بديلة تقوم على “الخدمات” التي تقدّمها المملكة، عبر النواب، وتشمل المناطق السُنيّة كافة. وهو ما يمكن رصده في حركة “الجمعيات الأهلية” التي تنهل من الصندوق السعودي – الفرنسي.

العشاء انفض على إتفاق على عقد اجتماعات أسبوعية متنقلة، وعلى إنشاء “غروب واتس آب” للتواصل والتنسيق في المواضيع المهمة، كما إتفق على تشكيل “لجنة تنسيق” بين النواب تعتمد معيار “التمثيل المناطقي”. وفيما لم يتطرق النقاش إلى الإستحقاق الرئاسي حتى نضوج الظروف، لم ينف بعض من حضروا اللقاء أن أحد أهدافه حجز مقعد على طاولة الحوار العتيدة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

زيارة البخاري للمنية
وبالتوازي، وفي ظل الفراغ التنظيمي الذي يعيشه تيار المستقبل منذ تعليق رئيسه عمله السياسي، وبعد إنكفاء أمينه العام أحمد الحريري، باتت منسقيات التيار في المناطق “فاتحة على حسابها”. وفق “الأخبار“.

زيارة البخاري للمنية، في الثامن من الجاري، فجّرت منسقية تيار المستقبل في المدينة التي أطلقت على نفسها إسم “مدينة الرئيس رفيق الحريري”. فقد أصدر منسق التيار توفيق حامد تعميماً إلى الأعضاء والمنتسبين بعدم المشاركة في إستقبال السفير السعودي في دارة النائب أحمد الخير. إلا أن التعميم لم يلقَ تجاوباً من بعض الأعضاء الذين شاركوا في اللقاء، ما أثار حفيظة المنسق وأدى إلى وقوع إشكالات انتهت بتقديم عدد من هؤلاء إستقالاتهم.

قبل عام من الإنتخابات النيابية خاض الخير معركة تسمية حامد منسقاً لتيار المستقبل في وجه النائب السابق عثمان علم الدين، في “معركة” أثارت تساؤلات عدة يومها عن سبب تخطي رأي النائب المستقبلي السابق. وبعد فوز الخير في الإنتخابات الماضية، بضغوط الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري وتمنياته على فعاليات المنطقة، كانت التوقعات بأن تكون المنسقية سنداً للنائب الجديد الذي أعلن في مقابلة تلفزيونية منذ أيام أنه “إلى جانب الرئيس الحريري على ضهر السطح”. لكنّ الإنسجام المفترض لم يتحقّق، مع اتهامات للمنسق بأنه يريد فرض نفوذه “ولو على حساب تيار المستقبل”.

الخير أكّد لـ”الأخبار” أن هناك خلافات داخل المنسقية، “لكنني لست نائباً عن المستقبل لأتدخل في العمل التنظيمي والعلاقة بيني وبين المنسقية ممتازة”. وعن رفض المنسقية حضور استقبال السفير السعودي أجاب: “لم أوجّه دعوة رسمية إلى أحد”.

حامد، من جهته، أكّد لـ”الأخبار” أن “العلاقة جيدة مع النائب الخير، ولا توجد أي خلافات”. وفي ما يتعلق بزيارة السفير السعودي، أجاب: “أخلاقياً ما بروح، لكنني لم أمنع أي محازب أو منتسب من المشاركة. وأي تعميم في هذا الشأن يصدر من بيروت”.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد منسقية المنية مناكفات من هذا النوع، إذ تكررت خلال ولاية نائبي المستقبل السابقين كاظم الخير وعثمان علم الدين، وكان آخرها حين أقدم علم الدين على طرد وفد المنسقية من منزله معتبراً حينها أن كلمة الفصل هي لنائب التيار.

Exit mobile version