Site icon PublicPresse

“إنتفاضة زرقاء” في وجه البخاري؟

عبد الله قمح – الأخبار

لم تمر جولة السفير السعودي وليد البخاري في البقاعين الغربي والأوسط، أمس، بهدوء. الجولة التي شهدت إستقبالات حاشدة في الخيارة وتعلبايا ومنازل النواب حسن مراد وبلال الحشيمي وياسين ياسين، والغداء في “كازينو عرابي” في زحلة، إنتهت بـ “ميني إنتفاضة”، عشائرية في الظاهر، شهدتها بلدة الفاعور في وجه السفير الذي إتُهم بـ”الإنتقاص من كرامة العشائر”، فيما أكّدت أوساط أخرى أن “الإنتفاضة” حضّر لها مسبقاً أنصار تيار المستقبل.

روايات كثيرة جرى تناقلها حول أسباب عدم دخول السفير بلدة الفاعور رغم وصوله إلى مدخلها. فقد ضم البخاري البلدة إلى قائمة جولته لوضع حجر أساس لبناء مدرسة يعتبرها الأهالي حاجة ماسة لهم. على هذا الأساس بدأت التحضيرات لاستقبال “الضيف الكبير”، وكان مقرراً أن يصل الموكب إلى البلدة في تمام الخامسة مساء، وأن يترجّل البخاري منه على بعد مسافة قصيرة من “الخيمة” المخصصة لاستقباله، لإقامة مراسم إستقبال له قبل أن يدخل الخيمة لإلقاء كلمة. ولكن، بحسب مصادر مواكبة، ومع وصول الموكب إلى مدخل الفاعور، نصحه فريقه الأمني بعدم إكمال الجولة بسبب “الفوضى العارمة التي شهدتها البلدة وغياب التنظيم وحالة التجمهر الكثيفة”، فيما قالت مصادر أخرى إن خلافاً بين عائلات في البلدة دفعت الفريق الأمني إلى توجيه نصيحته التي أخذ بها البخاري، رغم محاولات بعض وجهاء العشائر إقناعه بإكمال الزيارة بسبب التحضيرات التي إتخذت وانتظار أهالي البلدة له طويلاً. أثار قرار البخاري عدداً كبيراً من الحضور ممن إعتبروا تصرّف السفير بمثابة إهانة.

في المقابل، ثمة رواية ثانية يشير إليها بعض من كانوا حاضرين في “الخيمة” المركزية التي ضمت وفوداً عشائرية من مختلف المناطق اللبنانية ومسؤولين ونواباً وعلماء دين، من بينهم ياسين ياسين ومحمد سليمان وبلال الحشيمي ورئيس “المركز الإسلامي للدراسات” الشيخ خلدون عريمط. وبحسب هذه المصادر، فإن أنصار تيار المستقبل حضّروا أنفسهم لوصول السفير البخاري، وكان الجو يوحي بوجود رسالة إعتراض أراد هؤلاء توجيهها إلى السفير على الملأ، ما دفع فريقاً أمنياً تابعاً للسفارة كان موجوداً قبل وصول البخاري إلى الطلب منه عدم إكمال الزيارة.

وفور مغادرة البخاري، إعتلى المرشح “العشائري” السابق عن المقعد السني في زحلة والمقرب من تيار المستقبل، بهاء المجبل المنبر وطالب البخاري بالإعتذار، مشدداً على أن “كرامة العشائر أهم من أي سفير ومن أي موظف دولة لدى المملكة العربية السعودية”، موجهاً نداء إلى الملك السعودي وولي عهده محمد بن سلمان لـ”سحب السفير وليد البخاري من لبنان فوراً”. كلام المجبل تفاعل معه حشد كبير من الموجودين بالتصفيق والتهليل. وفيما نقل عن وجهاء عشائر الفاعور أن السفير السعودي مطالب بإعتذار، علمت “الأخبار” أن وسطاء دخلوا على خط ترطيب الأجواء “كي لا تأخذ الحادثة أبعاداً سياسية”.

Exit mobile version