Site icon PublicPresse

الراعي: تنقية الضمائر هي الشرط لإجراء حوار

البطريرك الراعي

إعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن “تنقية الضمائر هي الشرط لإجراء حوار صريح وبناء بين المسيحيين والمسلمين من جهة وبين الأحزاب والكتل النيابية من جهة ثانية”.

وفي إفتتاح أعمال مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في بكركي، شدد الراعي على أن “لبنان في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والإقتصادي ويا ليتهم يسمعون نداء قداسة البابا فرنسيس بالأمس”.

وقال: “عندما يتكلم القديس البابا يوحنا بولس الثاني عن “السلام والمصالحة” بعد محنة الحرب، إنما يدعو اللبنانيين إلى “تنقية حقيقية للذاكرات والضمائر”، وبالتالي إلى “تعزيز السلام الدائم المبني بكل صبر وأناة، لأن السلام وحده بإمكانه أن يكون الينبوع الحقيقي للإنماء والعدالة”.

وأضاف: “إن تنقية الذاكرات والضمائر هي الشرط الذي بدونه لا لإجراء حوار صريح وبناء بين المسيحيين والمسلمين من جهة، وبين الأحزاب والكتل النيابية من جهة أخرى، وذلك لكي يسلم العيش المشترك المنظم بنصوص الدستور، والذي يشكل الميثاق الوطني الذي توافق عليه اللبنانيون سنة 1943، وجددوه باتفاق الطائف (1989) بحيث يعطي الشرعية لكل سلطة سياسية (راجع مقدمة الدستور (ي)). فبالحوار الصريح وصفاء العيش المشترك يتمكن اللبنانيون من بناء مجتمعهم”.

ولفت الراعي إلى أن من صنعوا الحرب لا يزالون يحكمون البلد وهم لم يتمكنوا من تنقية ذاكرتهم ونسمعهم كيف يتراشقون الكلام الجارح في كل مناسبة، وبعد 6 سنوات من عهد الرئيس ميشال عون.

وقال: “لكن إذا ألقينا نظرة على واقعنا في لبنان، نجد بكل أسف أن الذين صنعوا الحرب ما زالوا هم إياهم يحكمون بلادنا. الأمر الذي يشل الدولة بسبب نار الخلافات المشتعلة تحت الرماد، ويشكك الرأي العام الخارجي. ذلك أن من يصنع الحرب لا يستطيع أن يصنع السلام”.

وأضاف: “لهذا السبب لم يتمكن هؤلاء بكل أسف من تنقية ذاكرتهم، ونشاهدهم ونسمعهم كيف يتراشقون أسلحة الكلام الجارح في وسائل الإتصال على أنواعها، في كل مناسبة وكما نشهد في هذه الأيام. ولهذا السبب، بعد ست سنوات من عهد الرئيس العماد ميشال عون، لم يتمكنوا أو بالأحرى لم يريدوا إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. فكان إنجازهم الكبير تنزيل العلم وإقفال القصر الجمهوري، وتسليم حكومة مستقيلة منذ خمسة أشهر، ولبنان في أخطر مرحلة من تاريخه السياسي والإقتصادي والمالي والإجتماعي”.

وختم : “إن مرور خمس وعشرين سنة على صدور الإرشاد الرسولي “رجاء جديد للبنان” يضعنا أمام واجب وطني يلزم ضمائرنا بإيجاد الوسائل الناجعة على الصعد كافة، لكي ندخل شعبنا ورجال السياسة في مسيرة تطبيق الفصلين الخامس والسادس من الإرشاد الرسولي. نسأل الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء سيدة لبنان، أن يسدد خطانا في ما يؤول إلى مجده ونهوض لبنان وخير جميع المواطنين”.

تستمر أعمال المجلس المغلقة لغاية يوم الجمعة المقبل، حيث سيصدر البيان الختامي ويتضمن الامور كافة التي تم بحثها.

Exit mobile version