Site icon PublicPresse

معوض يعتمد إستفتاءات “تويتر” لتسويق ترشيحه (فيديو)

ميشال معوض في جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية

بدت المقاربة التي إعتمدها أخيراً النائب ميشال معوض للإثبات بأنه مرشح اللبنانيين لرئاسة الجمهورية، هزيلة، وتفتقد إلى منطق إستطلاعي لبناني، ربما كان الأجدى عدم التطرق إليها تجنباً للإنتقاد.

بعد جلسة البرلمان الرئاسية، الخميس الماضي، أدلى معوض بتصريح قائلاً إن 84% من اللبنانيين يؤيدون وصوله إلى الرئاسة، إستناداً إلى إستفتاء قام به زميله النائب وضاح الصادق في مواقع التواصل الإجتماعي. وقال إن العينة ليست حزبية، وهي تمثل اللبنانيين المستقلين.

وأثار هذا الإعلان إنتقادات ضده، لا سيما من خبراء في الأمن الرقمي والتواصل الإجتماعي. فقد أكد الخبير الرقمي محمود غزيل أن إستفتاءات “تويتر” غير دقيقة، ولا يمكن الإعتماد عليها لأن العينة بلا معايير.

لا يُنتخب رئيس الجمهورية اللبنانية من الشعب مباشرة. بل يتم ذلك عبر ممثلي الشعب في البرلمان حيث فاز النواب بأصوات الناس في انتخابات اعتمدت نظام الاقتراع النسبي. وبالتالي، فإن العينة الحقيقية والمؤثرة، هي عينة النواب في البرلمان التي تعبّر عن المزاج السياسي للناخبين بصرف النظر عن مُحدّدات هذا المزاج وسواء كانت ديموقراطية أم لا. 

هذا الواقع السياسي، لم يتطرق له معوض، وحُكماً، هو يُضاف إلى واقع آخر مفاده أن الإحصاءات في لبنان، في الغالب، هي دراسات غير دقيقة لأنها تعتمد على مزاج المُستَطلعين في تلك اللحظة. وحين يصل الأمر إلى “تويتر”، فإن الخيار يصبح محصوراً أولاً في متابعي القائم بالإستطلاع، وإنتقائياً حتى بين المتابعين، حيث قد يتجاهله كثر. 

لذلك، فإن قول معوض إن العينة ليست حزبية، هي معلومات غير مؤكدة، والقول إنها تمثل المستقلين، يُعد أيضاً مبالغة. أما البناء على الرقم (6 آلاف مشارك) وهم بطبيعة الحال عينة عشوائية، فهو أمر يفتقد إلى العلمية. البحث الوحيد الجاد، هو الإستفتاء في البرلمان الذي أعطى معوض 44 صوتاً، وكان يمكن أن يصل العدد إلى 50 لو حضر 6 نواب آخرين ممن تغيبوا عن الجلسة.

Exit mobile version