Site icon PublicPresse

مؤسسة رفيق الحريري أحيت الذكرى 18 لإستشهاده برعاية نازك الحريري

توجهت السيدة نازك رفيق الحريري، لمناسبة الذكرى الـ18 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، بتحية اكبار وشوق وحنين لروحه الطاهرة، روح رفيق عمرها ودربها، روح شهيد الوطن ورجل الدولة الاستثنائي صاحب المبادرات الصائبة.

وقالت: “مرة أخرى يجمعنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ذكراه الطيبة بعد سنوات صعاب طوينا فيها من عمر الفراق ثمانية عشر عاما ودربا من المخاطر والتحديات الشاقة، وتقاسمنا دمع الغياب وتشاركنا الألم والأمل في آن”.

أضافت: “ثمانية عشر عاما منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري مرت طويلة ومحفوفة بالتجارب والمحن المريرة والقاسية. ثمانية عشر عاما وانا أناجيك أيها الحاضر الغائب يا صاحب الحلول المبتكرة ورجل التحديات في زمن التحديات الكبرى . أناجيك وطيفك يحوم حولنا نبحث عنك فلا نجدك في هذه الايام الصعبة التي بتنا نحتاج إليك أكثر من أي وقت مضى ، زوجا مخلصا وأبا محبا لعائلتك الصغيرة كما عائلتك الكبيرة . نحتاج اليك يا رجل الدولة والرؤية والمبادىء، أيها الزعيم الوطني الجامع الذي استطاع بإيمانه بالله سبحانه وتعالى وبمحبته لوطنه أن يمحي صورة الحرب الاهلية ويقود مع شعبه مسيرة النهوض الانسانية والانمائية والاقتصادية ليعيد لبنان دولة فاعلة مشاركة على خريطة الدول . كنت تردد دائما ان كل سياسة لا تؤدي الى تحسين حياة الناس وفتح الآفاق لمستقبل أفضل لا يمكن اعتبارها سياسة ناجحة وهذا هو سر نجاحك ومحبة الناس لك”.

وتابعت: “نحن في مرحلة دقيقة حرجة وصعبة جدا. نحن في مواجهة مشاكل حياتية لا يمكن معالجتها بالتجاذبات والإصطفافات السياسية. فالساعة اليوم تحتم علينا أن نتحمل مسؤولياتنا التاريخية المشتركة أمام بعضنا البعض وأمام الوطن وكل من موقعه. وعندنا ثوابتنا للانتماء والاستقلال والسيادة ووحدة الارض والناس والمصير. ويكون علينا بالحوار وبالقرارات الصائبة ان نصون وجودنا ومصلحة الوطن على كل مصلحة فردية. فلنحول التجاذبات رؤى نتعاون على تحقيقها وتطويرها لنبني وطنا سيدا حرا مستقلا”.

وقالت: “وفيما نحيي اليوم ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، نشهد على كوارث طبيعية لحقت بوطننا الحبيب لبنان والبلدان المجاورة. فكل الدعاء لله عز وجل بواسع الرحمة والمغفرة للضحايا الأبرياء وبالشفاء العاجل للمصابين. كما ندعو الله العلي العظيم لطفه فيما قضىوأن يعم الأمن والسلام والطمأنينة الوطن العربي والعالم أجمع”.

​وختمت عقيلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري: “لعل آخر الكلام دعاء نرفعه للمولى عز وجل أن يحفظ وطننا الحبيب لبنان وشعبه الطيب وأن يرحم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء الوطن الأبرار، ويتغمدهم بواسع الرحمة والمغفرة إن شاء الله . فالعدالة الإلهية ستأتي بإذنه تعالى عاجلا أم آجلا وإن الله يمهل ولا يهمل . “ولا تحسبن ٱلله غٰفلا عما يعمل ٱلظٰلمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه لأبصٰر”.

ذكرى الحريري
وأحيت “مؤسسة رفيق الحريري”، تحت عنوان “التصميم، العزيمة، المثابرة، الإلتزام”، نشاطها الثقافي السنوي الذي تقيمه في ذكرى إستشهاد الحريري كل عام، برعاية رئيسة المؤسسة السيدة نازك رفيق الحريري.

إستهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني أدته كورال مدارس الحريري بقيادة المايسترو تاتيانا اندريا، ثم كانت كلمة مصورة للمديرة العامة لمؤسسة رفيق الحريري سلوى السنيورة بعاصيري، قالت فيها: “تتوالى سنوات الغياب فيتعمق الشعور بالافتقاد. 18 عاما على اغتيال صاحب رؤية وردية لوطن عصري حضاري، اهتدى برسالة إنسانية ترسيها ركائز التنوع المبدع الخلاق، واستنار بموجبات مواطنة حقة تقوم على العدالة واحترام القانون والمشاركة الفاعلة والمسؤولية الاجتماعية والالتزام الأخلاقي. آمن بالدولة المدنية التي تستظل بمعايير السيادة والولاء المطلق للهوية الوطنية، لا للهويات المذهبية والطائفية والعقائدية المناقضة لسيادة لبنان. هذه الرؤية التي حملها الرئيس الشهيد رفيق الحريري لوطنه لبنان لم تتكون لديه نتيجة ترف فكري استقاه من هنا وهناك، بل خرجت من رحم المكابدة التي عاشها في جميع مراحل عمره وصولا الى الشهادة”.

أضافت: “أدرك معنى الفروقات الاجتماعية، وتهميش الكفاءات، ومحاذير البطالة، وتعب الهجرة، وانعكاساتها كلها على مصير شعب ووطن، كما أدرك بذات البصيرة تداخل مقومات البناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتشابكها مع المعطيات الجيوسياسية. خاض غمارها متكئا على تصميم واع وعزيمة لا تلين ومثابرة لا تستكين والتزام لا يحيد عن خدمة قضايا الوطن والهوية والشعب. هذه المعالم وسواها ميزت مسيرة الرئيس الشهيد منذ البدايات، ومكنته من مجابهة سيل جارف من الصعوبات والمعوقات والتحديات، فتحول ملهما للجيل الشاب. فإذا بأبنائنا يدركون أبعاد هذه السمات لتكون جزءا من معالم الشخصية الي تتشكل لديهم يوما بعد يوم، متخطين الضجيج الهدام المناقض لسيادة لبنان والتيئيس المؤدلج ومتمسكين أكثر فأكثر بلبنان الرسالة”.

بعد ذلك، قدم طلاب من المدارس التابعة ل”مؤسسة رفيق الحريري” عبر يوتيوب مجموعة أفلام تحدثت عن رفيق الحريري، كما قدم طلاب ليسيه عبد القادر عرضا شرحوا فيه مفهوم العنوان باللغات الثلاث وعرضوا وثائقيا خاصا قدمه طلاب المرحلة الثانوية. واختتم الاحتفال بأغنية “سلام حرية” التي قدمها كورال مدارس المؤسسة بقيادة تاتيانا اندريا واشراف المؤلفة الموسيقية الدكتورة هبة قواس.

Exit mobile version