Site icon PublicPresse

بلدية بيروت تصدر قرارت إخلاء من أبنية سليمة

زينب حمود – الأخبار
شكّلت الهزة الأرضية في 6 شباط الماضي، وجردات الكشف على أهليّة الأبنية للسكن الآمن، فرصة ذهبية لإخراج المستأجرين وفق قانون الإيجار القديم من بيوتهم. شقوق صغيرة في الجدران تدفع مهندسين في البلديات إلى الادعاء أن المبنى مهدّد بالسقوط. يصل الملف جاهزاً إلى المحافظ، الذي يوقع على قرار الإخلاء والهدم، فيستعيد صاحب الملك العقار بقوة الدرك بعد تدخّل المخفر والنيابة العامة. كاد هذا “الفيلم” أن يمرّ على العجوزين سالم وسهام في الأشرفية، فما الذي يضمن عدم تكراره مع آخرين لإخراجهم من منازلهم بالقوة أو عبر التخويف؟

“ليس هناك شيء لنقوله، تواصلي مع المحامي، ممنوع التصوير، من الذي أرسلك إلينا؟ هل صاحب العقار أم البلدية؟”… هذه عيّنة من العبارات التي ردّدها العجوزان سالم خوري وسهام جميّل خلال أول اتصال أجرته “الأخبار” معهما، وهي تفسّر خوفهما من خسارة المنزل الذي آواهما مذ تزوجا أوائل السبعينيات إلى اليوم، وهاجسهما من أن يبقيا بلا مأوى. لاحقاً، اطمأنا، ووافقا على رواية قصتهما.

على بعد أميال من “مستشفى بيروت التخصصي للعين والأنف والحنجرة” في الأشرفية، يقف رجل مسنّ أمام بناء مهجور. يسكن الغبار طبقاته الأربع، يخرج الحديد من زواياه، شبابيكه من خشب عتيق أزرق اللون. «هذا البناء الأماميّ المهدّد بالسقوط، وخلفه، حيث أقطن، بناء متين. لكنهم يسعون إلى هدم الاثنين معاً باعتبارهما عقاراً واحداً”، هكذا يستقبلك الرجل، مباشرة يدخل في الموضوع، ويتابع بنبرة محتدة: «على من يضحكون؟ أنا قاعد هنا، لا أغادر بيتي ولو أرادوا هدمه فوق رأسي”. النبرة والملامح تحكيان عن “حق مهدّد بالسلب”، وكذلك وقفة الرجل الشامخة بينما يتكئ على عصا، ودفاعه الشرس عن منزله، خاصة عندما صرخ في وجه اثنين من القوى الأمنية قدما من مخفر رأس النبع لإبلاغه بضرورة الإخلاء: «كلكم تغادرون وأبقى أنا وزوجتي هنا”…

الطريق التي تؤدي إلى البناء الخلفي، “بلوك ب”، ضيّقة. خطوات قليلة تعبرها، تعيدك سنوات إلى الوراء، إلى منزل ناءٍ. هدوء، وحوض مزروع على يمينه، وكرسي خشبية عتيقة، وحبال الغسيل تزيّن الباحة الواسعة حيث “نجتمع ونشعل النراجيل ونشوي اللحم”… يشير العم سالم إلى الأرض المتفسّخة، ويقول: “كانت كلها مبلطة قبل أن تدوسها الدبابات الإسرائيلية وتخترق الشرفة التي لا تزال تظهر الشقوق عليها. عدا ذلك، البناء قويّ جداً”. إنه بناء تاريخي يحاكي البناء الأمامي الذي يقال إن الجنرال الفرنسي شارل ديغول سكنه لأيام. لم يبق في المكان غير سالم وسهام الطاعنين في السن. وهنا لبّ المشكلة. العجوزان يقفان حجر عثرة في طريق أصحاب العقار 1002 ويقيّدان عملية بيعه.

لقراءة المقال كاملاً.. أنقر/ي هنا.

Exit mobile version