Site icon PublicPresse

جريمة تهز بشري.. مقتل شابين من آل طوق في القرنة السوداء ومساعٍ لـ”وأد الفتنة” (فيديو)

سادت حالة من التوتّر والغضب الشديد بلدة بشري، عقب مقتل الشاب هيثم جميل الهندي طوق بظروف مشبوهة، في منطقة الشِحَين، في محيط القرنة السوداء، قبل أن يُعلَن عن مقتل شاب ثانٍ يُدعى مالك طوق في المنطقة نفسها، في ظروف بقيت ملتبسة. وأفيد في السياق عن حصول توتّر محدود بين الجيش اللبناني وبعض الشبان الغاضبين، خلال قيام الأول بمهامه الميدانية لتقصي تفاصيل حادثة مقتل الشاب الأول، والقبض على المتورطين، وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بدرء أي فتنة.

الجيش يوضح ملابسات الحادثة
وأعلنت قيادة الجيش في بيان، عن “تعرّض أحد المواطنين لإطلاق نار في منطقة القرنة السوداء ما أدّى إلى مقتله، كما قُتل لاحقاً مواطن آخر في المنطقة عينها. وقد نفّذ الجيش إنتشاراً في المنطقة ويعمل على متابعة الموضوع لكشف ملابساته، كما أوقف عدداً من الأشخاص وضبط أسلحة حربية وكمية من الذخائر”.

وأضاف بيان الجيش: “لمّا كانت قيادة الجيش قد حذرت في بيان سابق بتاريخ 1/6/2023 المواطنين من الاقتراب من منطقة التدريب العسكرية في القرنة السوداء، تُعيد التشديد على عدم اقتراب المواطنين كافة من هذه المنطقة تحت طائلة المسؤولية وحفاظًا على سلامتهم ومنعاً لوقوع حوادث مماثلة”.

ومتابعة للحادثة، إنتقلت قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصار، في إطار متابعة التحقيقات التي يجريها القضاء في جريمة قتل الشابَين هيثم ومالك طوق، إلى مستشفى بشري الحكومي حيث جثة القتيل الأول هيثم، وإلى مستشفى السيدة في زغرتا حيث نُقلت جثة القتيل الثاني مالك، مع الإشارة الى أنّ النائبة العامة الإستئنافية في الشمال القاضية ماتيلدا توما كانت باشرت بإتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة فور شيوع خبر جريمة القتل قنصاً.

من جهتها، أكّدت النائبة ستريدا جعجع أنّ “الجريمة النكراء وقعت في وضح النهار، ولا يمكن أن يكون الحلّ إلّا بإحقاق الحق وسوق المجرمين إلى العدالة”، داعية أهالي المغدور وأهالي بشري إلى “التحلي بالصبر والهدوء بانتظار انتهاء التحقيقات وجلاء الحقيقة”.

وتوجّهت قوّة كبيرة من الجيش إلى المنطقة بعد بيان جعجع.

إلى ذلك، تابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حادث مقتل الشابين بالرصاص في منطقة القرنة السوداء، عبر سلسلة إتصالات أبرزها مع قائد الجيش العماد جوزيف عون والمراجع الأمنية والقضائية المختصة.

وأكد ميقاتي على أنّ “هذه الحادثة مدانة وستتم ملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم ليأخذ القانون مجراه وليكونوا عبرة لغيرهم”. كما شدد، خلال إتصال مع النائبة جعجع، على “ضرورة تحلّي الجميع بالحكمة وعدم الإنجرار إلى أيّ ردّات فعل، خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي نعيشه”.

بدوره، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري، إتصالاً برئيس “تيار الكرامة” وعضو تكتل التوافق الوطني النائب فيصل كرامي دعاه فيه إلى “توخّي الحكمة في التعامل مع الحادثة الأليمة التي أودت بحياة الشاب هيثم طوق”، كما دعا من خلاله “أهالي بقاعصفرين والضنية إلى عدم الانجرار وراء الاحكام المسبقة والشائعات بانتظار جلاء الحقيقة الكاملة”.

وقد أعرب كرامي عن شكره لبرّي و”حرصه على الإستقرار العام وخصوصاً بين الجارين بشري وبقاعصفرين”، واعداً إيّاه “تحكيم العقل والضمير في هذه المسألة وفي كل ما يتصل بالامن والاستقرار الاجتماعيين”.

كما أجرى كرامي إتصالاً بقائد الجيش وأثنى على الحكمة التي يتعامل بها الجيش اللبناني وقائده مع هذا الموضوع، داعياً إيّاه إلى “الضرب بيد من حديد لكل من تُسوِّل له نفسه اللعب بالإستقرار الأمني”، متمنّياً عليه “الإسراع في كشف ملابسات الحادثة ووأد الفتنة في مهدها”.

إلى ذلك، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في إتصال مع كرامي، إلى “المساهمة في تهدئة الأمور والإصرار على استخدام لغة العقل وتحكيم الوجدان الوطني في هذه المسألة خصوصاً أنّ هناك طابور خامس يسعى إلى تسعير الفتنة والاصطياد بالماء العكر”.

وقد أعرب كرامي عن شكره للمفتي دريان على حكمته، و”مطالبته بتحقيق العدالة التي نسعى إليها جميعاً”.

وفي بيان لها، شدّدت بلدية بشري على أنّه “إذا ظن اهل المكر والجبن أن جريمة اغتيال ابن بشري قد تمرّ وترهب اهل المكارم والشرف المقدمين والشجعان فقد خابوا لاننا وان كنا قد ارتضينا الشرائع والقوانين والدولة مرجعا لتكريس حقنا بالأرض فلن يتمكّن من اختار شريعة الغاب أن يرهبنا، ولا يظنّ أنّه حين سكت اهل الحق عن الباطل توهم اهل الباطل انهم على حق”.

ولفتت البلدية إلى أنّ “الواقعة وقعت ونفّذ شذاذ الأرض وعصابات القتل تهديداتهم عن سابق تصور وتصميم بإقدامهم بكل دم بارد على اغتيال ابن بشري الشهيد هيثم طوق برصاص القنص الجبان في منطقة القرنة السوداء ارض بشري ونطاقها الجغرافي والتاريخي المكرس قانوناً”، مطالبة “السلطات الامنية والقضائية التي تخاذلت عن احقاق الحق وماطلت وسوفت عن تحديد الحدود وتكريس النطاق الجغرافي المعروف انه لبلدة بشري في القرنة السوداء ان تبادر الى توقيف المجرمين وسَوقهم إلى العدالة”.

وفي وقت لاحق، إستنكرت بلدية بقاعصفرين في بيان، الحادث، طالبة “عدم زجّ إسم منطقة الضنيه عموماً وبقاعصفربن خصوصاً به، لما له من تداعيات خطيرة”. وأضافت: “نضع ثقتنا الكاملة بالأجهزة الأمنيّة والجيش اللبناني والقضاء المتخصّص من أجل العمل على تطبيق القانون وجلاء الحقيقة ووأد الفتنة”.

كذلك، ناشد كرامي الأجهزة الأمنيّة والجيش والقضاء “أن يتحرّكوا سريعاً من أجل العمل على تبيان الحقيقة”. وطلب من أهالي بلدتي بشري وبقاعصفرين الجارتين “أن يحتكموا إلى العقل والحكمة، وأن يكون القضاء هو المرجع الوحيد لحلّ الموضوع”.

ولاحقاً، قال النائب وليام طوق: “لقد إستفاقت بشري اليوم على فاجعة إغتيال الشاب البطل هيثم جميل الهندي طوق عن طريق القنص الغادر من قبل جماعة متفلّتة تتمادى منذ سنوات في استباحة أرضنا ومحاولة استدراجنا إلى قتال داخلي نحن لا نريده مع أهلنا في بقاعصفرين”.

واعتبر طوق أنّ “هذه الجريمة الشنيعة لم يُنَفذها مسلّحون مجهولون، بل قناصون غادرون يتربصون في نطاق أرضنا في “قمة الشهداء” بقصد الاستيلاء عليها”، مؤكداً أنّ “الجريمة ما كانت لتحصل لولا تراخي السلطات القضائية في حسم تثبيت الحدود منذ أكثر من سنتين“.

وأضاف طوق في بيان: “أمام قدسية دماء شهيدنا البطل الذي سقط عن طريق الغدر الجبان ندعو كافة أهل بشري والجبة وشبابها إلى وجوب ضبط النفس وعدم الانزلاق إلى فخ القتال ونحن لن نرضى بأقل من التوقيف الفوري لكافة المسلحين المتربصين في أرضنا وانزال اشد العقوبات بهم ومن يقف وراءهم”، مؤكداً أنّ “الدعوة الى ضبط النفس لا تعني إطلاقاً التساهل أو التفريط بدم الشهيد بل تعني الالتزام بقيمنا الاخلاقية والوطنية، والتمسك بتحصيل حقوقنا بأيدينا في حال تقاعس السلطات والأجهزة المعنية”.

Exit mobile version