أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، حرصه على وضع حدّ نهائي للخلاف “المزمن” بين بلدتي فنيدق وعكار العتيقة، مشدّداً على أنّ على “القضاء المختص أن يبذل جهداً كبيراً لحسم ملكية العقارات المتنازع عليها”.
وقال دريان، خلال إستقباله وفداً من “لجنة فضّ النزاع العقاري بين بلدتي فنيدق وعكار العتيقة”، برئاسة محمد سليمان، إنّ “أبناء البلديتين هم مكان حرص دار الفتوى وعنايتها، وستبذل كل الجهود الممكنة بالإتصال مع القوى الأمنية والقضائية في سبيل هذا الأمر”.
سليمان
بعد اللقاء قال النائب سليمان بإسم الوفد: “تشرفنا بزيارة صاحب السماحة للتهنئة بعيد الأضحى المبارك، وبعودته من الحج بسلامة، وتمنينا له دوام الصحة والعافية. وهذه الدار هي دار جامعة، دار الاعتدال، دار الوطنية، ومقصد الجميع. وتداولنا مع سماحته في أجواء اللجنة المتابعة لموضوع الخلاف بين بلدتين عزيزتين على قلوبنا، بلدة فنيدق وعكار العتيقة، وما قمنا به خلال هذه الفترة. وأكدنا لسماحته على إنصاف الأمور ووضع الطريق الصحيح، ودرء أي فتنة قد تحصل لأن غلاوة الدم أهمّ من كل شيء. ونحن نشكر القيادات العسكرية والأمنية، والدور الذي قامت به قوى الأمن الداخلي، من كشف ملابسات هذه الحادثة ودرء هذه الفتنة. لذلك نحن من هذه الدار نؤكد ونشدد على دور القضاء الذي يجب أن يأخذ قراره، ويتحمل مسؤوليته، ويضع الأمور في نصابها لتستقيم كما يجب، لأنَّ السلم الأهلي اليوم والتعايش هما ضرورة في هذا البلد، ونحن وسماحته مصرون على متابعة هذا الموضوع للنهاية، كما أنَّ سماحته حريص على وضع كل الخلافات في هذا البلد جانباً”.
تاريخ النزاع
يذكر أنّ البلدتين تشهدان نزاعاً عقارياً على ترسيم خراجهما في منطقة القموعة التي شهدت إشتباكات عنيفة قبل عامين على خلفية هذا النزاع، وسط إحتمالات مفتوحة بتجدّد الاشتباكات لدى وقوع أي حادث، كما في جريمة مقتل ابن عكار العتيقة أحمد درويش أخيراً. فبعد 16 يوماً من حبس الأنفاس إثر العثور على جثة درويش في جرود القموعة، حسمت القوى الأمنية بأن الأخير قُتل على يد أحد الموقوفين من أبناء بلدته، هو ع. درويش (عم الضحية)، وهو كان من ضمن مجموعة مسلّحة اعتادت أن تقصد القموعة ليلاً، وتطلق النار لإرهاب السياح الذين يقصدون مقاهيها ومطاعمها بسبب الخلاف العقاري المزمن على المنطقة.