Site icon PublicPresse

جعجع يجدد رفض الحوار: “التيار” بلا مشروع ومواقف باسيل متناقضة

علّق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، على إعلان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، عن إتفاق مع “حزب الله” على مرشح لرئاسة الجمهورية، قائلاً “هذا الموقف لا يزال ضمن سياق مجموعة مواقف من أشهر عدة حتى اليوم لباسيل وفي اتجاهات مختلفة. وفيما ما يتعلق بهذا السياق، فخلال ثلاثة أسابيع يتحدث باسيل عن سبب التصويت لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وأن الأخير لا اصلاحي ولا سيادي ومن المنظومة الماضية، وكأن باسيل من المنظومة الجديدة. وبالتالي من الأفضل أن ننتظر لنقرأ أكثر في مضمون تصريحاته، وليس تصريحه فحسب؛ بل لنرى ما وراء التصريح و”شو فوق منه وشو تحت منه وشو عـ جوانبه” لنبني على الشيء مقتضاه”.

وعن موقفهم في حال الاتفاق بين “حزب الله” وباسيل على فرنجيّة، أكّد في حديث إلى موقع “لبنان الكبير”، أنّ “موقفنا واضح جداً وسيبقى كذلك، لكن أفضّل في ما يتعلق بهذه النقطة تحديداً، أن أبقي علامة استفهام صغيرة حول ما اذا كان موقف باسيل يأتي في سياق كهذا، أم أنه يناور في مواقف كهذه، لهذا السبب أفضّل أن أنتظر لمعرفة حقيقة الموقف”.

وركّز جعجع على أنّ “استحقاق رئاسة الجمهورية عمره 8 أشهر، وطوال هذه المدة الانتخابات الرئاسية معطلة، وباسيل أيضاً يعبّر عن رفضه فرنجية، وهو كان أكثر من قدم أطروحات لمعارضته. أما نحن فقلنا منذ البداية اننا لسنا مع التصويت لفرنجية انطلاقاً من تموضعه السياسي، لكن باسيل لا مشكلة لديه في التموضع لأنه هو نفسه مع تموضع فرنجية السياسي، بل لديه مشكلة معه بالشخصي، وعلى الرغم من ذلك، نسمع أنه يستعد للتوافق على فرنجية؟ أفضّل أن أتابع تطورات الموقف وحينها أبني على الشيء مقتضاه”.

وأوضح أنّه “في حال الفرضية تمت، لأنني أبني اجابتي على سؤال افتراضي، فما “تخاف علينا من شو بدنا نعمل”، وإذا كانت هذه الفرضية صحيحة فستكون بعكس الطبيعة والمنطق، وبالتالي ستجمع الكثير من الأفرقاء في الجهة المقابلة”.

كما إعتبر أنّ “الشغور الرئاسي مفتعَل، لم يحلّ علينا بسبب طريقة تكوين المجلس النيابي مثلما يطرح “حزب الله” وبعض الأوقات حركة “أمل” وحلفاؤهما، أبداً أبداً أبداً. مفتعَل أي أنّه ولا جلسة انتخابية رئاسية حصلت كما يجب”.
وذكّر جعجع بـ”ما حصل في مجلس النواب الأميركي في كانون الثّاني الماضي، حين اختلف الجمهوريون بين بعضهم البعض على من سيكون رئيس مجلس، كانوا يعقدون كل يوم 7 دورات وعلى مدى 5 أيام متتالية إلى آخر يوم. وفي اليوم الخامس وفي الدورة 15، كانت الساعة أصبحت الأولى بعد منتصف الليل، انتخب الرئيس. ولو كان لدينا في لبنان رئيس مجلس يمارس مهامه “مظبوط”، ويريد المحافظة على المجلس النيابي، لكان فعل الأمر نفسه”.

وبيّن أنّه “في آخر جلسة إنتخابية عقدت أي في 14 حزيران الماضي، لو حصلت دورة ثانية لكان صار لدينا رئيس للجمهورية، وعلى هذا الأساس نسأل لماذا هذا الشغور الرئاسي؟ الجواب لأن “في حدا عم بعطل”، ومن يعطل؟ محور الممانعة، لأن لديهم مرشحاً معيناً بريدن إيصاله، واذا كانوا ليسوا أكيدين من ايصاله فيعطلون كل الجلسات”.

وأشار إلى أنّ “النقطة الثانية التي طرحت كثيراً بمناسبة الانتخابات الرئاسية هي الحوار، وأنا أود أن أسأل: أثناء انتخاب رئاسة المجلس بكم صوت ربح رئيس المجلس؟ 65 صوتاً وبالكاد، وهذا بعد “تنِتوش من هون ومن هون”. هل حصل حينها أي حوار؟ هل طالب أي شخص حينها بحوار؟ الجواب: أكيد لا، لأن الانتخابات انتخابات، وفي الدستور لتحصل انتخابات عندما تكون هناك خيارات عدة والناس ليست متفقة على خيار واحد، ماذا يفعلون؟ ببساطة يتجهون الى الانتخابات، ومن يفوز فيها يسير به الجميع؛ وبالتالي كل المنطق الذي يُطرح حالياً أشبه بسمّ في الدسم”.

وشدّد جعجع على أنّ “كلنا جاهزون للحوار، لكن اذا كنا نتكلم عن حوار كبير فـ”لأ”، لأنني شخصياً خضت 5 محاولات لحوار كبير و”التوبة خلص”. وفي حوار 2006، اتفقنا على بندين لا غيرهما: أول بند المحكمة الدولية، وقد صدرت قراراتها وماذا حصل؟ لم يحصل شي عظيم. وثاني بند اتفقنا عليه بشقيه، السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وانظروا ماذا حصل منذ أيام”.

وشرح أنّ “ما أقصده أن كل هذه الحوارات عقيمة وكل الهدف منها ربح أو تضييع بعض الوقت، ولا نصل الى أي نتيجة في نهاية المطاف، خصوصاً إذا حاول الآخر أن يستصغر نفسه، وهذا لا يعني أبداً أن نستصغر أنفسنا أيضاً. واذا لا يريد أن يبدأ السياسيون اللبنانيون أن يكون لديهم من نفسهم ويقولوا “لأ” عندما يجب أن يقولوا “لأ”، “بضلوا البقية مستصغرينك. قلّو يا عنتر كيف عملت عنتر، قلّو بالحقيقة وما تخبر حدا عنترت وما حدا ردني، بدو حدا يردو”. ولفت إلى أنّهم “يقولون لنا ادخلوا بحوار واطرحوا ما تريدون على الطاولة، ماذا ستخسرون؟ لكن الحقيقة نحن قبل أن نذهب ونطرح وجهة نظرنا على الطاولة، يجب أن نطرح القضايا باطارها الصحيح”.

وركّز على “أنّنا في مرحلة انتخابات الرئاسة، ويجب أن نذهب أولاً باتجاهها. ونحن أول من بادرنا الى محاولة التواصل مع بقية الفرقاء، وتحديداً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس. وكان هناك تواصل دائماً ويلتقي النواب مع نواب آخرين ان كانوا من حركة “أمل” أو “حزب الله” أو “التيار” أو غيرهم من النواب”.

إلى ذلك، أضاف: “قصة الحوار بالنسبة اليهم، أن لديهم مرشحا “بدن ياه شو ما كان يكون”، اسمه سليمان فرنجية. السؤال لماذا يريدونه؟ طبعاً هم يعتبرون أنه يخدم أغراضهم، وبالتالي يدعوننا الى الحوار كي يتحاوروا ويقولوا “شو بدك انت لتمشي بفرنجية”؟ وما الضمانات المطلوبة للسير بفرنجية؟ جوابنا واضح: “خيي ما بدنا ضمانات، بدنا نعمل انتخابات رئاسية”، وبالتالي هناك فريق يعطل الانتخابات الرئاسية، هو محور الممانعة”.
وذكر رئيس “القوات” أنّ “الدليل أنه بعد كل دورة أولى في كل جلسة، ينسحب منها هذا الفريق، فلا حزب “الكتائب اللبنانية” ولا “القوات” ولا التغييريين ولا المستقلين ينسحبون. من ينسحب بالدرجة الأولى هم نواب “أمل” ومعهم نواب “حزب الله” وبعض “الفرافيط” الملحقين بهم. هناك عملية تعطيل مقصودة، لأن هناك مرشحاً بعينه يريدون الإتيان به رئيسا للجمهورية أو لا يريدون انتخابات!”.

وأعلن “أنّنا جاهزون دائماً للتواصل والتحدث مع الآخرين. التواصل لا يجب أن ينقطع بين أي فريق وفريق اخر، هذا شيء و”تضييع الشنكاش” بطاولة حوار شيء آخر”، مفسّرًا أنّه “اذا عقدت طاولة حوار على أساس الانتخابات الرئاسية، وأتى كل الفرقاء وجلسوا حول طاولة وتحاوروا، بالتأكيد لن نصل إلى نتيجة، وحينها سيقولون ان اللبنانيين لم يتفقوا مع بعضهم؛ ويتم ابعاد حقيقة أن هناك من يعطّل. الحقيقة هناك معطل للانتخابات الرئاسية وآخر لا يعطلها”.

وسأل: “في أي جلسة من الجلسات السابقة سواء عندما صوّتنا للنائب ميشال معوض أو للوزير السابق جهاد أزعور، هل حسبتم أنه كانت لدينا ثقة مطلقة بأن مرشحنا سيفوز؟ بالتأكيد لا. وبعد أكثر من جلسة يأتي إلينا من يقول لنا قبل ليلة من جلسة جديدة: “انتبهوا أبصر شو محضرين هونيك، بدن يجيبوا نواب الاعتدال الوطني معهم، ومرتبينا مع باسيل، ستدخلون بكل نية طيبة وفي ثاني دورة سيصبون جميعهم نحو فرنجية”. هذا كان يُعد من الاحتمالات الممكنة، ولم نثق في أي دورة من الدورات بأن مرشحنا سيفوز، ومع هذا كله ذهبنا باتجاه الانتخابات، وهذا ليس حال الفريق الآخر على الاطلاق”.

وردًّا على قيامه سابقاً بحوار مع “التيار”، أوصل إلى انتخاب ميشال عون رئيسًا، تساءل جعجع: “هل هذا يعني أن نعيد التجربة؟”، مشيرًا إلى أنّ “حينها، لم يكن الحوار فضفاضاً ولم تكن طاولة حوار، وعقدنا في بكركي آنذاك 20 اجتماعاً و”ما طلعنا بأي شي”، بينما في حوار جانبي مع “التيار” توصلنا إلى نتيجة، ويا ريتنا ما توصلنا الى تفاهم معراب؛ لأن التيار من اللحظة الأولى خرق هذا التفاهم”.
وسأل أيضًا: “في الوقت الحاضر اذا كانوا يطلبون منا حواراً، فمع من تحديداً؟ مع الممانعة والتيار؟ ونحن دخلنا في آلاف آلاف التجارب مع الممانعة ومع التيار، ولم تنجح أي تجربة والأخيرة تبينت نتيجتها فهل نعيدها؟ من دون أي حزبية ضيقة، الفريق الآخر هذه طبيعته”.

ونوّه إلى أنّ “على سبيل المثال، نائب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري محسوب على بري، وموقفنا منه جيد، لأن مواقفه وخطواته صحيحة، ما يعني أننا لا نطلق آراء سياسية انطلاقاً من انتماء شخص، بل بناء على يقوم به. فمنصوري منذ وصوله وكلامه فظيع، ويعود الى تصويب البوصلة في واحدة من أكبر مؤسسات الدولة، المصرف المركزي، وهذا عظيم واذا عاد وغيّر من كلامه فحينها أيضاً سنغيّر في كلامنا”.

وعن تقاطعهم مع “التيار” حول إسم جهاد أزعور، في ظلّ من يكّرر أن شقيق أزعور له علاقة بسد المسيلحة، أكّد جعجع أنّ “التقاطع يعني أنت ذاهب باتجاه معين وآخر ذاهب الى مكان آخر، وتم الالتقاء عند نقطة واحدة فقط لا غير. لا نقوم مع من تقاطعنا معه بأي حلف أو تحالف. طرحت كثيراً فكرة القيام بتحالف أو تفاهم، لكن أبدًا أبدًا ابدًا، لأننا رأينا الممارسة، و4 سنوات بالممارسة المباشرة وفي الحكومات مباشرة وكل جلسة بجلستها، من ملف الكهرباء الى ملف القرار الاستراتيجي؛ لا امكانية لذلك”.

وأفاد بأنّ “وزراء الحزب مثلاً في مواضيع تتعلق بملف الكهرباء، كانوا يمتلكون موقفاً قريباً لموقفنا لكنهم يصوّتون مع باسيل، وبالتالي لا يهم اذا كان الشخص هو نفسه الفاسد أو ليس هو، بل الأهم في نهاية المطاف على ماذا يصوّتون؟”.

وتعليقاً على أن “القوات” هي من تحرّض الأميركي على بري بفرض عقوبات عليه، قال: “هذا كله كلام غير صحيح “ما في منها هيدي”. الأميركيون عبارة عن مجموعة مؤسسات لا نهاية لها، فعمل مكتب واحد في وزارة الخارجية الأميركية بحجم عمل “القوات” على عشر مرات، اضافة إلى مراكز ودراسات. وبالتالي هذه الدول لديها سياسات واضحة ومعينة تنفذها، ولا تنتظر أحداً وخصوصاً أننا نتحدث عن أميركا”. وشدّد على “أنّني لستُ مع أي ضغط خارجي على أي أحد. نحن كلبنانيين قادرون على أن نتحمل مسؤوليتنا، واذا كنا نريد الاستعانة بفرقاء خارجيين لمعالجة أمورنا فعلى الدنيا السلام”.

وعمّا إذا كان يرى أي أفق لمعالجة ملف النازحين السوريين، اعتبر جعجع أنّ “هذا موضوع معقد قليلاً، نعم هو ملف اللاجئين السوريين، لأن النازح يكون في الوطن نفسه، لكن لبنان ليس بلد لجوء. وواحدة من المعاهدات القليلة جداً للبنان التي لم يوقع عليها هي اتفاقية اللجوء سنة 1952، وبالتالي كل وضعية هذا الملف شاذة، ولا يمكن حلّه بالطريقة التي تحدث، مثلاً بالتواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد، فهو لا يريدهم”.

كما لفت إلى أنّ “الفريق الآخر في لبنان يكذب كثيراً، لأن الأسد لا يريد اللاجئين، ولا يريد الموجودين في لبنان وتركيا والأردن، ويَعتبر أن هذه طريقة لتحقيق توازن ديموغرافي، وقالها علناً. وبالحد الأكبر، يأخذ الأسد أعداداً قليلة منهم ويقبض حقها كتير غالي”. وبيّن أنّ “في الوقت الحاضر، لا أحد مستعد لأن يدفع له شيئاً، وأساساً هو لا يريد عودة اللاجئين، فهل يعني أن نعود ونفاوضه؟”.

وأشار إلى أنّ “التيار وحتى فريق الممانعة الذين يتحدثون بضرورة اعادة التفاوض مع النظام السوري، الهدف من ذلك التفاوض مع النظام السوري ليس عودة اللاجيئن، بل اعادة الحركة بين لبنان والنظام، وأن تتعزز “الاجر” على سوريا كي يذهب رئيس الحكومة والوزراء ليجتمعوا، ويقولوا بعدها ان الاسد استعاد عافيته في سوريا”.

وجزم أنّ “بهذا الشكل لا تحل مشكلة اللاجئين، في الوقت الذي باتت في لبنان “عويصة كتير” على كل الصعد، وفي عكار وطرابلس وجبل لبنان والبقاع والجنوب يعانون. و”حزب الله” يعبّر عن انزعاجه فيما هو حليف النظام فليقولوا لبشار أن يوافق على عودتهم”. ووجد أنّ “لا حل الا أن نطلب من النازحين السوريين أنه عند الأزمة الحادة لم يهن الأمر علينا واستقبلناكم في قلوبنا ومنازلنا، واليوم بات بامكانكم العودة”.

Exit mobile version