Site icon PublicPresse

مافيات المولدات في الضاحية: “ضريبة” على الطاقة الشمسية

فؤاد بزي – الأخبار
خافتة هي أصوات المعترضين على أصحاب المولّدات، وتسعيرتهم في الضاحية الجنوبية. لكن هذا لا يعني أن الأمور تسير على ما يرام. عدم الإلتزام بتسعيرة الوزارة، التي حدّدتها الشهر الفائت بـ”31870 ليرة عن كلّ كيلوواط ساعة في المدن السّاحلية”، هو الغالب. فالدفع في معظم أحياء الضاحية بالدولار، أي 40 سنتاً لكلّ كيلوواط ساعة، وتصل في بعض الأحياء إلى 70 سنتاً، أو ما يوازيها بالليرة وفقاً لسعر الصّرف الأدنى مقابل الدولار.

ألواح الطاقة الشمسيّة لم تساعد كثيراً في تخفيف فواتير الإشتراكات، إذ إن لأصحاب المولّدات حسابات أخرى الذين يفرض بعضهم “ضريبة طاقة شمسيّة” على المنازل التي تستفيد من هذه الأنظمة.
ففي منطقة الشويفات، مثلاً، يفرض صاحب إشتراك 10 دولارات شهرياً “خوّة” على المستفيدين من ألواح الطاقة الشمسيّة في نطاق عمله، حتى لو قرّروا فكّ الإشتراك، قبل “السّماح لهم بتركيب الألواح، تحت طائلة تكسيرها”. وفي منطقة الرّادوف، يأخذ صاحب أحد المولّدات من المشتركين الذين يودّون المحافظة على الإشتراك، بالإضافة إلى الطاقة الشمسيّة، 20 دولاراً شهرياً “مقطوعة”، حتى لو لم يسجّل العدّاد أيّ مصروف خلال الشهر.

وفي أحياء أخرى من الضاحية، مثل حي ماضي وأجزاء من معوّض، لا تزال “المقطوعة”، أو ما يُعرف بـ”الديجنتير” على قيد الحياة. ولا تصل الكهرباء إلى البيوت، وفق هذه الصّيغة، لأكثر من 14 ساعة يومياً مقابل 120 دولاراً شهرياً. كما لم تشفع العودة الجزئية للتيار الكهربائي في تخفيف التسعيرة، بل على العكس، زادت فاتورة الخدمة الرّسمية، المحتسبة على سعر صيرفة، من أرق الناس، إذ لم تقل عن مليون ونصف مليون ليرة، أضيفت إلى مصاريف العائلات، من دون الوصول إلى الاستدامة في التيار الكهربائي. وأمام هذه الحال، يعمد كثيرون إلى “تقديم طلبات قطع التيار الرسمي بشكل كامل عن بيوتهم، فالفاتورة ضخمة، وساعات الاستفادة قليلة جداً”.

بالعودة إلى ألاعيب أصحاب المولّدات، ينقل المشتركون في عدد من مناطق الضاحية روايات أقرب إلى الأفلام البوليسيّة. أصحاب الإشتراكات يستخدمون كلّ الطرق الممكنة للتملص، وزيادة أرباحهم بمضاعفة المبالغ المتوجّب على المشتركين دفعها. أحدهم يضيف 5 دولارات على كلّ فاتورة تحت عنوان “دعم سعر المازوت”، رغم أنّه يحصّل فواتيره بالدولار. وآخر يضيف 3 دولارات على بدلات الإشتراك لـ”تغطية فرق سعر الصّرف”، كما يدّعي.

وفي منطقة الكفاءات، يحتال بعض أصحاب الإشتراكات حتى بطريقة كتابة الفواتير، فيحدّدون سعر الكيلوواط ورقياً بنفس تسعيرة وزارة الطاقة، و”على عينك” يتقاضون 55 سنتاً مقابله، بالإضافة إلى 15دولاراً كبدل ثابت للعدّاد، وعند المراجعة يأتي الجواب “إذا مش عاجبك فك”. ولإبعاد شبح الملاحقات الأمنيّة “المعلّقة”، يسجّل بعض أصحاب الإشتراكات على الفواتير عبارات ملتبسة لا تشير إلى أنّها صادرة عن “صاحب مولد كهربائي، مثل “بدل إشتراك”، من دون تحديد ماهية الإشتراك. آخر لا يذكر على الفاتورة أنّها صادرة عن صاحب مولّد كهرباء، فتصدر الفواتير بإسم “سوبرماركت” أو “مطبعة”.

Exit mobile version