أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار تمديد ولاية قوات “اليونيفيل” في لبنان، بسبب عدم التوافق على بنوده، في وقت وصل إلى بيروت، أمس الأربعاء، الوسيط الأميركي في إتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، لمتابعة بدء عمليات التنقيب في البلوك رقم 9، وعرض وساطة جديدة لإنهاء ملف الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، بالتزامن مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى وقف الإنتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701، في حين ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي أن الولايات المتحدة تكثف جهودها لتهدئة التوترات المتزايدة بين إسرائيل و”حزب الله” ومنع إندلاع القتال على الحدود، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني المصغر الـ”كابينيت” سيناقش سيناريو حرب واسعة وشاملة.
مجلس الأمن
أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار تمديد ولاية قوات “اليونيفيل” بسبب عدم التوافق على بنوده.
وذكرت المعلومات أن عدداً من الدول سجل تحفظاً على صيغة المادتين 16 و 17، المرتبطتين بحرية تنقل القوات الدولية وحاجتها للتنسيق مع الجانب اللبناني في ذلك، وأن ما يُعرف بالمطابخ الدبلوماسية تعمل للتوصول إلى حل.
وأكدت مسودة مشروع القرار أن “اليونيفيل” لا تحتاج إلى موافقة مسبقة لأداء مهامها وفقاً لما ينص عليه مجلس الأمن، ومع ذلك يجب أن تُجرى عملياتها بشكل مستقل، مع الإستمرار في التنسيق مع الحكومة اللبنانية، إضافة إلى ذلك، تُدين المسودة بأشد العبارات أي محاولات لتقييد حركة موظفي “اليونيفيل”.
ومن النقاط المهمة أيضاً دعوة صريحة لحكومة إسرائيل لتسريع إنسحاب جيشها من الغجر الشمالية والمنطقة المجاورة شمال الخط الأزرق، على وجه التحديد أطراف بلدة الماري. وتنص المسودة على تنسيق هذا الإنسحاب من دون تأخير إضافي وبالتعاون مع “اليونيفيل”.
هوكشتاين في بيروت
من جهة أخرى، وصل إلى بيروت الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لمتابعة بدء عمليات التنقيب في البلوك رقم 9، وعرض إدارة وساطة جديدة تستهدف إنهاء ملف الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، بعدما أبلغ المسؤولين اللبنانيين بأنه يريد إنجاز الأمر سريعاً، ويرغب بألا يتم تكبيله بشروط كثيرة، كما حصل في الملف البحري، ونقل عنه قوله ما معناه: “لا تعذّبوني كالمرة الماضية”.
وإلتقى هوكشتاين فور وصوله رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طالب بوقف الإنتهاكات الإسرائيلية للقرار الدولي 1701. كما إلتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي إستبقاه على مائدة الغداء، كما إلتقى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض.
وفي هذا السياق أعلنت السفارة الأميركية أن زيارة هوكشتاين إلى لبنان هي لمتابعة إتفاق الحدود البحرية الذي جرى التوصل إليه في تشرين الأول 2022 والبحث في المجالات ذات الاهتمام المشترك والإقليمي.
نزع التوترات
في غضون ذلك، ذكر موقع “أكسيوس” أن أي حادث حدودي صغير بين إسرائيل و”حزب الله” سيتحول بسرعة إلى صراع أكبر بكثير في لبنان، ومن المرجح أن تكون له آثار إقليمية أوسع. وأوضح “أكسيوس” أن التوترات بين إسرائيل و”حزب الله” تصاعدت منذ أشهر بسبب خيمة نصبها حزب الله شمال الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان.
هذا، وأكد المصدر ذاته نقلاً عن مصادر أميركية وإسرائيلية، أن كبير مستشاري الرئيس بايدن لشؤون الطاقة والبنية التحتية آموس هوكشتاين، سيعمل على تهدئة التوترات على الحدود.
كما أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وباربرا ليف، كبيرة دبلوماسيي وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، التقيا وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، في نيويورك يوم الثلاثاء وناقشا التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت الثلاثاء، أن الـ”كابينيت” الإسرائيلي سيناقش سيناريو حرب واسعة وشاملة على ضوء التوتر المتزايد على الحدود الشمالية وتهديدات أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله.
وذكرت القناة “13” الإسرائيلية أنه من المتوقع أن يناقش الكابينيت الإسرائيلي “سيناريو الطوارئ”، مشيراً إلى أن التقييمات الإسرائيلية تفيد بإمكانية وقوع معركة واسعة وشاملة.
ونقلت القناة عن مسؤولين أمنيين بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لعرض سيناريوهات أمام الكابينيت ومن المتوقع أن يتم هذا النقاش في شهر أيلول المقبل.