PublicPresse

عند هبوط الليل.. تفاصيل جديدة لإغتيال العاروري

لا يزال الغموض والتضارب يلف تفاصيل إغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “حماس”، صالح العاروري، مساء الثلاثاء الماضي، في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر معقلاً وعريناً لـ”حزب الله”.

فقد طرحت العديد من التكهنات حول طريقة إستهدافه وكيفية معرفة موقعه، خصوصاً أن المنطقة التي تواجد فيها تعد مكاناً آمناً وسرياً لا يعرفه إلا التابعون لـ”حزب الله” والحلقة الضيقة المحيطة به.

فقد كان إغتيال العاروري بغارة نفذتها طائرة بدون طيار، عملية دقيقة وجراحية بالمعنى العسكري وذلك من ناحيتين.

أولاً، كانت الذخيرة التي اختيرت لتفجير مكتب حماس حيث كان يجلس العاروري مع حلول الليل فوق ساحل بيروت المطلة على البحر الأبيض المتوسط، دقيقة من الناحية الفنية، وفق صحيفة “ذا تايمز” البريطانية.

إذ تم تصميم الصاروخ الموجه ذي القطر الصغير الذي أطلقته الدرون، من أجل قتل الهدف دون إحداث الكثير من الأضرار المحيطة. وفي هذه الحالة فجّر غرفة واحدة دون الإضرار ببقية المبنى متعدد الطوابق.

أما النقطة الثانية التي تدل على أن الهجوم كان دقيقاً خصوصاً في توقيته، فقد حدث عند غروب الشمس فوق البحر ما شكل غطاء طبيعياً للمسيّرة، لاسيما أن لبنان يلفه الظلام في مثل هذا الوقت خلال فصل الشتاء. كما إختفى صوتها مع حركة المرور، فيما كانت هناك طائرتان أخريان على الأقل تقدمان معلومات للمسيرة في الوقت الفعلي.

طائرة حربية إستهدفته
في المقابل، قال مسؤول لبناني، طلب عدم نشر إسمه لإعتبارات أمنية، إن العاروري قُتل بصواريخ موجهة أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية، وليس مسيّرة، بحسب موقع “سبيس وور”.

وبحسب المسؤول، فإن الصواريخ الموجهة المستخدمة في الهجوم تزن حوالي 100 كيلوغرام، مما يجعلها ثقيلة جداً بحيث لا يمكن إطلاقها بواسطة طائرة بدون طيار.

عميل على الأرض
إلى ذلك، بات من المؤكد تقريباً أن تلك العملية كانت مصحوبة بوجود عميل مراقبة على الأرض يدخل ويخرج من المكتب.

فكل تلك العيون على الهدف لم تتواجد لتأكيد وجود العاروري في الداخل، بل للتعرف على الرجال الآخرين الجالسين معه أيضاً. بحسب “ذا تايمز”.

وكان أحد الأدوار الرئيسية للعاروري في “حماس” هو العمل كجهة إتصال رئيسية مع “حزب الله”، إذ يقع مكتب الحركة في الضاحية الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ”حزب الله”، وكثيراً ما كان يستخدم المكتب لعقد إجتماعات بين أعضاء الجانبين.

في موازاة ذلك، أفادت الـ”ذا تايمز” في تقريرها بأن العاروري كان هدفاً ثميناً، ويحتل مرتبة عالية في قائمة القتل الإسرائيلية، لكن قتله لا يستحق حرباً مع “حزب الله”. لذا تقرر الإنتظار حتى يغادر أعضاء “الحزب” المكتب، قبل إطلاق الصاروخ في رسالة مهمة على ما يبدو.

العاروري كان مستهدفاً
وعَرِفَ العاروري أنه كان مستهدفاً، وأن إسرائيل كانت تسعى للقبض عليه، لكنه شعر بالأمان في الضاحية، ولهذا السبب بدلاً من الإختباء، عقد إجتماعاتٍ في مكتب معروف لحماس.

وكان على حق في أن إسرائيل لن تخاطر بقتل عناصر حزب الله في بيروت للوصول إليه، إلا أنه كان مخطئاً عندما إفترض أنهم لن يجدوا طريقة أخرى لقتله هناك، وهو الخطأ الذي كلفه حياته، وفق صحيفة الـ”تايمز”.

يُذكر أن السلطات اللبنانية وحركة حماس إتهمتا إسرائيل بقتل العاروري، مع ستة آخرين في غارة بطائرة مسيرة مساء الثلاثاء الماضي في قلب الضاحية.

Exit mobile version