Site icon PublicPresse

جعجع: “حزب الله” غير قادر على الدفاع عن لبنان والحل هو بإنسحابه للداخل وإنتشار الجيش مكانه

إعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” ​سمير جعجع​، أنّ “محور الممانعة يحاول منع أي شيء إيجابي ممكن أن يحصل في ​لبنان​”، مشيراً إلى “أننا في الوقت الحاضر، نعيش مشكلات عديدة وبالأخص منذ خمس سنوات حتّى اليوم. عملتنا الوطنيّة تدهورت، أموال النّاس محتجزة في المصارف، وصعوبات اقتصاديّة كبيرة، تؤدّي كلّها إلى ظروف معيشيّة موجعة. هذا بالإضافة إلى أنّ مؤسّسات الدذولة تتحلّل شيئًا فشيئًا، والخدمات الّتي يُفترض أن تقدّمها تقلّ أكثر فأكثر”.

وشدد جعجع، في كلمة خلال إفتتاح لقاء وطني في معراب تحت عنوان “1701 دفاعاً عن لبنان”، بمشاركة نواب وأحزاب وشخصيات، على أنهم “عطّلوا ​الإنتخابات الرئاسية​، وأتبعوا ذلك بتعطيل الانتخابات البلدية، وتعطيل الانتخابات الرّئاسيّة أدّى إلى تعطيل باقي المؤسّسات الدّستوريّة، حتّى وصلنا إلى واقع أنّه تقريبًا لم تعد هناك دولة في لبنان”.

وركز على أنّ “المشكلة هي وجود دويلة تصادر القرار العسكري في لبنان وتشرّع معابر غير شرعيّة على الحدود الشّرقيّة، فهناك تقريبًا 25 معبرًا غير شرعي بلا أي رقابة، وعلى هذه المعابر مرّت جثّة منسّق “القوّات” الرّاحل باسكال سليمان من دون لا حسيب ولا رقيب”.

وذكر جعحع أنّ “لبنان خسر الكثير من المزايا الّتي كان يتحلّى بها سابقًا، مثل تطبيق سيادة الدّولة بشكل عام”، مبيّنًا “أنّنا كلّنا كنّا نعمل طوال الوقت لنحاول قدر الإمكان المواجهة ومعالجة المشكلات، لكنّنا في المعارضة، وبتعريفها المعارضة تسلّط الضّوء وتعارض، ولا تمتلك أدوات تنفيذيّة، فهي كلّها بيَد الموالاة”.

كما أوضح أنّه “رغم أنّنا معارضة، إلّا أنّنا كنّا نجتمع للبحث في كيفيّة معالجة المشكلات، وتمكنّا من معالجة بعضها من موقعنا، لكن هناك جماعة لا تزال ممسكة بالسّلطة ترفض أيّ معالجات، لأنّ عقيدتها ومشروعها السّياسي يذهبان باتجاه يختلف عمّا نتمنّاه”.

ولفت جعجع إلى أنّ “بالإضافة إلى كلّ المشلات، طرأت في الأشهر الأخيرة مشكلة جديدة، ربّما تفوق بمخاطرها كلّ المشكلات الأخرى، وهي العمليّات العسكريّة الدّائرة في ​جنوب لبنان​ في الوقت الحاضر. هذه العمليّات حصلت بقرار من “​حزب الله​” وحده، حتّى أنّ الحكومة لم توضع في الجوّ. الحزب سمح لنفسه أن يطلق عمليّات عسكريّة بحجّة مساندة غزة”، جازمًا أنّه “لا يحقّ لأيّ أحد أو لأيّ حزب أن يرمي شعبًا في الحرب”.

ورأى أنّ “كلّ هذه العمليّات لم تفد غزة بشيء، وهذا استنادًا إلى مشاهدة عينيّة وليس رأيًا”، مؤكّدًا أنّه “لا يوجد وحشيّة ودمار وخراب أكثر ممّا يحصل في ​قطاع غزة​، ولا يمكن أن يحصل فيه أكثر من الّذي حصل. وكلّ العمليّات العسكريّة الّتي انطلقت من جنوب لبنان لم تساعد غزة، بلا نتيجتها كانت خسائر بالأرواح يفوق عددها الـ300، وتدمير كلّي لبعض القرى الجنوبيّة وجزئي لقرى أخرى واخترب البلد، فضلًا عن مليارات الدّولارات خسائر اقتصاديّة مباشرة وغير مباشرة”.

واعتبر أنّ “​القضية الفلسطينية​ واجب علينا جميعًا، لأنّها حقّ وهي إحدى أهمّ قضايا المنطقة، ونحن مع القضية الفلسطينية، ولكن أن نكون معها شيء وأن نتاجر بها شيء آخر مختلف تمامًا”، كاشفًا أنّ “أقصى تمنّياتي أن تقوم ​إيران​ أو “حزب الله” باحتلال تل أبيب، ولكن هذا ليس الواقع”.

وأضاف جعحع: “ما يقوم به “حزب الله” في الجنوب، بالدّليل الحسي، لم يفد فلسطين بأيّ شيء، إنّما أضرّها ربّما، والهجوم الإيراني بدوره بدل من أن يفيد فلسطين أضرّها، والدّليل على ذلك أنّه على أثر هذا الهجوم عاد العالم ليتعاطف مع إسرائيل مجدّدًا، بعد أن كان هناك تبدّل في الموقف الدولي تجاه ما يحصل في غزة”.

وشدّد على أنّ “الأمور ذاهبة نحو الأعظم، ونحن مجموعة شخصيّات وكتل ونوّاب وقادة رأي وصحفيّين لا نستطيع أن نكمّل “مكتوفي الأيدي”، ونحن اليوم نسلّط الضّوء على الخطر الّذي يطاولنا ويطاول الجنوب، وبحسب كلّ التّحاليل المعلومات فإنّ الأوضاع في جنوب لبنان قد تتطّور إلى ما لا تُحمد عقباه؛ وتمتدّ الحرب إلى شبه شاملة”.

وأشار إلى أنّ “الحكومة لا يجب أن تتحجّج بأنّها حكومة تصريف الأعمال، بل في حالات الحرب هي حكومة كاملة المواصفات وهي مسؤولة عمّا يحصل جنوب لبنان، والمجلس النّيابي في مكان ما مسؤول أيضًا”، مركّزًا على أنّ “حزب الله يبرّر وجوده بالدّفاع عن لبنان، عكس ما يظهر لنا اليوم بعد الدّمار الحاصل جنوبًا، وتبيّن أنّ “حزب الله” غير قادر على الدّفاع عن لبنان، وهذا ما نحن نعرفه مسبقًا”.

وأوضح جعجع أنّ “بقاء الحزب حيث هو في الوقت الحاضر، يمكن أن يعرّض حدودنا الجنوبيّة للاختراق ومناطقنا الجنوبيّة لمشاكل جمّة أكثر”، لافتًا إلى أنّ “الوضع خطير، لكنّه ليس مقفلًا على الحلول. لدينا حلّ بيد يدينا وهو أن ينتشر ​الجيش اللبناني​ وحده في كلّ نقطة ينتشر فيها “حزب الله” على كامل الحدود، وأن ينحسب الأخير إلى الدّاخل في المرحلة الأولى أقلّه. وهذا الحلّ كان يجب أن يكون مطبّقًا، لأنّ القرار 1701 قرار دولي وكلّ الحكومات المتعاقبة وافقت عليه؛ فأين المشكلة بذلك؟”.

وتساءل: “هل نضحّي بكلّ لبنان، فقط كي يبقى الحزب في الجنوب؟”، مبيّنًا أنّ “أهل جنوب لبنان يدفعون ثمن أن يكون لإيران ذراع عسكري على حدود إسرائيل، فهل يجوز ذلك في وقت اتّضح أنّ هذا الذّراع العسكري لم يقدّم أي شيء لقطاع غزة؟”.

Exit mobile version