بعد إعلان الرئيس سعد الحريري عزوفه مع تيار المستقبل عن المشاركة في الإنتخابات النيابية، وفي ظل الأسئلة المتعددة داخل الطائفة السنّية عن مرحلة ما بعد الحريري، وكيف سيتم التعاطي مع الاستحقاق الانتخابي، أصدر بهاء الحريري موقفاً أكد فيه أنه مستمر بالعمل السياسي.
من مكان ما في أوروبا، أطل بهاء الحريري على “جمهوره”، معلناً نفسه بشكل واضح أنه الوريث. وريث سياسي، تكثر التساؤلات حوله وحول نشاطه الذي استجد في الأشهر الماضية، علماً أنه طوال السنوات الفائتة لم يحضر في ذكرى والده، ولم يكن له أي موقف سياسي. أول مرة تم الحديث عن هكذا “وراثة”، كان في أعقاب أزمة سعد الحريري في السعودية، عندما أعلن استقالته في الرابع من تشرين الأول 2017 من الرياض. حينها كان بهاء الحريري يعدّ العدّة لخلافة أخيه، لكن مسعاه لم ينجح. وعندما حاول التواصل مع العائلة، جميعهم لم يجاروه.
يجهد بهاء الحريري منذ فترة لتكريس نفسه سياسياً، وقد نجح في ذلك بالمعنى الإفتراضي، على شاكلة إطلالته على “اللبنانيين” أو جمهور رفيق الحريري، فيما لا أثر له على أرض الواقع. وقبل الموقف الواضح الذي أعلنه، كان بهاء قد عين ممثلاً سياسياً خاصاً له في لبنان، هو مستشاره صافي كالو، ومعروف أن كالو صديق الطفولة، إبن صيدا، وكان سابقاً من أكثر الأصدقاء المقربين من الشقيق الأكبر لبهاء وسعد، حسام الحريري.
وقد وجه بهاء الحريري “إلى اللبناني تحية من القلب”، وفي بيان قال: “طالت الغيبة، ولكنكم كنتم دائماً حاضرين بالقلب والعقل والعمل. لن أتكلم عن خطورة المرحلة لأنكم أدرى وأعلم بخطورتها ودقة المرحلة التي آتين عليها. بداية يجب التأكيد على أن لا ديننا ولا أخلاقنا ولا تربيتنا، نحن أبناء الرئيس الشهيد رفيق الحريري تسمح لنا بالتخلي عن مسؤوليتنا بوضع جميع إمكانياتنا في سبيل نهضة لبنان، لبنان الرسالة، لبنان الرمز، لبنان الوطن. عائلة الشهيد رفيق الحريري الصغيرة كما عائلته الكبيرة لم ولا ولن تتفكك، بالشراكة والتضامن سوف نخوض معركة استرداد الوطن واسترداد سيادة الوطن من محتليها”.
وأكد بهاء الحريري في بيانه: “سوف أستكمل مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأي تضليل أو تخويف من فراغ على مستوى أي مكون من مكونات المجتمع اللبناني يخدم فقط أعداء الوطن، فما بالكم التخويف بالفراغ في أكبر طائفة في لبنان، التي لي شرف الإنتماء إليها. مستمرون فيما تعلمناه من والدي الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وختم:” تعلمنا أننا، نحن أهل الإعتدال لا التطرف، نحن أهل الإعمار لا الانهيار، نحن أهل المواطنة لا التفرقة، نحن أهل السيادة لا الارتهان، نحن أهل العمق العربي. ابن الشهيد رفيق الحريري ما بيترك لبنان، موجودين معكم وقريباً جداً بيناتكم”.