Site icon PublicPresse

بعد السعودية ومصر: أبوظبي تطرد “شويري غروب”

بيار شويري

أعلنت شبكة “أبوظبي” الإماراتية، في بيان، أنها أنهت تعاقدها مع “ميديا سات”، إحدى شركات مجموعة “شويري غروب” للإعلانات، “لتعود الحقوق الحصرية ‏لخدمات مبيعات الإعلانات في المجال الترفيهي لشبكة قنوات تلفزيون أبوظبي والإذاعة والنشر والمنصات الرقمية إلى أبوظبي للإعلام إعتباراً من فبراير 2022”. وقال عبد الرحيم البطيح النعيمي، المدير العام لأبوظبي للإعلام إن “قطاع الإعلام والتسويق الإعلاني يشهد تغيرات متسارعة، وخاصة في ما يتعلق بتوجه المعلنين نحو التركيز على منصات التواصل الإجتماعي والرقمي نظراً إلى إقبال الجمهور عليها، ولذلك نسعى للتحرك بشكل أسرع لتلبية توجهات السوق بتقديم حلول متكاملة عبر جميع منصاتنا”. وفق صحيفة “الأخبار”.

في التفاصيل، فإن قرار الشبكة الإماراتية أتى من دون إستشارة بيار شويري أو حتى إعلامه. فقد كان شويري يتابع عمله بشكل عادي، قبل أن يصله البيان من دون أي شرح، علماً بأن هذا هو أسلوب الإعلام الإماراتي في إبلاغ موظفيه بـ”تفنيشهم” من أعمالهم، وقد فعلت القناة الأمر نفسه سابقاً مع عدد كبير من الإعلاميين والمتعاقدين معها.

ليست ضربة “أبوظبي” الوحيدة التي تلقاها شويري. فقبل نحو شهرين، فضّت شبكة “النهار” المصرية تعاقدها معه بشكل مفاجئ أيضاً، بعد عام واحد من التعاون فقط، خرج إثره شويري خالي الوفاض من القاهرة، وبالتالي خرج من مصر نهائياً بعد محاولة فاشلة لاستعادة بريقه هناك، وبعدما وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشركاته، اليد على السوق الإعلاني الأكبر عربياً. لكن، في المقابل، يؤكد البعض أن سبب إخراج شويري من مصر سياسي بامتياز، وأن المصريين نفّذوا أجندة سعودية إماراتية بمحاصرته، بعد الخليج، في مصر التي كانت متنفساً له بعد فكّ شراكته مع شبكة mbc.

في نهاية عام 2020، وبعدما وضع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يده على mbc وأفرج عن مؤسس الشبكة وليد آل إبراهيم إثر اعتقاله في فندق “ريتز” إلى جانب مئات الأمراء ورجال الأعمال، كانت أول خطوة قام بها فض الشراكة بين الشبكة وشويري. وهي شراكة عمّرت أكثر من 16 عاماً، وعادت بثروات مالية ضخمة على شويري الذي كانت mbc بالنسبة إليه بيضة القبّان، إذ كانت الميزانيات مفتوحة له من دون أرقام محددة، وكان يسرح ويمرح داخل الشبكة، إلى أن أتى ابن سلمان، وسأله من أين لك هذا!

مع خروج شويري من mbc، بدأت تفوح رائحة الصفقات. ويحكى عن ملفّ مدروس و”مبكّل” بالأرقام أعدّه السعوديون حول صفقات حصّلها شويري على ظهر الشبكة. ويتطرق التقرير إلى أسماء شخصيات إعلامية كانت حاكمة في mbc، وقامت، بالشراكة مع شويري، بصفقات مشبوهة داخل الشبكة درّت ملايين الدولارات. لاحقاً، أعلنت الشبكة أنها وقّعت اتفاقية شراكة مع «شبكة العربية الإخبارية» وMBC Media Solutions MMS، وهي وحدة الإعلانات التجارية الداخلية التي أُنشئت أخيراً بالشراكة مع “مجموعة المهندس القابضة” Engineer Holding Group EHG، لتنطلق رحلتهما معاً بداية عام 2020.

إلى ذلك، تؤكد معلومات “الأخبار” أن شويري خسر كل تعاقداته مع أكبر القنوات الخليجية والعربية، ولم يتبقّ في جعبته سوى قناة “دبي” بعقد مدته خمس سنوات. لكن لا شيء يمنع “دبي” من فض الشراكة مع شويري، أسوة بـ”أبوظبي”.

تشير المعلومات إلى أن شويري عزا للمقربين منه سبب فض تعاقده مع “أبوظبي” إلى أنه يتبع أسلوباً قديماً في الإعلانات ولا يجاري التطور في عالم التكنولوجيا. كما أن القناة تشهد تغييرات كبيرة، وسيُعلن قريباً عن خطة إعلامية لها ربما تستغني فيها عن عدد كبير من الموظفين. لكن الحقيقة غير ذلك كلياً. إذ تكشف المعلومات عن عملية لـ”قصّ جوانح” شويري في الإمارات، ليتحول من صاحب أكبر شركة إعلانات كانت تلقّب بـ”إمبراطورية الإعلام” أيام الأب أنطوان شويري، إلى رجل أعمال عادي يعتاش من فتات بعض دور الأزياء العالمية وكبرى ماركات الحقائب التي يتعاون معها لإعلانات في الصحف والمجلات (مثل “جمالك” و”لها”…).

Exit mobile version