Site icon PublicPresse

“حزب الله” والإنتخابات: السيد لم ينزل بثقله بعد

غادة حلاوي – “نداء الوطن”
السبب الذي يجعل “حزب الله” مصراً على الإنتخابات ينطلق من حاجته إلى تجديد شرعيته بعد الإتهامات التي كيلت بحقه بعد 17 تشرين وشككت بشرعيته ولذا يريد الاحتكام للصناديق لإثبات الواقع، وانه سبق وان رفض طرح الإنتخابات المبكرة، وثالثاً لحاجة البلد الى مستوى من الاستقرار في ظل الازمة الاجتماعية والاقتصادية الراهنة والحاجة الى حوار ستقود الانتخابات حكماً اليه.

يدرك “حزب الله” ان المعركة في مواجهته ستكون قاسية، يحشد خصومه لخرق لوائحه ولو بمرشح شيعي واحد لا سيما في بعلبك الهرمل. مثل هذا ان حصل سيعتد هؤلاء به بكونه انتصاراً يسجل على الحزب في عقر داره. منذ ما يزيد على الشهر ومساعي قيادة “حزب الله” لم تتوقف في محاولة لإصلاح ذات البين بين أمل والتيار الوطني الحر، وحل أزمة الحزب القومي الداخلية، لا يزال هناك متسع من الوقت للقيام بما يجب. أما التعاطي مع الخصوم ولا سيما من بينهم من كان يتجنب خوض معركة كسر عضم في مواجهتهم فسيكون مختلفاً هذه الدورة.

يدخل في استراتيجية “حزب الله” الإنتخابية راهناً إجهاض جهود الخصوم أي القوات والإشتراكي الذين يحاولون الإستفادة من غياب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. الغياب الذي يأسف لحصوله سيحاول “حزب الله” أن يملأه بدعم حلفائه في كل المناطق بدءاً من حسن مراد بقاعاً وفيصل كرامي وجهاد الصمد شمالاً وغيرهم. أما بالنسبة لآلية التعاطي مع المرشحين الدروز او الاشتراكي على وجه التحديد، فيعتزم “حزب الله” دعم حلفائه في الشوف وعاليه مثل وئام وهاب وطلال ارسلان وستكون له لائحة من دون تمثيل للإشتراكي في البقاع الغربي.

بحسبة “حزب الله” سيكون جنبلاط أكثر المتضررين إنتخابياً هذه الدورة، كتلته النيابية التي تتشكل عادة بحصيلة أصوات السنة والشيعة، ستشهد تراجعاً لان المقعد الدرزي في حاصبيا وفي بيروت كما في بعبدا عاليه سيكون محور معركة يستعد “حزب الله” لخوضها بكل ثقله وإن كان يعتريها لغاية اليوم ذاك التحالف بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط والذي هو موضع نقاش الثنائي حالياً.
بريبة ينظر “حزب الله” إلى تعليق مشاركة الحريري في الحياة السياسية. غيابه أحدث إنقلاباً في المشهد السياسي كما في غالبية المناطق انتخاباً وترشيحاً بوصف السنة هم الطائفة الوحيدة المتواجدة في كل المحافظات ويساهمون في ايصال نصف النواب المسيحيين عموماً. غياب المستقبل صعب الخيارات ويحتم على “حزب الله” دراسة الخيارات البديلة بتروٍّ، فيما الصورة من ناحية المرشحين السنة لا تزال ضبابية فهل تتشكل لائحة ظل من تيار المستقبل ومن هي الشخصيات المرشحة؟ أغلب الظن ان تحالفه مع الأحباش سيتجدد هذه الدورة ايضاً ولكن الأمر لا يزال موضع نقاش من قبل الأحباش.

أما في جبيل فسيكون لـ”حزب الله” مرشحه حكماً الذي يصر على أن يكون شخصية قريبة منه ومن حركة أمل غير محازبة ومن ضمن البيئة المسيحية في جبيل. ما يهم “حزب الله” التأكيد عليه في هذه الانتخابات الفوز بغالبية نيابية، تفوق أهميتها مسألة إدارة شؤون البلد التي لا تدار إلا بالتوافق وإنما الأهم في الاستحقاقين المقبلين اي انتخاب رئيس مجلس نواب ورئيس جديد للبلاد وهنا بيت القصيد.
المعركة الانتخابية لم تنطلق بوتيرتها الحامية بعد، وفي “حزب الله” يعتبرون أن “السيد لم يضع كل ثقله في التجييش لها”، الوقت لا يزال كفيلاً بتحسين الوضع حتى بين الحلفاء. اما الخصوم، فحملتهم ضد الحزب قد تشكل مكسباً لديه إستناداً إلى التجارب السابقة.

Exit mobile version