Site icon PublicPresse

شمالاً.. السنيورة يسوّق للحلف مع جعجع في الثانية.. و”أهل الوفاء” يقطعون الطريق في الأولى

فؤاد السنيورة

مساع حثيثة يبذلها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لتقريب وجهات النظر بين “القوى السيادية” لخوض الإنتخابات النيابية المقبلة. في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والمنية والضنية)، ينطلق السنيورة من أن تحالف “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” في إنتخابات نقابة المهندسين في طرابلس، الأسبوع الماضي، وفوز مرشحيهما، يمكن أن يفتح الباب أمام تحالف إنتخابي بين الطرفين يسمح بانضمام مرشح القوّات عن المقعد الماروني إيلي خوري إلى لائحة تيّار المتمردين على قرار قيادة تيار المستقبل. وفق صحيفة “الأخبار”.

وفي غضون ذلك تستمر المشاورات بين “المتمردين” لتشكيل نواة لائحة تفيد معلومات بأنّها ستضم نائب رئيس تيّار المستقبل مصطفى علوش ونقيب المحامين السّابق في طرابلس فهد المقدم وكريم كبّارة (نجل النّائب محمد كبارة) الذي لا يزال يدرس كلّ الخيارات المتاحة أمامه قبل إنضمامه إلى أيّ لائحة. ورجّحت معلومات أن ينضم إلى هؤلاء عضو المكتب السّياسي في التيّار هيثم مبيض الذي استقال من منصبه، فيما يدور نقاش في الضنية حول انضمام النائب سامي فتفت أو والده النائب السابق أحمد فتفت إلى اللائحة، فضلاً عن نقاش آخر يدور حول مرشّح المنية في اللائحة بين الإبقاء على النّائب الحالي عثمان علم الدين أو التحالف مع المرشّح أحمد علم الدين الملقب بـ”الدوري”، وهو من أثرياء المنطقة ويمكنه أن يوفّر تمويلاً للائحة التي تفتقر حتى الآن إلى داعمين لها. فيما لم يُسجّل حتى الآن أي تقارب مع الوزير السّابق أشرف ريفي، بسبب “حسابات سياسية معقدة”، بحسب مطلعين يستبعدون حصول تحالف كهذا.

إقفال ماكينة المستقبل الإنتخابية
إلى ذلك، كشف بيان المنسقين السابقين لتيّار المستقبل في أقضية الشّمال، أمس، وإعلانهم “الوقوف خلف الرئيس سعد الحريري اليوم أكثر من أيّ وقت مضى”، تبايناً كبيراً في قواعد التيّار الأزرق إزاء مقاربة الانتخابات النيابيّة المقبلة، بعد قرار بعض نوّاب الحريري وشخصيات سياسيّة كانت مقربة منه خوض الانتخابات خلافاً لقراره.

مصادر مطلعة أكّدت لـ”الأخبار” أنّ البيان جاء “ردّاً على تلكؤ منسقي التيّار في أقضية طرابلس وعكّار والضنّية والمنية وزغرتا والكورة في تنفيذ قرار قيادتهم بالابتعاد عن القيام بأيّ نشاط انتخابي. إذ إنّ أبواب بعض المنسقيات بقيت مفتوحة أمام لقاءات لنوّاب ومرشّحين لم يلتزموا قرار الحريري، ما دفع الأمين العام للتيّار أحمد الحريري للإتصال بالمنسقين وإسماع بعضهم كلاماً قاسياً، الأمر الذي أدى إلى إقفال المنسقيات أمام أيّ نشاط إنتخابي”. وعندما لجأ النواب والمرشّحون إلى توجيه دعوات إلى كوادر وأعضاء مقربين منهم، في ماكينات التيّار الانتخابية، للقاءات في مكاتبهم أو منازلهم، فوجئوا بتغيّب أغلب من وُجّهت إليهم هذه الدعوات. وقد أدّى ذلك إلى إرباك كبير في صفوف طابخي لائحة “فلول” المستقبل في دائرة الشّمال الثانية الذين بدوا محشورين في الوقت ويصعب عليهم تجهيز ماكينة انتخابية من الصفر قبل شهرين فقط من الانتخابات، فضلاً عن غياب التمويل لمعركة لن يمكنهم تحقيق نتائج إيجابية فيها إذا ما قرّروا خوضها بـ”اللحم الحيّ”.

“أهل الوفاء” في عكار

قطع “أهل الوفاء” الطريق على أي محاولة للرئيس السنيورة لتشكيل تحالف إنتخابي في عكار التي تضم الثقل السني الأكبر في دائرة الشمال الأولى. وتحت شعار “أهل الوفاء” للرئيس سعد الحريري، أعلنت أمس لائحة يتزعمها النائب وليد البعريني عن أحد المقاعد السنية الثلاثة، وتضم النائب محمد سليمان (سني)، إبراهيم المصموعي (سني)، النائب هادي حبيش (ماروني)، سجيع عطية وجوليا حنا (روم أرثوذكس)، وأحمد رستم (علوي). وفق “الأخبار”.

وكانت تسريبات أشارت إلى مساع يبذلها السنيورة للتحالف مع الرئيس نجيب ميقاتي في لائحة في عكار، مع الإيحاء بأن الأمر يحظى بمباركة نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس. علماً أن معلومات أكّدت أن فارس إستقبل قبل أيام رجل الأعمال طه ميقاتي، شقيق رئيس الحكومة، إلا أنه لم يعط أي مباركة، ونصح زائره بالتشاور مع النائب جبران باسيل، مشيراً إلى أنه لا يمكنه “إعتماد خيارات تزعج باسيل في عكار”.

وبحسب مصادر متابعة لـ”الأخبار”، فإن حظوظ السنيورة وميقاتي في تشكيل لائحة قوية تضم أسماء سنية وازنة تراجعت كثيراً بعد إعلان لائحة “أهل الوفاء” التي ضمّت ثلاثة نواب معروفين بولائهم للرئيس الحريري. ويزيد الأمر صعوبة أمام السنيورة وميقاتي إتجاه لائحة قوى الثامن من آذار والتيار الوطني الحر، خلال أيام، إلى إعلان لائحة يفترض أن يترأسها المرشح محمد يحيى من منطقة وادي خالد (الثقل السني في عكار)، وتضمّ المرشح السني علي طليس من منطقة القيطع (لم يحسم إسم المرشح السني الثالث)، ومرشحي التيار النائب أسعد درغام وجيمي جبور، إلى جانب مرشح عن الحزب السوري القومي الإجتماعي ومرشح علوي. وبذلك تكون لائحة ثانية قوية قد حُسمت، بالتالي فإن أي تحالفات جديدة ستكون حظوظها قليلة جداً.

Exit mobile version