Site icon PublicPresse

إنتخابات: سباق “الجماعة” و”الجمعية” على ملء الفراغ.. ودخول “التيار” يُحرج الفرزلي ليخرجه؟

الإنتخابات النيابية

فيما تقترب مهلة الإنتهاء من تشكيل اللوائح الإنتخابية وتسجيلها رسمياً، بدأت عمليات سحب الترشيحات لشخصيات سياسية معروفة، ولبعض مرشحي المجتمع المدني لتعذر تشكيلهم لائحة أو الإنضمام إلى إحدى اللوائح. وكان من أبرز العائدين عن ترشحهم النائب والوزير السابق عاصم قانصوه والنائب السابق غسان مخيبر.

وفي السياق، أكدت مصادر مطلعة على أجواء حزب الله لـصحيفة “البناء” أن الحزب يعمل على فوزه وحلفاءه في الإنتخابات النيابية، لما يمثل هذا الفوز من إنتصار للخيارات السياسية الوطنية لحزب الله وحلفائه، في حين أن جهات خارجية تعمل على دعم مرشحين في الطرف الآخر معادين للمقاومة وينفذون أجندتها. واعتبرت المصادر ان هذا الواقع يفرض على الحزب العمل على جمع حلفائه من أجل الإنتصار للخط الذي يمثله الحزب.

“الجماعة” و”الجمعية”
تبقى الأنظار مسلّطة على الجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش)، كونهما الجهتين الوحيدتين اللتين نجحتا، في ذروة قوة تيار المستقبل، في الوصول إلى المجلس النيابي، وإن كان “حضور الجمعية يتقدّم على حضور الجماعة” بحسب الخبير في الحركات الإسلامية الشيخ إبراهيم الصّالح لصحيفة “الأخبار”، عازياً ذلك إلى أنّ “جمعية المشاريع، على عكس الجماعة الإسلامية، لا تستمد قوتها من نفسها فقط، بل من مرشحيها أيضاً. فمرشّحها طه ناجي، مثلاً، ينتمي إلى عائلة طرابلسية عريقة، ما يكسبه تأييداً إضافياً، على عكس الجماعة التي ترشّح شخصيات غير ذات حضور في المدينة، كما حصل مع مرشحها في إنتخابات 2018 وسيم علوان الذي تقاعس طرابلسيون كثر مؤيدون للجماعة عن الاقتراع له كونه من بلدة القلمون”.

يبقى أن “الجماعة” و”الجمعية” هما أكثر الأحزاب تنظيماً في الشارع السني وأوسعهما إنتشاراً، والأكثر حضوراً وإثارة للجدل على الساحة الإسلامية السنية. لكنّ طموحهما لـ”وراثة” تيار المستقبل يثير مخاوف من أن يزيد ذلك الشارع السني تشظّياً، إذ يُخشى أن يعيد بروزهما إحياء الصراع السّياسي والعقائدي الذي لم يخلُ من إشكالات وصدامات بينهما.

المسؤول السّياسي للجماعة الإسلامية في الشّمال إيهاب نافع أكّد “أنّنا سنعوّض بلا شكّ جزءاً كبيراً من غياب التيّارين في الشمال، لكننا لن نحلّ مكانهما، فهما كانا في السّلطة فيما نحن تيّار شعبي”. وأوضح لـ”الأخبار” أن “تقديراتنا تشير إلى أنّنا سننال أصوات قسم لا بأس به من المؤيدين لهما”، مشيراً إلى أن الأصوات التي نالها علوان في طرابلس في انتخابات 2018 (2000 صوت تفضيلي) “تعكس حجمنا الفعلي”، معتبراً أنّ “تلك النتيجة جاءت في ظروف مختلفة، والتحالفات يومها أضرّت بنا، بينما الظروف اليوم أفضل بكثير”. نافع أكّد أنّ مرشّحي الجماعة في دائرة الشّمال الثانية، الأمين العام عزّام الأيوبي في طرابلس ومحمود السيّد في الضنّية “ماضيان في خوض الانتخابات، والاتصالات جارية بيننا وبين آخرين لتأليف نواة لائحة نحرص أن تكون كاملة، وهي تضم حتى الآن، بالإضافة إلى مرشحَي الجماعة، كلاً من إيهاب مطر (سنّة) وطوني محفوض (روم أرثوذكس) من طرابلس، ومحمد الدهيبي (سنّة) من المنية”.

جمعية المشاريع، من جهتها، تخوض الإنتخابات بالتحالف مع لائحة النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد تحت شعار “استعادة الحق”، في إشارة إلى “فوز” مرشّحها، مسؤول الجمعية في الشّمال، طه ناجي في انتخابات 2018 (نال 4152 صوتاً تفضيلياً) قبل أن “يُسلب” منه الفوز.

لائحة تجمع “الحسن والحسين”
خلال اليومين المنصرمين إشتعلت منصات التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية في دائرة البقاع الغربي وراشيا، بخبر أن “لائحة الغد الأفضل “تجمع الحسن والحسين”، والمقصود أنها تجمع الضدين حسن عبد الرحيم مراد وحسين عمر حرب، واللذين يعايشان مشكلة منذ التسعينيات، الأول نجل رئيس حزب الاتحاد العربي الاشتراكي والثاني نجل الأمين العام للحزب نفسه، قبل أن ينفصلا ويصبح الحزب حزبين: واحداً يرأسه مراد (حزب الاتحاد) والثاني يرأسه عمر حرب (حزب الاتحاد العربي الاشتراكي). مصادر مقرّبة من الطرفين نفت عبر صحيفة “نداء الوطن” ما تم تداوله جملة وتفصيلاً وأنه سابق لأوانه لأنه لم يتم التوافق على الأمور الحزبية والمؤسساتية فلا يمكن التوافق في الأمور الإنتخابية.

فلائحة “الغد الأفضل” التي يعمل على تشكيلها الوزير السابق حسن مراد (مقعد سني) لم تكتمل بعد رغم أنه حسم إشكالية مرشح “التيار الوطني الحرّ” شربل مارون عليها (مقعد ماروني)، وذلك بعد تدخل مباشر من السيد حسن نصرالله لحلّ المعضلة، بالتحالف مع حركة “أمل” (الحاج قبلان قبلان)، و”حركة النضال العربي” (طارق الداوود)، أما السني الثاني فسيتم طرح إسم المستشار الاقتصادي جميل شرانق ودراسة ما إذا كان ضمّه إلى اللائحة يرفع من حاصلها أو أنه يغرف من صحن مراد، لتعود وتظهر فوق مياه تشكيل اللوائح مشكلة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي الذي أبدى رفضه أن يكون في اللائحة ذاتها مع مرشح “التيار الوطني الحر”، ولم يُخفِ في أوساطه الشعبية أن القبول بشربل مارون على اللائحة هو تحدٍ له لإحراجه فإخراجه منها، لأن الحزب وعد “الوطني الحر” برفده بألفي صوت لمرشحه ليصبح على اللائحة رقم 4 بعد الداوود، ما يجعل الفرزلي رقم 5 في اللائحة ما يهدد بخسارته.

وفي هذا السياق أكّدت مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” أن الفرزلي لم يحسم أمره بعد بالموافقة على تسجيل اللائحة طالباً التريث.

أما لائحة تحالف الإشتراكي والنائب محمد القرعاوي، فلم يكتمل عقدها بعد، إذ ما زالت عقدة الأرثوذكسي قائمة بعدما اعتذر الدكتور غسان سكاف عن انضمامه إلى اللائحة ما لم يحصل على تعهد برفده بالأصوات والفوز، ليتم التواصل مع المحامي جورج عبود لضمّه إلى اللائحة، وبخصوص المرشح الشيعي رست مروحة الاتصالات على الدكتور علي صبح بانتظار عودته من السفر، فيما ظلّ ثابتاً حتى اللحظة جهاد زرزور (ماروني)، في ما يتعلّق بالتحالف مع الجماعة الإسلامية فقد شابه العديد من المشاكل في “جمهور الشهيد رفيق الحريري”، ولم يحسم نهائياً بعد لأنه أتى بعد فشل التحالف مع حزب “القوات اللبنانية” ليتم خلط الأوراق من جديد بعد زيارة أبو فاعور السعودية.

Exit mobile version