Site icon PublicPresse

لا موعد لمؤتمر في جنيف… ما قصة “العشاء”؟

لبنان و سويسرا - مؤتمر جنيف

ذكرت صحيفة “نداء الوطن” أنه، بينما سعت أوساط الجهات الداعية والداعمة للعشاء الحواري الذي دعت له السفارة السويسرية غداً، إلى التأكيد على كونه “لا يرتقي إلى مستوى الحوار الوطني إنما يفترض أن يشهد جلسة عصف حواري في الشأن السياسي اللبناني وأبعاده المستقبلية، مع حرص سويسري على إبقاء النقاش تحت سقف الطائف”، لم تتردد أطراف السلطة باقتناص الفرصة ومحاولة إستخدام عشاء السفارة السويسرية كمطية حوارية لـ”حرف الأنظار عن أولوية الاستحقاق الرئاسي”، كما أكدت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”نداء الوطن”، موضحةّ أن توجيه الدعوة أتى تحت عنوان “المناسبة الاجتماعية”، لكن بعدما تبيّن أنّ الأمور أخذت طابع “المناسبة السياسية” تقرر عدم المشاركة في العشاء “إيماناً بأنّ الأولوية الآن هي لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية في حين أنّ الأطراف المدعوة من الجانب الآخر معروف موقفها مسبقاً في تعطيل الإستحقاق الرئاسي ولذلك كان لا بد من رفض أي محاولة لحرف الأنظار عن أهمية وأولوية هذا الاستحقاق تحت أي عنوان من العناوين”.

ولاحقاً، أعلنت الدائرة الإعلامية في “القوات اللبنانية” أنه بعدما تحوّلت مقاربة لقاء العشاء في السفارة السويسرية من مناسبة “محض إجتماعية” إلى “طاولة حوار يتمّ التحضير لها داخل البلاد أو خارجها في هذا الظرف بالذات، طلبت “القوات” من النائب ملحم رياشي الإعتذار عن عدم المشاركة في هذا العشاء”، وأضافت: “البلاد بحاجة إلى انتخابات رئاسية تعيد الاعتبار لدور المؤسسات الدستورية تحت سقف الدستور وتعيد تصحيح الانقلاب على اتفاق الطائف وليس الى حوارات عقيمة لا تؤدي الى أي نتيجة”، مع التشديد على وجوب ألا يأتي أي حوار “من أجل القفز فوق استحقاق بأهمية الاستحقاق الرئاسي”، وعلى ضرورة أن يسبقه “ورقة عمل تلتزم بالدستور واتفاق الطائف والمرجعيات الدولية والعربية والثوابت اللبنانية ليجري الحوار على أساسها”.

وعلمت صحيفة “الجمهورية“، انّ هذه الدعوة لم توجّهها الدولة السويسرية وانما منظمة سويسرية غير رسمية بالتفاهم مع السفيرة السويسرية الجديدة، التي احبت ان تلتقي بالمدعوين قي إطار ممارسة مهمتها في لبنان. وقد اتصل البعض بمسؤولين في الخارجية السويسرية، فأكّدوا ان ليس على جدول اعمال الوزارة شيء اسمه مؤتمر حوار لبناني سيُعقد في جنيف، وانّ الداعين الى العشاء سيفكرون في ضوء هذا العشاء ما إذا كانوا سيدعون المشاركين الى مؤتمر في جنيف ام لا.

على انّه إلى مجموعة من الأساتذة الجامعيين ومجموعة من المفكرين أصدقاء السفارة، سيجمع العشاء النواب من ممثلي الاحزاب اللبنانية الآتية: علي فياض عن “حزب الله”، مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان عن “حركة أمل”، ألان عون عن “التيار الوطني الحر”، ملحم رياشي عن “القوات اللبنانية”، وائل أبو فاعور عن “الحزب التقدمي الإشتراكي”، إبراهيم منيمنة عن كتلة “نواب التغيير”.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر مختلفة عن أنّ العشاء يهدف إلى تهيئة الأجواء لمؤتمر وطني سيُعقد الشهر المقبل في جنيف، قالت مصادر عليمة لـ «الجمهورية»، انّ من المبكر الحديث عن هذه الصيغة والسيناريو الذي يؤدي اليها، وإن كان هدفاً فلن يطول الامر للكشف عنه.

وتزامناً، برز كلام للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشورى السعودي جاء فيه: “وفي لبنان فنؤكد ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تقود إلى تجاوز أزمته، وأهمية بسط سلطة حكومته على جميع الأراضي اللبنانية لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية التي تنطلق منها مهددة لأمن المنطقة واستقرارها”.

وبرزت تغريدة للسفير السعودي وليد بخاري مساءً عبر “تويتر” أكد فيها أنّ “وثيقة الوفاق الوطني عقد مُلزم لإرساء ركائز الكيان اللبناني التعددي، والبديل عنها لن يكون ميثاقًا آخر بل انفكاك لعقد العيش المشترك، وزوال الوطن الموحَّد واستبدالهُ بكيانات لا تُشبه لبنان الرسالة”. ويزور بخاري اليوم بعبدا وعين التينة.

أما على ضفة كتلة “النواب التغييريين” فتردد أمس أنّ مسألة تأكيد النائب ابراهيم منيمنة مشاركته في العشاء السويسري خلفت بعض البلبلة في صفوف كتلته لا سيما في ضوء عدم موافقة عدد من زملائه في الكتلة على هذه المشاركة، إنطلاقاً من مبدأ رفض “الحوارات في السفارات والإلتزام بوجوب حصر أي حوار وطني تحت سقف المؤسسة التشريعية”، الأمر الذي بات يحتم على منيمنة إعادة تقديم إعتذاره عن تلبية دعوة السفارة السويسرية، تماشياً مع رأي أغلبية زملائه “التغييريين”.

Exit mobile version