Site icon PublicPresse

بيروت انتخابياً: إنسوا سعد الحريري؟

سعد الحريري

بات مؤكداً إن إنتخابات بيروت إنتخابات بيروت ستخلو من الحريرية السياسية، وفق صحيفة “نداء الوطن”، فيما يسود سنَّتها حال من الارباك لم يشهدوه منذ عهد الحريري الأب. قبل مغادرته أعدّ الرئيس سعد الحريري فريق عمل وخصص له مكتباً في بيت الوسط وأوكل اليه الشروع في ترتيب تيار “المستقبل” استعداداً للانتخابات النيابية. وبالفعل أعد هؤلاء برنامج عمل وبدأوا استقبال المسؤولين في المناطق قبل ان يغادر دون ايداع علم او خبر، وترك المكلفين بالمهام رهينة الحيرة وجوابهم للسائلين واحد “لا نعرف متى يعود ولا نعرف ما اذا كان سيترشح”.

لا يزال هؤلاء يراهنون على احتمال عودته في توقيت ما يقرره بنفسه. داخل “المستقبل” جناحان واحد يستبعد مغادرة الحريري معتركه السياسي الانتخابي وآخر بات يتعاطى على اساس انه غير موجود وراح يتدبر أموره الانتخابية بنفسه.

من دون الحريري ستتوزع أصوات سنة بيروت على مرشحين عدة وتنقسم بين فؤاد مخزومي والأحباش والجماعة الاسلامية ومستقلين. يحل الناخب السني ثانياً في العاصمة بعد الناخب الشيعي الذي سيكون مرتاحاً على وضعه وسيكون له مرشحه السني في العاصمة. أما حلفاء الحريري الأساسيون أي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب “الإشتراكي” وليد جنبلاط فصارا على بيّنة من غيابه عن المعترك السياسي. وها هو النائب وائل ابو فاعور يصول ويجول على سنة المناطق طالباً الرضى ويتصرف وكأن سعد الحريري غير موجود في محاولة لترتيب تحالفاته.

أما “الثنائي الشيعي” فكأنه لا يريد تصديق الخبر ولا يزال يراهن على عودة الحريري لوجود متسع من الوقت إلى حين موعد الإنتخابات النيابية ويخلق الله ما لا تعلمون. فيما تأقلمت “القوات اللبنانية” ومنذ زمن بعيد مع غياب الحريري وصارت تتصرف على أساسه وتعمل بجهد، وتعد نفسها لوراثة نوابه السنة في أكثر من منطقة خصوصاً في عكار والبقاع.

وليس وضع سنة البقاع أفضل، مع فارق وجود شخصيات مستقلة لها ثقلها وحضورها الإنتخابي في المنطقة وقادرة على تدبر شؤونها، ولكن هل ستبقى ممثلة لتيار “المستقبل” بعد أن تترشح بإسمه وتوهم الناس انها مدعومة من الحريري مباشرة؟ هنا أيضاً مستبعد، في حال لم يترشح، ان يدعم الحريري لوائح تمثل تياره لحاجته حينذاك الى اموال لتأمين مستلزمات العملية الانتخابية. ولو تسنى له وتوافرت تلك الاموال فالأجدى ان يترشح بنفسه من ان يدعم محسوبين عليه. عدم إعلان الحريري صراحة إنسحابه من المشهد الإنتخابي يربك أيضاً الخبراء في الشأن الإنتخابي.

Exit mobile version