Site icon PublicPresse

من سيرث تيار المستقبل؟

سعد الحريري

وجد الرئيس سعد الحريري أنه سيقود معاركه الإنتخابية في أجواء غير مريحة أولاً بسبب أزمته المالية وغياب الدعم السعودي، وثانياً بسبب القانون النسبي الذي يشبه إلى حد ما قانون اللقاء الاورثوذكسي وليس القانون الأكثري الذي كان يتيح له حصد مقاعد بيروت والبقاع الغربي وطرابلس وعكار وصيدا والإتيان بأكبر كتلة نيابية كما حصل عامي 2005 و2009 وتوزيع بعض المقاعد على بعض حلفائه المسيحيين، وثالثاً بسبب عدم الرغبة في نسج تحالفات انتخابية مع القوات اللبنانية التي يسود فتور كبير بينها وبين قيادة المستقبل. وفق صحيفة “القدس العربي”.

وعلى الرغم من تأكيد الحزب التقدمي الاشتراكي انفتاحه على التحالف مع “تيار المستقبل” في الشوف وامتداداً حتى بيروت والبقاع الغربي، إلا أن رغبة جنبلاط بالتحالف في الوقت ذاته مع القوات اللبنانية في الجبل حفاظاً على المصالحة التاريخية تعني أن “المستقبل” و”القوات” سيكونان على لائحة واحدة مع الحزب التقدمي الاشتراكي وهذا ما يعيق الاتفاق، نظراً لعدم وجود حلحلة بعد بين القوات و«المستقبل» ونظراً للحساسية الموجودة لدى الحريري ومستشاريه من القوات التي سعت عام 2018 لاقرار القانون النسبي خلافاً لرغبة بيت الوسط، وآخر فصول هذه الحساسية ما عبّر أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري في ردّه الحاد على رئيس القوات سمير جعجع بسبب قوله إن القوات متحالفة مع الجمهور السنّي وليس مع قيادته.

يعتبر البعض، وفق “القدس العربي”، أن سعد الحريري لن يكون بمقدوره أن يكون كجعجع وجنبلاط لأن شخصيته مختلفة ولأن قدرته على الإمساك بالمفاصل داخل تياره تختلف عن قدرة جنبلاط وجعجع على الإمساك بهذه المفاصل داخل حزبيهما بسبب قربهما من الكوادر والقاعدة خلافاً لوضعية الحريري الذي يمضي أوقاته خارج البلاد. وعليه، يًخشى أن يسود التشرذم في صفوف التيار الأزرق في حال إنكفاء الحريري وعدم تولّي أسماء بارزة القيادة بديلاً عنه كالرئيس فؤاد السنيورة أو النائبة بهية الحريري. لكن البعض يعتبر أن إنكفاء الحريري في هذه المرحلة قد يكون فرصة لبروز وجوه سنية نمت في كنف الحريرية السياسية وقادرة أكثر على المواجهة منها على سبيل المثال اللواء أشرف ريفي في طرابلس والنائب السابق أحمد فتفت الذي يرأس حالياً المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، والنائب فؤاد مخزومي في بيروت من دون إغفال الشيخ بهاء الحريري الذي يعد العدة لتخوض حركة “سوا للبنان” الانتخابات في أكثر من دائرة.

والقاسم المشترك لهذه الشخصيات أنها على تنسيق مع القوات وتتقارب معها في الخطاب العلني والواضح ضد حزب الله وسلاحه في مواجهة شخصيات سنية تقليدية حليفة للحزب مثل فيصل كرامي في طرابلس وعبد الرحيم مراد في البقاع الغربي أو شخصيات سنية مستقلة داعمة لثورة 17 تشرين كأسامة سعد في صيدا. أما الرئيس نجيب ميقاتي فله حيثيته الخاصة ولكن في قلب عاصمة الشمال وهو لم يحسم بعد قراره بالترشح إلى الانتخابات في انتظار اللحظة المناسبة.

Exit mobile version