Site icon PublicPresse

إصابات وسط المشاركين واستقالات وإحتجاجات.. عقبات “تهدد” أولمبياد طوكيو قبل ساعات من إفتتاحه

طوكيو 2020-5

بعد تأجيلها العام الماضي، لم يكن طريق الوصول إلى تنظيم الألعاب الأولمبية بطوكيو في موعدها الجديد سالكا بل كانت ولا تزال مليئة بالمطبات لعل أبرزها جائحة فيروس كورونا التي ستجعل المنافسات تدور في أجواء باهتة في ظل غياب الجماهير.

وكان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ أقر بـ”شكوك” و”ليال بلا نوم” بسبب التحضيرات المضطربة لاستضافة أولمبياد طوكيو. وقال باخ خلال اجتماع للجنة الأولمبية الدولية في العاصمة اليابانية قبل أيام معدودة من افتتاح الألعاب، إن القرار غير المسبوق بتأجيل الألعاب من صيف 2020 أثبت أنه أكثر تعقيدا مما كان يُعتقد.

غياب الجماهير
اليابان كانت تريد أن تجعل من هذه الألعاب رمزا لمواجهة العالم لفيروس كورونا وحاولت إلى آخر لحظة إقامة منافسات الأولمبياد بحضور جماهيري في حده الأدنى لكن هذه الآمال منيت بانتكاسة بسبب انتشار متحورة “دلتا” ليستسلم المنظمون في النهاية إلى إقامة معظم منافسات الدورة في “جو صامت وكئيب”.

للإستعاضة عن غياب الجماهير، أنشأت شركة “أو بي إس” (خدمات البث الأولمبية) تسجيلات صوتية من ضوضاء الجماهير في الألعاب السابقة لتتكيف مع كل رياضة، وسيتم بثها في أماكن المنافسات. وسيتمكن الرياضيون أيضا من تلقي التشجيع من خلال شاشات عرض لمشاهد فيديو (سيلفي) مرسلة من كل أنحاء العالم، والتواصل عن طريق الفيديو مع أحبائهم بمجرد انتهاء مسابقاتهم.

مصاريف طائلة ومعارضة شعبية
تأجيل الألعاب لسنة كلف اليابان لوحدها مصاريف إضافية وصلت إلى 2.6 ملياري دولار إضافة إلى مصاريف إنشاء البنية التحتية الرياضية وتهيئة المدارج التي ستبقى فارغة في الأخير.

وأظهر استطلاع للرأي في صحيفة “أساهي شيمبون” أن 55 بالمئة من اليابانيين من الذين شاركوا فيه، يعارضون إقامة الألعاب هذا الصيف. وشهدت طوكيو في الفترة الأخيرة احتجاجات مناوئة للألعاب. وكانت صحيفة “أساهي”، وهي شريك رسمي للأولمبياد، دعت في أيار الماضي إلى إلغاء الحدث ووصفته بأنه “يشكل خطرا على الصحة”.

وزاد ثبوت إصابة أربعة رياضيين في القرية الأولمبية حتى الآن من المخاوف من أن تدفق الآلاف من الرياضيين والمسؤولين ووسائل الإعلام سيزيد من ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في اليابان. كما أن انتشارا واسعا لفيروس كورونا وسط الرياضيين الأولمبيين قد يهدد المسابقات إذ أن إصابة أي رياضي بالوباء تبعده آليا من المنافسة على الميداليات.

وقررت غينيا التي كان من المقرر أن ترسل وفدا صغيرا من خمسة رياضيين إلى أولمبياد طوكيو، إلغاء مشاركتها ”حرصا منها على الحفاظ على صحة الرياضيين الغينيين” في إشارة لجائحة فيروس كورونا. لكن مصدرا مقربا من الحكومة أكد أن السبب الرئيسي للانسحاب هو المشاكل المالية لهذه الدولة الفقيرة غرب أفريقيا. وباتت غينيا ثاني دولة تعلن انسحابها من الألعاب الأولمبية بعد كوريا الشمالية التي كانت أعلنت في نيسان الماضي أنها لن تشارك في أولمبياد طوكيو “لحماية” رياضييها من أي مخاطر مرتبطة بوباء فيروس كورونا.

ودافع المسؤولون الأولمبيون واليابانيون بقوة عن الألعاب التي تقام في “فقاعة صحية” صارمة مع اختبارات يومية، فيما تلقى اللقاح المضاد للفيروس قرابة 8 بالمئة من الرياضيين المشاركين في الألعاب. ولتجنب ارتفاع عدد الاصابات، فرض المنظمون حظرا على المعانقة أو المصافحة خلال الاحتفالات بتحقيق النصر.

مخاوف الشركات الراعية
من جانبها، تبدي الجهات اليابانية الراعية لأولمبياد طوكيو حذرا في التعامل مع أكبر حدث رياضي بدءا بافتتاحه، في مواجهة حدث أصبح “ضارا” لصورتها في البلاد بسبب كوفيد-19. وقال جول بويكوف، الأكاديمي الأمريكي المتخصص في الرياضة والسياسة لوكالة الأنباء الفرنسية “تحولت الألعاب الأولمبية إلى حدث ضار في طوكيو حيث لا تحظى بدعم كبير من الرأي العام”. ويردف بويكوف بأنه بالنسبة إلى الجهات اليابانية الراعية “أصبح الارتباط بحدث لا يحظى بشعبية محفوفا بالأخطار من حيث صورة علامتها التجارية، وهذا غير مسبوق في التاريخ السياسي للألعاب الأولمبية”.

وأعلنت شركة تويوتا العملاقة المصنعة للسيارات الإثنين أن مسؤوليها لن يحضروا افتتاح الأولمبياد المقرر الجمعة. وبهذه الخطوة، تريد تويوتا أن تكون إلى جانب الجمهور المستبعد من الافتتاح كما هي الحال في كل المسابقات الأولمبية تقريبا بسبب فيروس كورونا. خطوة تويوتا شجعت شركات راعية يابانية أخرى على القيام بنفس الخطوة. وعلى سبيل المثال، لن يحضر رئيسا شركتي باناسونيك وبريدجستون حفل الافتتاح، ولا رؤساء مجموعتي إن إي سي وفوجيتسو، وفق ما أفاد ناطقون باسم هاتين الشركتين.

وقدمت 60 جهة راعية يابانية أخرى 3,3 مليارات دولار، وهو مبلغ قياسي لأولمبياد. وحتى في حال إيفائها بالتزاماتها المالية، أصيبت كل الجهات الراعية بإحراج شديد بسبب تأجيل الأولمبياد عام 2020 جراء الوباء، ثم معارضة غالبية الشعب الياباني الإبقاء على الحدث هذا الصيف.

وأوضح المحامي المتخصص في القطاع الرياضي تايسوكي ماتسوموتو في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية “فقد أولمبياد طوكيو سمعته الجيدة. لذلك، تفضل الجهات اليابانية الراعية القول إنها لن تستفيد من حقوقها المرتبطة بالحدث على أن تمارسها”. ويضيف ماتسوموتو يضر غياب المتفرجين بالأساس بالشركات اليابانية الصغيرة التي كانت ترغب في تقديم بطاقات حضور لزبائنها وشركائها، وهي أداة عادة ما تكون “فعالة جدا” للعلاقات العامة في اليابان.

فضائح وإستقالات
واجهت اللجنة المنظمة للأولمبياد فضائح ومشاكل بالجملة أدت إلى استقالة وإقالة عدد من المسوؤلين داخلها.

آخر هذه المشاكل حدثت الخميس إذ أقالت اللجنة المنظمة للألعاب مخرج حفل الافتتاح كنتارو كوباياشي عشية الانطلاقة الرسمية للألعاب، على خلفية مشهد هزلي منذ أكثر من عقد من الزمن تطرق فيه إلى المحرقة اليهودية. وكان رئيس اللجنة التنظيمية الياباني تسونيكازو تاكيدا استقال في 2019 بسبب اتهامات بالرشى من أجل دعم ملف طوكيو، واستقال رئيس اللجنة المنظمة يوشيرو موري في شباط/فبراير الماضي بعد تلميحات مهينة بحق النساء.

وتنحت وزيرة الألعاب سايكو هاشيموتو من منصبها في الحكومة، لتحل بدلا من “مستر” موري. وتقدم المؤلف الموسيقي كيغو أويامادا الذي شارك في تصميم حفل الافتتاح باستقالته، على خلفية قصة تنمر قديمة بحق رفاق له أيام الدراسة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما اختار المدير الإبداعي لحفلي الافتتاح والختام هيروشي ساساكي الاستقالة بعدما شبه ممثلة كوميدية بدينة بالخنزير.

المصدر: فرانس24

Exit mobile version