PublicPresse

مونديال2022.. أميركا تحسم المواجهة مع إيران (فيديو)

بعد المصافحة التقليدية بين اللاعبين التي أصبحت حدثاً بالنسبة للعالم، حسم منتخب الولايات المتحدة المواجهة الكروية التي كانت منتظرة مع منتخب إيران، لصالحه، وضمن تأهله إلى الدور الثاني من منافسات كأس العالم 2022 في قطر.

https://www.youtube.com/watch?v=MlWpqqumj2I

خطف منتخب الولايات المتحدة الأميركية بطاقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي من كأس العالم 2022 المقامة في قطر، بعد أن حسم المواجهة المثيرة أمام إيران لصالحه 1-0، ليرافق منتخب إنكلترا الفائز 3-0 على منتخب ويلز في آخر جولات المجموعة الثانية.

دخل المنتخب الأميركي المباراة مبادراً للضغط على مرمى إيران، وهو المطالب بالفوز لضمان التأهل للدور الثاني، فخلق أولى الفرص في الدقيقة السادسة بواسطة تيموثي ويا، لكن كرته القوية علت المرمى.

في الجهة المقابلة، تكتل الإيرانيون في الدفاع، واعتمدوا على الهجمات المضادة المباغتة، وكادت إحداها أن تؤتي ثمارها بواسطة سردار أزمون، غير أن تدخل الدفاع حال دون تحول المحاولة لفرصة خطيرة.

مع مرور الوقت، إزداد ضغط الأميركيين وظهروا أكثر إصراراً على التسجيل، وهو ما تأتى لهم فعلا بواسطة نجمهم الأول كريستيان بوليسيتش، في الدقيقة 38.

ولم يبدِ “التيم ميلي” ردة فعل قوية بعد هدف بوليسيتش، مكتفين بهجمات محتشمة لم تقلق راحة الحارس الأميركي مات تورنر.

بل أكثر من ذلك، كان بإمكان الأميركيين أن يتوجهوا إلى غرفة الملابس وفي جعبتهم هدفين، لولا أن رفضت تقنية “الفار” هدفا وقّعه تيموثي ويا في الوقت بدل الضائع.

لينتهي الشوط الأول أميركياً بهدف دون رد.

الشوط الثاني لم يختلف كثيراً عن سابقته، مع تحسن طفيف في الأداء الهجومي لمنتخب إيران.

وكان زملاء بوليسيتش قريبون جدا من إضافة ثاني الأهداف في أكثر من مناسبة، لكن محاولاتهم افتقدت للدقة تارة، وواجهت حارسا متألقا اسمه علي رضا بيرانفاند تارة أخرى.

فيما عرفت الدقائق العشر الأخيرة من النزال ضغطا من الإيرانيين، لكن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح، لتنتهي هذه القمة بانتصار الولايات المتحدة 1-0.

وبهذا الفوز ثأرت الولايات المتحدة لهزيمتها أمام المنتخب الإيراني في كأس العالم عام 1998 في فرنسا.


ترتيب المجموعة

قبيل المباراة

كأس العالم 1998
ركزت الصحف الرئيسية الأميركية على الجوانب الرياضية للمباراة، من دون أن تغفل الجوانب السياسية للعلاقة بين البلدين.

عندما إلتقت الولايات المتحدة وإيران لأول مرة في كأس العالم 1998 في فرنسا، ساعد اللاعبون الإيرانيون في نزع فتيل القلق الجيوسياسي من خلال تسليم الورود البيضاء، رمز السلام، للاعبين الأميركيين قبل المباراة.

وبعد فوز إيران 2-1 في تلك المباراة أعلن على التلفزيون الرسمي “الليلة مرة أخرى، شعر المعارضون الأقوياء والمتغطرسون بطعم مرير للهزيمة على أيديكم”.

أميركا - إيران / كأس العالم - مونديال قطر 2022 Fifa World Cup - Qatar 2022
بداية مباراة أميركا وإيران في مونديال فرنسا 1998 حيث قدم الإيرانيون وروداً بيضاء للأميركييين

ظروف مختلفة
لكن مباراة الثلاثاء في قطر تأتي في ظروف مختلفة، حيث الوضع الداخلي في إيران مشحون بشكل كبير، إذ ترزح البلاد تحت وطأة عقوبات أميركية قاسية منذ عقود.

كما تأتي بعد توتر أدى إلى قصف إيران قاعدة عسكرية أميركية في العراق بالصواريخ عقب مقتل القائد في الحرس الثوري، قاسم سليماني، بصاروخ أميركي في بغداد.

ومثل الاهتمام السياسي – الرياضي في إيران باللعبة، كتبت عدد من الصحف الأميركية مستعرضة خلفية التوتر السياسي المهيمن على المباراة الحاسمة رياضيا.

مشجعان أميركي وإيراني يتبادلان التحية في مونديال فرنسا 1998

نيويورك تايمز
عندما ينزل اللاعبون الذين يمثلون إيران والولايات المتحدة إلى الملعب في كأس العالم في قطر، الثلاثاء، سيقوم ملايين المشجعين بتحليل كل خطوة – ليس فقط التمريرات والأخطاء والرؤوس، ولكن أيضا ما إذا كان اللاعبون الإيرانيون يغنون النشيد الوطني أو يحتفلون بأي أهداف أو يتحدثون عن الاحتجاجات التي تهز بلدهم، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز.

وتضيف الصحيفة أن اللعبة أصبحت خطا أماميا آخر في الصراع بين الخصمين الجيوسياسيين منذ فترة طويلة حيث تخوض إيران احتجاجات في الداخل في أحد أهم التحديات التي واجهتها الجمهورية منذ ثورة عام 1979 التي أوصلتها إلى السلطة. وهذه المرة، كل شيء يعرض تحت الأضواء الساطعة للحدث الأكثر مشاهدة في العالم.

ودخل اتحاد الولايات المتحدة لكرة القدم إلى المعركة لدعم المحتجين الإيرانيين، ومسح شعار إيران الرسمي والنص الإسلامي من علم إيران في الصور التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن المنشورات حذفت في وقت لاحق بعد أن دعا الاتحاد الإيراني لكرة القدم إلى طرد المنتخب الأميركي من كأس العالم.

وتقول الصحيفة إن فوز الولايات المتحدة الذي سيؤهلها إلى الدور التالي على حساب إيران، سيضع الصراع الداخلي الإيراني أمام جمهور عالمي ضخم لبضعة أيام على الأقل.

واشنطن بوست
وتنقل صحيفة واشنطن بوست عن أليكس لالاس، المدافع في المنتخب قوله “نحن ناضجون بما فيه الكفاية وذوو خبرة كافية لمعرفة أن هذا لا علاقة له بالحكومة أو السياسة”.

ونقلت عن المدرب الأميركي ستيف سامبسون، الذي استقال بعد فترة وجيزة من الخسارة عام 1998 مع إيران لصحيفة الغارديان إن الفيفا والاتحاد الأميركي لكرة القدم أمراه بعدم تسييس اللعبة، حتى مع قيام إيران بذلك. وقال: “أعتقد أن الحكومة الإيرانية جعلتها مباراة سياسية”.

وأضاف “لو كنت سأفعل ذلك من جديد، لكنت قد طرحت التاريخ بين البلدين مع اللاعبين واستخدمته كأداة تحفيزية لتحقيق نتيجة. لكنني اخترت عدم القيام بذلك في ذلك الوقت”.

لكن الصحيفة تقترح أن استخدام “التاريخ” الشائك بين البلدين لتحفيز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم قد لا يكون شيئا سيئا في نهاية المطاف.

مشجعان أميركي وإيراني يتبادلان الضحكات في مونديال فرنسا 1998

وول ستريت جورنال
وتشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى الأبعاد السياسية في المباراة، لكنها تسلط الضوء على جدل من نوع آخر، حيث أن أداء المنتخب الأميركي في البطولات قد يمثل العامل المسيطر على مستقبل كرة القدم في الولايات المتحدة، وهي لعبة غير شعبية، أو على الأقل تأتي في سلم الاهتمام بعد رياضات مثل كرة السلة والمضرب وكرة القدم الأميركية وربما حتى الغولف.

وتقول الصحيفة إن كل نتيجة مباراة تحمل شحنة إضافية من التفسير الأكبر، حيث النتيجة هي أكبر من مجرد فوز أو تعادل أو خسارة، بل إنه يقع في منظور ما يمثله لمستقبل الرياضة في الولايات المتحدة والطريقة التي ينظر بها العالم إلى كرة القدم الأميركية.

وهذا بالطبع بالنسبة لفريق الرجال لكرة القدم، أما فريق الولايات المتحدة للسيدات، بألقابه الأربعة في كأس العالم فهو يعتبر من بين أفضل الفرق النسائية في العالم.

ونقلت الصحيفة عن الرياضي المخضرم روجر بينيت قوله، إن لاعبي الولايات المتحدة في العصور الماضية شعروا بأن لديهم وظيفتين: واحدة كلاعب، والأخرى كسفير لرياضة لا تزال تحاول إيجاد موطئ قدم لها في بلدهم الأم.

وتختم الصحيفة بسؤال “ماذا تعني مباراة الثلاثاء ضد إيران بالنسبة للولايات المتحدة؟ وتجيب: “هي تعني البقاء على قيد الحياة في كأس العالم. هذا معنى كاف”.

المونديال في إيران “معركة سياسية”
بالمقابل تروج وسائل إعلام الحكومية الإيرانية لمباريات المنتخب مع منتخبات الدول التي تعاديها بوصفها شيئاً يشبه معركة سياسية.

صمت لاعبو منتخب إيران خلال النشيد الوطني بداية مباراتهم مع إنكلترا

وقبل مغادرة الفريق قطر، بثت وسائل الإعلام الحكومية صورا للاعبين وهم يلتقون بالرئيس الإيراني المحافظ، إبراهيم رئيسي، الذي التقط صورا مع الفريق وهو يحمل قميصا مطبوع اسمه على ظهره. انحنى لاعب واحد على الأقل.

وفي مباراة خسر فيها المنتخب الإيراني بقسوة أمام إنكلترا 6-2 قالت صحيفة كيهان المقربة من المرشد إن النتيجة كانت “هدفان لإيران وستة أهداف لإنكلترا وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والأعداء الداخليين والخارجيين”، على حد وصفها.

في هذه المباراة قوبل صمت الفريق الإيراني الإحتجاجي خلال قراءة النشيد الوطني لبلاده بإهتمام عالمي واسع واعتبرت البادرة مناصرة للمحتجين في إيران.

وذكرت صحيفة إيرانية مقربة من الإصلاحيين، الإثنين، أن مئات المسؤولين الحكوميين والمؤيدين سافروا إلى كأس العالم على نفقة عامة لتشجيع إيران.

وليس من الواضح ما إذا كانوا هم نفس المشجعين الموالون للحكومة الذين إشتبكوا مع المشجعين المناهضين للحكومة خارج الملاعب الأسبوع الماضي.

وفي مباراتهم مع ويلز، حيث فازت إيران بهدفين مقابل لا شيء، جاء عنوان كيهان “إيران 2 – ويلز وإسرائيل والمملكة العربية السعودية والخونة المحليون والأجانب 0”.

Exit mobile version