أظهر المنتخب الصربي علو كعبه وأقصى نظيره الكندي من الدور نصف النهائي لكأس العالم لكرة السلّة في مانيلا، بعدما تغلب عليه 95-86 في طريقه لبلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه. وسيواجه المنتخب الصربي الذي لا يزال يبحث عن اللقب للمرة الأولى في تاريخه منذ إنفراط عقد يوغوسلافيا حاملة اللقب خمس مرات، ألمانيا التي تأهلت إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخها بعد فوزها على الولايات المتحدة حاملة اللقب خمس مرات 113-111 في مانيلا. وتقام المباراة النهائية الأحد، علماً ان صربيا سبق أن خسرت النهائي أمام الولايات المتحدة عام 2014.
صربيا وكندا
رفض مدرب صربيا سفيتيسلاف بيشيتش البالغ من العمر 74 عاماً والذي كان ضمن صفوف منتخب يوغوسلافيا المتوج باللقب العالمي عام 2002 على حساب الولايات المتحدة، إجراء أي مقارنة بين العصرين، وقال “نحن في وضع مختلف اليوم، مع فريق أصغر سناً. لا توجد مباراة ولا بطولة تشبه أخرى”.
وقال المدافع ماركو غودوريتش صاحب 12 نقطة بينها ثلاث ثلاثيات من أصل خمس: “بغض النظر عمن على أرض الملعب، عندما نرتدي هذا القميص فإننا لا نستسلم أبدًا، نقاتل حتى النهاية. لا أستطيع حتى أن أتخيل الأجواء حاليًا في صربيا” حيث كرة السلة هي الأكثر شعبية.
وهيمنت صربيا على المباراة من بدايتها وحتى نهايتها، من خلال دفاع محكم أربك الكنديين بشكل كبير، ناهيك عن تفوّق الصرب بقوة تحت السلّة هجوماً ودفاعاً، حيث عانى المنتخب الكندي لايجاد نسقه الهجومي فيما اتسم دفاعه بالرعونة أمام اللعب الجماعي لمنافسه.
في المقابل، قال مدرب منتخب كندا الاسباني جوردي فرنانديس بعد المباراة “افتقدنا اليوم للقوة البدنية، حاولنا القتال لكنّ المنتخب الصربي أظهر تفوًقا في هذا المجال”.
وتابع “انا فخور بلاعبي فريقي في نهاية المطاف، لعبنا اليوم امام فريق سدّد بنسبة وصلت الى 62 في المئة من المسافات كلها وخسرنا لاننا لم ندافع بشكل جيد، لدينا مباراة واحدة ويجب ان نخوضها بكل ما أوتينا من قوة للخروج بميدالية من البطولة”.
كما سدّد المنتخب الصربي بنسبة رائعة من خط الثلاثيات (45 في المئة)، ومن جميع المسافات (62 في المئة)، فيما ادّت الصلابة والقوة البدنية والجسدية لصربيا الى وقوع العديد من اللاعبين الكنديين في مشكلة الاخطاء مبكرًا.
ومنذ اللحظات الاولى للمباراة، بدا المنتخب الصربي في قمة تركيزه، حيث منحه أوغنيين دوبريتش التقدم 5-1 بعد ثلاثية ناجحة، ورغم محاولات الكنديين التقاط أنفاسهم، الا انّهم واجهوا صعوبة كبيرة في ايقاف هجوم صربيا التي انهت الربع الاول متقدمة 23-15.
وتابع الصرب الذي يغيب عنهم نجمهم الابرز وأفضل لاعب في دوري كرة السلة الاميركي الموسم الماضي، نيكولا يوكيتش، تألقهم في الربع الثاني من المسافات كلّها، فأمطروا سلة الكنديين بوابل من التسديدات الثلاثيات، كما تسبّب اداؤهم الجماعي بضياع دفاعي كبير للمنتخب الاميركي الشمالي.
واوصلت صربيا الفارق الى 15 نقطة في الربع الثاني الذي انتهى 52-39 لصربيا.
واقتصرت محاولات كندا على جهود فردية لشاي غيلجيوس-الكسندر فباءت جميع محاولاته لتقليص النتيجة بالفشل، فكانت كل سلّة يسجلها او احد زملائه، تُقابل بسلّة مباشرة من الصرب الذين لم يسمحوا بتراجع الفارق الى ما دون عتبة العشر نقاط.
ونجح المنتخب الصربي في نهاية المطاف بانتزاع الفوز للمرة الثانية منذ تاريخ اول مشاركة لهم كدولة مستقلة عام 2006 في مونديال اليابان.
ومرة جديدة، كان الهدّاف بوغدان بوغدانوفيتش افضل مسجّل لصربيا بـ 23 نقطة واضاف اليه نيكولا ميلوتينوف 16 نقطة و10 متابعات ودوبريتش 16 نقطة وماركو غودوريتش 12 نقطة.
فيما سجّل للخاسر أر جاي باريت 23 نقطة وكل من غيلجيوس-الكسندر وديلون بروكس 16 نقطة.
ألمانيا والولايات المتحدة
وصعق منتخب ألمانيا “فريق الأحلام” الأميركي وحجز مقعداً له في نهائي كأس العالم لكرة السلة للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوزه على حامل اللقب خمس مرات 113-111 الجمعة في مانيلا.
وكانت أفضل نتيجة لألمانيا المركز الثالث في نسخة 2002، فيما أخفق المنتخب الأمريكي بمتابعة المشوار نحو لقب سادس في تاريخه، علما أنه خاض البطولة دون أبرز نجوم دوري أن بي إيه، مكتفياً بلائحة رديفة قادها المدرب ستيف كير.
وستغيب الولايات المتحدة عن النهائي للمرة الثانية تواليا، بعد تتويجها في 2010 و2014، علما أن مشاركاتها تتفاوت بين نسخة وأخرى من حيث ظهور نجوم أن بي إيه الذين فضل معظمهم الخلود إلى الراحة بعد انتهاء الموسم الماضي.
وبقيت النتيجة متقاربة في الشوط الأول، إلى أن وسع الألمان الفارق في الربع الثالث فوصل إلى 12 نقطة، بعد أخطاء من جوش هارت وجايلن برانسون.
لكن الأميركيين قلصوا الفارق في الدقائق الأخيرة (107-108) بفضل أنتوني إدواردز لاعب مينيسوتا تيمبروولفز (23 نقطة و8 متابعات) وأوستن ريفز (21 نقطة)، قبل استعادة الالمان زمام المبادرة في الوقت القاتل بقيادة دنيس شرودر (17 نقطة و9 تمريرات حاسمة) صانع ألعاب تورونتو رابتورز الحالي ولوس أنجلس ليكرز السابق.
وكان أندرياس أوبست (بايرن ميونيخ) أفضل مسجل للفائز (24 نقطة بينها أربع ثلاثيات)، فيما أضاف فرانتس فاغنر لاعب أورلاندو ماجيك الأمريكي 22 نقطة ودانيال تايس (إنديانا بايسرز الأميركي) 21 نقطة و7 متابعات.