بات منتخب الكاميرون أول المتأهلين إلى نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية 2022 لكرة القدم إثر فوزه على غامبيا بنتيجة 2-صفر ظهر السبت على ملعب جابوما في مدينة دوالا. وسجل الأهداف كارل توكو إيكامبي في الدقيقتين 50 و57. وتواجه “الأسود” في الدور المقبل الفائز من مباراة مصر-المغرب. في حين ودعت تونس البطولة إثر خسارتها مساء السبت في غاروا أمام بوركينا فاسو بنتيجة 1-صفر من تسجيل المهاجم دانغو واتارا في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول. وتواجه “الخيول” في الدور المقبل الفائز من المباراة بين السنغال وغينيا الإستوائية.
الكاميرون – غامبيا
في مباراة سارت باتجاه واحد، ضمن منتخب الكاميرون المضيف لكأس الأمم الأفريقية 2022 لكرة القدم حضوره في دور الأربعة إثر فوزه السهل على غامبيا ظهر السبت في دوالا بنتيجة 2-صفر من تسجيل مهاجم ليون الفرنسي كارل توكو إيكامبي في الدقيقتين 50 و57.
وأمام جمهوره الذي قدر عدده 49 ألف مشجع بمدرجات ملعب جابوما، أحكمت “الأسود غير المروضة” سيطرتها على “عقارب” غامبيا التي فضلت خيار الدفاع منذ البداية. ونجحت في خطتها خلال 45 دقيقة، رغم زملاء القائد فانسان أبوبكر اقتربوا مرات عديدة من هز شباك غاي إلا انهم أخفقوا بسبب نقص التركيز تارة أو التسرع تارة أخرى فيما تصدى حارس غامبيا لبعض الفرص.
وجاءت أولى هذه الفرص في الدقيقة 14 عندما مرر الظهير الأيمن نغامالو لأبوبكر ليحاول الأخير من تسجيل الهدف الأول بالكعب لكن المدافع غوميس كان اعترض الكرة لتخرج خارج المرمى.
وفي الدقيقة 29، سدد فاي من عشرين مترا لتمر الكرة على بعد سنتميترات من مرمى غاي، ليهتز الملعب ويهتف الجمهور باسم “أسوده” التي كشرت عن أنيابها معلنة جهوزيتها لابتلاع “العقارب”. وكان “جابوما” يتفجر عند تلقى أبوبكر تمريرة على طبق من ذهب من زميله غوي ليسدد رأسية قوية تصدى لها غاي ببراعة.
دخل الفريقان لغرفة تبديل الملابس بنتيجة التعادل السلبي، ليعودا إلى أرض الملعب بعد مرور 15 دقيقة لينطلق مهرجان الكاميرون التي راحت تشدد الخناق على دفاع غامبيا وتحاصر مرماها فيما بدت نية “العقارب” غير متغيرة أي موجهة نحو الدفاع فالدفاع ثم الدفاع. ونست أن أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم.
وبالتالي، أثمرت جهود منتخب البلد المضيف لكأس الأمم 2022 في الدقيقة الخمسين برأسية محكمة من كارل إيتو إيكامبي بعد تمريرة من نغامالو ليسكن الكرة في الزاوية اليمنى لحارس غامبيا. واستمرت السيطرة الكاميرونية لتأتي بهدف ثان في الدقيقة السابعة والخمسين عن طريق نفس اللاعب، وهذه المرة بعد تمريرة عرضية من زميله أونغلا من الجهة اليسرى ليهز الشباك بقدمه اليمنى.
وعجزت غامبيا عن الرد احتواء منافسها، وكادت تتلقى هدفا ثالثا في الدقيقة 87 عن طريق أبوبكر مستغلا خروج الحارس من مرماه لكن الكرة مرت فوق الإطار. وفازت الكاميرون لنصف النهائي حيث ستواجه الفائز من المباراة العربية الخالصة بين مصر والمغرب والتي تجري بعد ظهر الأحد في ياوندي.
بوركينا فاسو – تونس
غادرت تونس بطولة كأس الأمم الأفريقية 2022 بخسارتها في ربع النهائي أمام بوركينا فاسو بنتيجة 1-صفر بمدينة غاروا.
وسجل هدف الفوز والتأهل المهاجم دانغو واتارا في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول. وبالتالي، ستواجه “الخيول” في دور الأربعة الفائز من المباراة بين منتخبي السنغال وغينيا الاستوائية التي تجري ظهر الأحد في العاصمة الكاميرونية ياوندي.
وكان “نسور قرطاج” قد استعادوا خدمات مدربهم منذر الكبير وأبرز لاعبيهم الذين غابوا خلال الفوز على نيجيريا في الدور السابق، وفي مقدمتهم صانع الألعاب وهبي الخزري والظهير الأيسر علي معلول فضلا عن قلب الدفاع ديلان برون.
واستفادوا أيضا من عودة قائدهم يوسف المساكني إلى لياقته البدنية المعتادة، وهو صاحب هدف الفوز على نيجيريا، والذي أعلن أمام الانتقادات الموجهة لفريقه أن الأخير قام “بالرد داخل المستطيل الأخضر”.
ولعبت تونس أيضا ببشير بن سعيد في حراسة المرمى وأسامة الحدادي وبلال العيفة وأنيس بن سليمان وعيسى العيدوني فضلا عن إلياس السخيري ومحمد دراغر. أما تشكيلة بوركينا فاسو، فحرمت من أفضل مهاجميها برتران تراوري بسبب الإصابة والذي شاهد المباراة من دكة البدلاء.
وكانت “الخيول” قد تغلبت على “النسور” مرتين في ربع النهائي، في عامي 1998 في واغادوغو و2017 بالغابون. إلا أن مدربها المحلي كامو مالو قد أعلن عشية المباراة إن الأمور ستحسم على أرض الملعب وليس على الورق.
فرصتان لتونس منذ البداية
أمام هذه المعطيات، انطلقت المواجهة بنوع من الحذر من الجانبين على الرغم من أن الكرة كانت أكثر لفائدة بوركينا فاسو. لكن تونس استفاقت فجأة وخلقت فرصتين سانحتين بقيادة الخزري، وأبرزهما في الدقيقة السادسة عند توغل في الجهة اليسرى من الدفاع ومرر إلى مساكني لكن الحارس إيرفي كوفي استبق الأمور وتدخل ليبعد الخطر.
ردت بوركينا فاسو بهجمة عن طريق الظهير الأيمن عيسى كابروي لكن التمريرة اجتازت الدفاع عرضا وخرجت رمية تماس لصالح “نسور قرطاج”. هجمة ثانية لبوركينا فاسو بضربة حرة مباشرة اصطدمت الكرة خلالها برجل أحد المدافعين التونسيين ليستعيدها قلب الهجوم جبريل واتارا ويسدد صوب المرمى بين أيدي الحارس بن سعيد.
وفي الدقيقة 23، أنقذ بن سعيد فريقه من الهدف الأول إثر اختراق واتارا الدفاع من الجهة اليسرى ليقترب من مرمى الحارس ويسدد، لكن الأخير كان يقظا وأبعد الكرة ضربة ركنية. ثم تقدم بايالا في الدفاع فتخلص من دراغر قبل أن يتردد ويحاصره المدافعون التونسيون ليترك الكرة للحارس بن سعيد.
الخزري يهدد مرمى الحارس كوفي
استعادت تونس أنفاسها في الدقائق التالية، وإثر حصولها على ضربة حرة بعد خطأ ضد مساكني في الدقيقة 27 هدد الخزري مرمى كوفي بتسديدة قوية في الإطار فتألق حارس بوركينا فاسو ليحول الكرة إلى ضربة ركنية. وفي الدقيقة 34، كاد الجزيري يستفيد من خطأ في قلب دفاع “الخيول” عندما تأخر تابسوبا في التسديد ليقترب المهاجم التونسي ويعترض فمرت الكرة قرب القائم الأيمن للحارس كوفي.
وفيما كان الجميع يتوقع وينتظر صافرة الحكم لإعلان نهاية المرحلة الأول، انطلقت “الخيول” في هجمة مضادة سريعة في الجهة اليمنى ومرر لاعب الوسط إبراهيم توريه إلى المهاجم دانغو واتارا ليتوغل في الدفاع ويربك منافسيه قبل أن يسدد بقوة ويهز شباك بن سعيد في أسوء اللحظات، أي قبيل العودة لغرفة الملابس.
بدأ الشوط الثاني بتغييرين في صفوف تونس، بدخول علي معلول في مكان الحدادي ونعيم السليتي في مكان بن سليمان. وخلقت “النسور” هجمة سريعة عن طريق الخزري الذي مرر لليتي فاخترق الدفاع قبل أن يقع أرضا إثر خطأ من تابسوبا في المنطقة لكن الحكم ترك اللعب يتواصل.
تغييرات عديدة من دون جدوى
لكن اللقطة التالية شكلت خطرا على مرمى بن سعيد الذي أنقذ فريقه من الهدف الثاني إثر تسديدة بايالا القوية. وفي الدقيقة 66 حصلت تونس على ضربة حرة خطرة بعد خطأ ضد الجزري عند مدخل منطقة الجزاء، لكن تسديدة معلول تصدى لها الحارس.
ودخل عصام الجبالي في الدقيقة 75 في مكان الجزيري قصد الدفع بخط هجوم تونس، وتعززت معنويات تونس في الدقيقة 83 بعد أن أشهر حكم بوتسوانا البطاقة الحمراء بوجه المدافع جبريل واتارا إثر خطأ ضد معلول. وقام منذر الكبير بتغيير آخر بدخول حمزة رفيعة في مكان سحيري من دون أن يأتي بالهدف المرجو، لتنتهي المباراة بفوز بوركينا فاسو وسط هتافات الجمهور المحلي.