قال رئيس المجلس السياسي الأعلى، التابع لجماعة “أنصار الله” الحوثيون في اليمن، مهدي المشاط، إن الوساطة التي قدمت إلى اليمن قبل فترة، جاءت برغبة سعودية ولا زالت مستمرة حتى الآن، وهي تتدحرج بحسب المستجدات الدولية.
وأكد المشاط، في أول مقابلة تلفزيونية على “قناة المسيرة”، رفض صنعاء بشكل مطلق مقايضة التحالف الملف الإنساني بالعسكري والسياسي، مشيرا إلى أن “العمانيين حملوا إلى صنعاء رغبة سعودية للتوصل إلى حل، لكن للأسف الشديد تتفاجئ أن هذه الرغبة تتغير”.
وكشف أن “الجانب العماني تحرك مرتين إلى السعودية قبل موسم الحج وكان مقرراً استمرار اللقاءات بعد عيد الأضحى وربما حصلت متغيرات دولية جعلتهم توقفوا شيئا ما عن هذا الاندفاع”.
واعتبر رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، أن التحالف يرفع شعار السلام بينما هو يمارس العكس كما أنه يطلب في الكواليس عكس ما يقوله في الإعلام، متوعدا بـ”تحرير كل شبر من الاحتلال”.
وأكد المشاط، أن “عمليات الردع على التحالف (العربي قيادة السعودية) ستستمر في السياق التصاعدي”، مضيفا أنه “ما دام الحرب على اليمن مستمرة فكل الخيارات مفتوحة وكل المفاجئات واردة”، على حد قوله.
وأشار إلى أن المبادرة التي تقدم بها قائد حركة أنصار الله حول مأرب قد تنتهي وقد تسير مفاعيلها إلى أبعد مما ذهبت إليه، لافتا إلى أن “الخيار العسكري لدى أنصار الله في مأرب هو آخر الخيارات، ومن لديه أي رد منطقي تجاه المبادرة يتفضل للنقاش”.
وفي سياق رده على سؤال بشأن جهود كسر العزلة التي تفرضها دول التحالف على صنعاء، قال إن “هناك برنامج في هذا السياق، وأقول بالمناسبة لدينا أكثر من ثلاث أو أربع دول في الأسابيع الأخيرة أبلغتنا بأنها على جاهزية للتعامل معنا”، دون أن يكشف عن هوية تلك الدول.
وحول توقف صنعاء عن استهداف الإمارات، قال المشاط إنه “لا يوجد فرق بين السعودي والإماراتي فهما أداة تنفيذ للأجندة الأمريكية والبريطانية في المنطقة سواء في الملف اليمني أو غيره”، مضيفا أن “المسار العسكري لا يخضع لمزاج الرأي العام، والقائد العسكري هو الذي يحدد متى يضرب وأين يضرب وكيف يضرب وكم يضرب”.
وبشأن المبعوث الأممي الجديد، قال المشاط إن “الأمم المتحدة للأسف لديها دور محدد مرسوم من قوى الاستعمار بما فيها التغطية على مواصلة واستمرار العدوان”، مشيرا إلى أنهم أبلغوا المبعوث أنهم سيتعاملون معه من حيث فشل المبعوث السابق ولن يسمحوا بتجديد الورقة بعد إتلافها”.
وتستمر منذ 2015 مواجهات بين الجيش اليمني المدعوم بتحالف عربي بقيادة السعودية وجماعة أنصار الله، حيث تسعى الحكومة اليمنية لاستعادة الأراضي التي سيطر عليها الحوثيون، من بينها العاصمة صنعاء.
وأدت المعارك لمقتل وجرح آلاف المدنيين واحتياج الملايين لمساعدات إنسانية عاجلة بحسب الأمم المتحدة. وبالمقابل تنفذ جماعة “أنصار الله” هجمات متواصلة بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية تستهدف قوات سعودية داخل اليمن، وبداخل الأراضي السعودية.
وتسببت الغارات الجوية للتحالف، وكذلك القصف المتبادل، بسقوط مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين، بين قتلى وجرحى؛ فضلا عن تدمير البنية التحتية لليمن، وانتشار الأوبئة والأمراض، والمجاعة في بعض المناطق، وبات نحو 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد سكان اليمن، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية.