أكد الرئيس الكولومبي غوستافو بترو لنظيره الأميركي جو بايدن في أول إجتماع بينهما الخميس أنه يؤيد رفع العقوبات عن الحكومة اليسارية في فنزويلا مقابل إعادة الديموقراطية.
وإلتقى بترو أول رئيس يساري لكولومبيا بايدن في البيت الأبيض. وشدد رئيسا الدولتين على توافقهما في مجال مكافحة تغير المناخ من دون أن يتحدثا بشكل واسع علنا عن مسألة أكثر تعقيدا هي مكافحة تهريب المخدرات.
وتحدث بايدن في خطاب مقتضب أمام الصحافيين عن الجهود “المشتركة” بين البلدين لمواجهة تغير المناخ والحفاظ على غابات الأمازون المطيرة.
وأكد أيضاً أن كولومبيا والولايات المتحدة “تعملان معا للتصدي لتهريب المخدرات ومعالجة المستويات التاريخية للهجرة” في أميركا اللاتينية. وشكر نظيره على استقباله المهاجرين من فنزويلا و”التزامه الصريح والقوي بالسلام وحقوق الإنسان”.
وحول فنزويلا، قال الرئيس الكولومبي للصحافيين بعد ذلك أنه ناقش استراتيجية لحل الأزمة في هذا البلد الذي يقوده الرئيس اليساري نيكولاس مادورو وتعاني من عزلة شديدة بسبب العقوبات الأميركية والأوروبية.
وقال بترو “تم اقتراح إستراتيجية (…) تقضي بإجراء انتخابات أولاً ثم رفع العقوبات، أو أن يتم رفع العقوبات تدريجياً بالتزامن مع تنفيذ أجندة انتخابية محددة”.
وأضاف أنه بحث مع الرئيس الأميركي أيضا في مؤتمر بشأن فنزويلا تستضيفه كولومبيا الأسبوع المقبل بمشاركة وزراء خارجية دول أوروبية ومن أميركا اللاتينية والولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين الخميس إن واشنطن تؤيد رفع العقوبات مقابل الديموقراطية.
وأضاف كيربي “كنا واضحين منذ فترة طويلة بتأكيدنا أننا سنراجع سياسات العقوبات الخاصة بنا ردًا على خطوات بناءة تتخذ من قبل نظام مادورو وإذا تمكنت الأحزاب الفنزويلية من إحراز تقدم ملموس في العودة إلى الديموقراطية”.
ووصف بايدن كولومبيا بأنها “مفتاح” نصف الكرة الأرضية.
من جهة أخرى، قال بترو للصحافيين بعد محادثاته مع بايدن، إنه طلب من الرئيس الأميركي مساعدة في تطوير نهج جديد وأكثر دقة في اهدافه للحملة العسكرية المستمرة منذ عقود وتدعمها الولايات المتحدة ضد تجار المخدرات في كولومبيا.
وأوضح أن المفتاح هو “مجتمع أعمال تهريب المخدرات التي تجري من خلال العمل الاستخباراتي، وتتبع أصوله وأمواله”.
“إمكانيات للديموقراطية والحرية”
وقال الرئيس االكولومبي “طلبت مزيدا من المساعدات في هذا الصدد”. وأضاف “نحن بحاجة إلى مزيد من السفن ومزيد من القوارب ومزيد من الطائرات بدون طيار”.
وفي تصريحاته في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، شدد بترو على أنه يرى أن “الديموقراطية والحرية والسلام” تشكل “أجندة مشتركة”.
وأكد على الحاجة إلى تحول “في العمق” من الوقود الأحفوري إلى الاقتصاد الأخضر – وهي قضية يوليها بايدن أولوية في ولايته الرئاسية الأولى، مع مشروع قانون تمويل تاريخي لتشجيع التكنولوجيا الصديقة للمناخ.
وقال بترو “لدينا أكبر إمكانيات للديموقراطية والحرية في الأميركيتين فضلاً عن أكبر إمكانات للطاقات الخضراء”.
وانتخب بترو في يونيو/حزيران رئيسا لكولومبيا خلال موجة من انتخابات حملت قادة ميولهم يسارية إلى السلطة في عدد من دول أميركا اللاتينية.
وقال المكتب الرئاسي الكولومبي إن زيارة البيت الأبيض تشكل “خطوة مهمة في توطيد العلاقات بين كولومبيا والولايات المتحدة في هذه اللحظة الجديدة”.