أعلن مجلس الأمن الصربي أن جيش بلاده ما يزال في حالة تأهب قصوى، وأرجع بيان للمجلس اليوم السبت هذا القرار إلى ما وصفه بالإستخدام “الوحشي للقوة” ضد الأقلية الصربية في شمال كوسوفو.
وحمّل مجلس الأمن الصربي قوة حفظ السلام في كوسوفو، التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو)، المسؤولية عما حدث، قائلا إنها لم “تقم بعملها”.
جاء ذلك غداة صدامات بين مواطنين من أصول صربية والشرطة في كوسوفو أمس الجمعة، حيث أحرقت سيارات للشرطة في 3 بلديات شمالية، على الحدود مع صربيا.
وأصيب في تلك الصدامات 10 أشخاص بعد أن فرقت الشرطة بالغاز المدمع سكانا من الصرب أرادوا منع رؤساء بلديات من الألبان تولي مناصبهم بعد انتخابهم في أبريل/نيسان الماضي في اقتراع رفض الصرب المشاركة فيه.
كما قالت الشرطة، في بيان، إنها تتخذ إجراءات وتدابير لمنع جميع الأنشطة الإجرامية في البلد، وتقدم المساعدة لبلديات “زفيتشان” و”ليبوسافيك” و”زوبين بوتوك” الشمالية. وأضافت أنها تقوم بمهامها وفقا لأحكام القانون والدستور في البلاد للحفاظ على الأمن والسلامة العامة.
توتر متصاعد
وبدأ التوتر في كوسوفو عندما نظمت السلطات انتخابات محلية في الشمال قاطعتها الأقلية الصربية في هذا الإقليم؛ مما سمح للألبان بالسيطرة على المجالس المحلية.
وأيدت صربيا المقاطعين، الداعين إلى إقامة رابطة بلديات صربية في شمال كوسوفو، كنوع من الاستقلال الذاتي للأقلية الصربية المقدر عددها بـ120 ألف صربي في كوسوفو.
وأقرت سلطات كوسوفو نتائج الانتخابات رغم نسبة المشاركة المتدنية جدا، وتولى الألبان رئاسة البلديات الشمالية؛ مما أثار الأقلية الصربية التي خرجت للتظاهر.
ورافقت شرطة كوسوفو رؤساء البلديات الجدد لدخول مباني بلدياتهم، ووقعت صدامات بين المتظاهرين الصرب وقوات الشرطة التي استخدمت الغاز المدمع لتفريقهم.
الناتو وروسيا
من جانبه، حث الناتو السلطات في كوسوفو على تخفيف التوتر مع صربيا، ودعت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونغيسكو -في تغريدة- المؤسسات في كوسوفو إلى التهدئة فورا، والعمل على حل الأزمة عبر الحوار.
وأكدت المتحدثة بإسم الناتو أن قوة حفظ السلام التي يقودها الحلف في كوسوفو ستبقى يقظة وتعمل على حفظ الأمن والاستقرار.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مسؤول بارز في الخارجية الروسية أن موسكو ستواصل دعم صربيا في حماية حقوقها وسيادتها وسلامة أراضيها، وشدد على أن أي قرار بشأن كوسوفو يجب أن يكون مقبولا بالنسبة للصرب، ويوافق عليه مجلس الأمن الدولي.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو تراقب بقلق تدهور الأوضاع في إقليم كوسوفو، وإنها تدين بشدة خطوات بريشتينا الاستفزازية التي جعلت الوضع يقترب من المرحلة الساخنة، ويهدد بشكل مباشر أمن منطقة البلقان بأكملها، حسب تعبيرها. وحمّلت زاخاروفا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المسؤولية عن ذلك.
إنتقاد أميركي أوروبي
وفي بيان مشترك، عبرت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا عن إدانتها قرار حكومة كوسوفو بالدخول بالقوة إلى المباني البلدية في شمال كوسوفو رغم الدعوة إلى ضبط النفس.
ودعت الدول الخمس سلطات كوسوفو في البيان إلى التراجع على الفور ووقف التصعيد، كما عبر البيان عن القلق من قرار صربيا رفع مستوى استعداد قواتها المسلحة على الحدود مع كوسوفو.
ودعا البيان جميع الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس وتجنب ما سماه الخطاب التحريضي.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في وقت سابق إنه يدين بشدة الإجراءات التي اتخذتها حكومة كوسوفو للوصول إلى مباني البلدية في شمال كوسوفو بالقوة. وأضاف أن هذه الإجراءات اتخذتها كوسوفو ضد نصيحة الولايات المتحدة وشركاء كوسوفو الأوروبيين.
ودان كذلك الاتحاد الأوروبي الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة شمال كوسوفو، وشجب الهجمات على دوريات البعثة المدنية للاتحاد الأوروبي.
إصرار كوسوفي
وفي بيان لا يلمح إلى إمكانية التراجع، قال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي إن السلطات في بريشتينا تتفهم “مخاوف” شركائها الدوليين، لكن “أي خيار آخر سيكون بمثابة عدم الوفاء بالالتزامات الدستورية”.
وأضاف كورتي “أدعو الجميع، خاصة مواطني كوسوفو الصرب، إلى التعاون مع رؤساء البلديات الجدد ومجالسهم التي ستكون متعددة الإثنيات والثقافات واللغات”.