حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الزعماء الأوروبيين على تعزيز دعمهم لبلاده للإنضمام إلى حلف شمال اللإطلسي والإتحاد الأوروبي، خلال قمة غير مسبوقة في مولدافيا، الدولة الصغيرة التي تخشى بدورها إحتمال أن تزعزع روسيا إستقرارها. فيما تمكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز من جمع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيسة كوسوفو فيوزا عثماني في محاولة لخفض التوتر القائم في شمال كوسوفو.
إغتنم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الفرصة التي وفّرها الإجتماع الثاني للمجموعة السياسية الأوروبية (EPC)، الخميس، في مولدافيا للدفع باتجاه حشد دعم قوي لإنضمام بلاده إلى حلف الناتو والإتحاد الأوروبي.
وقد إجتمع حوالي 50 من القادة الأوروبيين على بعد عشرين كيلومتراً فقط من الحدود الأوكرانية لتوجيه رسالة دعم لهاتين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين.
وقال زيلينسكي: “يجب أن تكون كل الدول الأوروبية التي تتشارك حدودا مع روسيا والتي لا تريد أن تأخذ روسيا جزءا من أراضيها، أعضاء كاملة العضوية في الناتو والاتحاد الأوروبي”. مشيرا إلى أن “كل شك نظهره هو خندق ستحاول روسيا احتلاله”.
هذا، وكان قد اجتمع وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي الخميس في أوسلو لمناقشة الردود المحتملة على طلب كييف للعضوية.
ولم يدّخر زيلينسكي جهدا لمطالبة حلفائه بتقديم مزيد من المقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي لبلاده. وقال: “الأمر صعب بالنسبة إلينا اليوم لأننا لا نملك مقاتلات حديثة ولهذا السبب تسيطر روسيا على الأجواء”.
ومن جهتها، قالت رئيسة مولدافيا مايا ساندو إن هذه القمة “هي تعبير واضح عن وحدتنا وقوتنا وتصميمنا على العمل معا(…) كأسرة أوروبية واحدة (…) لردع العدوان وتوطيد السلام في القارة”، مؤكدة أن بلادها “ملتزمة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في شكل حاسم”.
وعلى غرار النسخة الأولى التي عقدت في براغ في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نظمت القمة في قلعة ميمي التي يصنع فيها النبيذ وتقع في قرية بولبواكا على بعد نحو 35 كيلومترا عن العاصمة كيشيناو حيث تم التقاط “صورة عائلية” جماعية للمشاركين. فيما غاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أعيد انتخابه الأسبوع الماضي عن الاجتماع.
وحدة قوية ورسالة ضد الحرب
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز: “نريد توجيه رسالة وحدة قوية ضد حرب بوتين في أوكرانيا”.
ويعتبر هذا المنتدى، أوسع من الاتحاد الأوروبي (20 بلدا مدعوا بالإضافة إلى 27 دولة عضو في الكتلة) وأطلق فكرته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ويجمع المنتدى دولا ذات اهتمامات استراتيجية مختلفة مثل أرمينيا وإيسلندا والنرويج وسويسرا وتركيا والمملكة المتحدة وصربيا وأذربيجان.
وبدوره قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن “روسيا بوتين قامت باستبعاد نفسها من هذا المجتمع من خلال شن هذه الحرب على أوكرانيا”.
كما شكلت قمة “المجموعة السياسية الأوروبية” مناسبة لبعض المناقشات الثنائية أو المحدودة النطاق بين القادة.
هذا، وتمكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز من جمع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيسة كوسوفو فيوزا عثماني في محاولة لخفض التوتر القائم شمال كوسوفو. وطالب ماكرون وشولتز بتنظيم yنتخابات جديدة في البلديات المتنازع عليها في شمال كوسوفو.
وقام الرئيسان الأوروبيان أيضاً بتنظيم لقاء بين الرئيسين الأرميني والأذربيجاني من أجل تحقيق تقدم في المفاوضات الهادفة إلى وضع حد للنزاع بينهما.
ويذكر أن يريفان وباكو تتواجهان منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية التي تقطنها غالبية من الأرمن.
وإلى ذلك، قال ماكرون: “تحتاج أوروبا إلى تسوية النزاعات، إنها ضرورة من أجل أمننا المشترك”، معتبرا أن القمة الثانية للمجموعة السياسية الأوروبية أتاحت “إثبات قوة” هذه المجموعة.
وللعلم، تعقد المجموعة قمتها الثالثة في تشرين الأول/أكتوبر المقبل في مدينة غرناطة الإسبانية، تعقبها قمة رابعة في النصف الأول من العام 2024 في المملكة المتحدة.