قالت لجنة مكافحة الإرهاب في روسيا، الإثنين، إن عملية أمنية قد إنتهت في جمهورية داغستان الروسية بمنطقة القوقاز، بعد اعتداءات استهدفت كنائس أرثوذكسية وكنيس يهودي أدت إلى سقوط عدة قتلى.
وقتل 19 شخصاً على الأقل بينهم أربعة مدنيين وجرح 26 آخرين في هذه الهجمات، فيما قضت القوى الأمنية على خمسة مهاجمين، حسب ما أعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلفة التحقيقات.
وكان قد جاء في بيان سابق للمحققين: “تفيد المعلومات الأولية بأن 15 عنصراً من القوى الأمنية قتلوا فضلاً عن أربعة مدنيين بينهم كاهن أرثوذكسي”. وخلال عملية “مكافحة الإرهاب” التي انتهت صباح الإثنين، “تمت تصفية خمسة أشخاص وحددت هوياتهم” من دون أن يوضح المحققون إن كان بعض المهاجمين لا يزالون فارين.
وأوضحت اللجنة في بيان سابق وفق ما أوردت وكالات الأنباء الروسية: “بعد القضاء على التهديدات المحدقة بحياة المواطنين وصحتهم تقرر وقف عملية مكافحة الإرهاب” في داغستان اعتبارا من الساعة 05,15 بتوقيت غرينتش.
وكان المسؤول المحلي سيرغي ميليكوف قال في مقطع فيديو نُشر على تيلغرام ليلا، إن “أكثر من 15 شرطيا سقطوا ضحايا عمل إرهابي” في داغستان. وأضاف أنهم “قاموا بحماية السكان المدنيين… على حساب حياتهم”.
وأفادت حصيلة أولية سابقة أعلنتها السلطات بمقتل ثمانية من عناصر الشرطة وكاهن.
حداد لمدة ثلاثة أيام
وأعلنت جمهورية داغستان الإثنين حداداَ لمدة ثلاثة أيام بعد الاعتداءات المتزامنة التي وقعت في مدينتي محج قلعة وديربنت.
وقال ميليكوف حاكم داغستان في مقطع فيديو نُشر باكرا الإثنين على تلغرام: “هذا هو يوم مأساة لداغستان والبلاد بالكامل”. وأعلن الحداد من 24 إلى 26 يونيو/حزيران حيث يتم تنكيس الأعلام وإلغاء جميع الفعاليات الترفيهية.
وجاء الهجوم بعد ثلاثة أشهر من مقتل 145 شخصا في هجوم أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” المسؤولية عنه استهدف قاعة للموسيقى قرب موسكو، وكان أسوأ هجوم من نوعه تشهده روسيا منذ أعوام.
ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن الهجمات الأحدث في المنطقة المضطربة.
كذلك، نقلت وسائل إعلام روسية رسمية عن سلطات إنفاذ القانون قولها إن من بين المهاجمين اثنين من أبناء رئيس منطقة سرجوكالا في وسط داغستان وإن المحققين احتجزوهما.
وقال ميليكوف أيضا إن من بين الضحايا عدد من المدنيين، بينهم قس أرثوذكسي عمل في ديربنت لأكثر من 40 عاما. وأضاف أن ستة من المسلحين قُتلوا بالرصاص خلال الهجمات.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف رداً على سؤال صحافي عمّا إذا كان الكرملين يخشى عودة تمرّد إسلامي في روسيا، “لقد تغيّرت روسيا، وتوطّد المجتمع، ومثل هذه المظاهر الإرهابية لا تحظى بدعم المجتمع، سواء في روسيا أو في داغستان”.
هذا، وكانت داغستان وهي منطقة روسية ذات غالبية مسلمة مجاورة للشيشان، مسرحا لاشتباكات مسلحة متكررة مع الجهاديين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما هو حال جزء كبير من القوقاز. وتم قمع هذا التمرد الإسلامي من قبل القوات الروسية بعد قتال استمر لسنوات عدة، ولم تشهد روسيا بعد ذلك أي هجمات مماثلة.