وأضاف بزشكيان، في أول خطاب له عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية: “لست معصوماً من الخطأ، والعمل في هذه الظروف صعب جداً.. أصواتكم أمانة في عنقي”. وقال: “أرجو أن يتناغم البرلمان مع الحكومة القادمة لتخطي العقبات”، لافتاً إلى أنه “يجب أن نفتح عهداً جديداً لنبني هذا الوطن من جديد”.
ونوَّه بأن “شعب إيران اتخذ خطوة كبيرة عبر مشاركته في الانتخابات الرئاسية. جميع أفراد الشعب سواسية أمامي، ونحاول أن نفك العقد واحدة بعد الأخرى”. وشدد على أن “الشعب الإيراني أثبت بحضوره في الساحات قدرته على تحقيق الإنجازات”.
وفي تصريح سابق، السبت، قال بيزشكيان: “نمد يد الصداقة للجميع، وكلنا أبناء هذا البلد”.
وفي منشور على منصة “إكس”، حثّ بيزشكيان الإيرانيين على التمسك به في “الطريق الصعب”، قائلاً: “إلى الشعب الإيراني العزيز: انتهت الانتخابات، وهذه مجرد بداية لعملنا معاً. أمامنا طريق صعب. ولا يمكن أن يكون سلساً إلا بتعاونكم وتعاطفكم وثقتكم”. وأضاف: “أمد يدي إليكم وأقسم بشرفي أني لن أتخلى عنكم في هذا الطريق. فلا تتركوني”.
55% من الأصوات
وكانت وزارة الداخلية الايرانية، أعلنت السبت، فوز الإصلاحي مسعود بزشكيان بالجولة الثانية من انتخابات الرئاسة بعد حصوله على نحو 55% من أصوات الناخبين، مقابل 45% لمنافسه العضو السابق في “الحرس الثوري” الإيراني، المحافظ المتشدد سعيد جليلي.
وحسب البيانات الرسمية الإيرانية، فقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 49.8%، وهو ما يزيد على مثيلتها في الجولة الأولى من السباق.
وفوز بيزشكيان، وزير الصحة السابق في حكومة الرئيس الإيراني محمد خاتمي، كرر سيناريو انتخابات عام 1997، والتي أتت بأول رئيس إصلاحي خارج التوقعات، هو خاتمي نفسه.
كما نال دعم شخصيات معتدلة وإصلاحية أخرى خلال حملته الانتخابية، جاء في مقدمتهم وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، الذي توصل إلى الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران في عام 2015 مع القوى العالمية، والذي شهد رفع العقوبات مقابل تقليص البرنامج النووي بشكل كبير.
ولقيت هذه الإنتخابات متابعة دقيقة في الخارج، إذ إنّ إيران، القوّة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب كثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب في غزة إلى الملفّ النووي الذي يُشكّل منذ سنوات عدّة مصدر خلاف بين الجمهوريّة الإسلاميّة والغرب ولا سيما الولايات المتحدة.
وتعهد بيزشكيان التفاوض مع واشنطن لإحياء المفاوضات حول النووي الإيراني بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة في العام 2018 بقرار اتّخذه دونالد ترامب الذي كان رئيسا للبلاد حينها وإعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران.
تهنئة من عدة دول
وهنّأت كلّ من السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة السبت، بيزشكيان لفوزه.
وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في برقية تهنئة للرئيس الإيراني المنتخب “بمناسبة فوزكم بالانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يسرّنا أن نبعث لفخامتكم أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالتوفيق والسداد”.
وأكّد تطلّع بلده “إلى الاستمرار في تنمية العلاقات التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، ومواصلة التنسيق والتشاور في سبيل تعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي”.
أمّا الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فكتب على منصة إكس “أتمنى لـ(مسعود بيزشكيان) التوفيق في خدمة بلاده وتحقيق تطلعات شعبها، وأتطلع للعمل معه لما فيه الخير لبلدينا وشعبينا”.
وبدورها هنأت الكويت الرئيس الإيراني الجديد، وتمنى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح “للجمهورية الإسلامية الإيرانية المزيد من الرقي والازدهار”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) السبت.
كما تمنّى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “للعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والنماء”.
ومن جانبه، هنأ العراق الرئيس الايراني الجديد، وعبَّر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن تمنياته له بالنجاح والتوفيق في مهامه، مؤكداً عمق العلاقات بين البلدين الجارين الصديقين، وأهمية مواصلة التنسيق بأعلى المستويات، وفي المجالات كافة، وبما يخدم المصالح المشتركة. فق بيان صدر عن مكتبه الاعلامي.
بدوره، أعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ عن “استعداده للعمل مع الرئيس (الإيراني الجديد) لقيادة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران نحو تقدّم أعمق”.
وأكّد كذلك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على منصة إكس تطلعه “إلى العمل بشكل وثيق مع” بيزشكيان “لتعزيز علاقتنا الثنائية الدافئة وطويلة الأمد لصالح شعوبنا والمنطقة”.
وهنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيزشكيان، قائلًا “آمل أن تسهم ولايتكم الرئاسية في تعزيز مستقبليّ لتعاون ثنائي بنّاء وشامل لصالح شعبينا الصديقَين”.
وأكّد الرئيس السوري بشار الأسد السبت حرص دمشق على تعزيز العلاقة الاستراتيجية مع طهران إحدى أبرز داعميها منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من 13 عاماً.