تصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري نتائج الإنتخابات التشريعية في فرنسا، متبوعاً بتحالف الرئيس إيمانويل ماكرون (معاً)، فيما حل اليمين المتطرف ثالثاً حسب تقديرات لمعهد إيبسوس-تالان. وشهدت الدورة الثانية مشاركة قياسية من قبل الناخبين الفرنسيين.
أظهرت النتائج الأولية للجولة الثانية من الإنتخابات التشريعية الفرنسية، حتى الساعة العاشرة مساءً بتوقيت فرنسا، تصدر تحالف “الجبهة الشعبية الجديدة” اليساري، حيث حصد 190 مقعداً في البرلمان الفرنسي.
وبينت النتائج أيضاً، حلول تحالف الوسط “معاً من أجل الجمهورية” المدعوم من الرئيس إيمانويل ماكرون في المركز الثاني، لينالوا 165 مقعداً.
في المقابل، أخفق تحالف أقصى اليمين في الحصول على الأغلبية، حسبما كانت تتوقع بعض إستطلاعات الرأي، لينال 135 مقعداً.
ووفق هذه النتائج، لن تستطيع أي من الكتل الثلاث الحصول على غالبية مطلقة في البرلمان.
نسب مشاركة عالية
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية في وقت سابق إن نسبة المشاركة في الدور الثاني من الانتخابات بلغت 59.71% حتى الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، وهي النسبة الأعلى في أي انتخابات سابقة منذ 1981.
وقدرت استطلاعات رأي نشرتها وسائل إعلام فرنسية أن تبلغ نسبة المشاركة النهائية أكثر من 67% بقليل عند إغلاق مراكز الاقتراع في تمام الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (+2 حسب توقيت غرينتش). وقد يستمر الاقتراع في المدن الكبرى لساعة إضافية أو ساعتين، في حد أقصى.
وينتظر بعد نهاية الاقتراع أن يجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئيس وزرائه غابرييل أتال لمتابعة النتائج. وذكرت مصادر صحفية من محيط الرئيس الفرنسي أنه قد يلقي كلمة مباشرة بعد إعلان النتائج.
إنتشار أمني
من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أول أمس الجمعة لشبكة “بي إف إم تي في” المحلية إنه “سيتم نشر 30 ألف ضابط من الشرطة والدرك، من بينهم 5 آلاف في باريس، مساء اليوم الأحد”.
وترجح السلطات حدوث توتر وأعمال عنف في العاصمة، وكذلك في مدن أخرى مثل ليون ونانت ورين، حيث توجد مجموعات من اليمين المتطرف واليسار المتطرف. وذكرت الشبكة أن المتاجر في باريس غطت نوافذها بالحواجز لتجنب الأضرار.
وتوجه منذ ساعات الصباح الأولى اليوم نحو 49.5 مليون ناخب فرنسي إلى صناديق الاقتراع لتحديد النواب الـ501 الذين سيمثلونهم في البرلمان لمدة 5 سنوات، إلى جانب النواب الـ76 الذين تم انتخابهم في الجولة الأولى.
ويتنافس في هذه الجولة الثانية 1094 مرشحاً، ويتعين على الأحزاب أو التحالفات أن تصل إلى 289 نائبا للحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان المكون من 577 مقعداً.
حل البرلمان
وجاءت هذه الانتخابات بعد أن أعلن ماكرون في التاسع من يونيو/حزيران الماضي حل البرلمان والدعوة لاقتراع مبكر، وذلك بعد أن فاز حزب التجمع الوطني بأكثر من 31% من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي، وهزيمة كتلة الوسط التابعة للرئيس.
وحصل حزب التجمع الوطني على 29.5% من الأصوات بمفرده في الجولة الأولى التي جرت يوم 30 يونيو/حزيران، وهو معدل يرتفع إلى أكثر من 33% عندما ينضم إلى حلفائه، وفقا لنتائج الانتخابات الرسمية.
وحصل الحزب وحده على أكثر من 9.37 ملايين صوت، مما منحه 37 مقعدا في البرلمان. في حين حصل تحالف اليسار على 27.99% (أكثر من 8.9 ملايين صوت)، ليحتل المركز الثاني بـ32 مقعدا.
أما تحالف الوسط “معا من أجل الجمهورية” المدعوم من ماكرون، فاحتل المركز الثالث بحصوله على ما يزيد قليلا عن 20% (أكثر من 6.4 ملايين صوت)، ليحصل على مقعدين فقط.