ذكرت مجلة “نيوزويك” الأميركية أن القوات الأوكرانية أسقطت مجموعة من القنابل الإنزلاقية أميركية الصنع، ما أودى بحياة 40 جندياً روسياً في كورسك. وفي حين أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، أوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن قيمتها 125 مليون دولار، بالتزامن مع فرض عقوبات أميركية على مئات الكيانات والأشخاص بسبب دعمهم المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، التي أعلنت صد عشرات الهجمات الروسية، فيما أعلنت موسكو “القضاء على مجموعات تخريب أوكرانية، بمقاطعة كورسك”.
ولفتت مجلة “نيوزويك”، إلى شريط فيديو نشرته القوات المسلحة الأوكرانية، يُظهر إسقاط قنابل أميركية عالية الدقة من طراز” جي بي يو-39″ على قاعدة عسكرية روسية في منطقة كورسك، كما أظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الإجتماعي إنفجارات متعددة وأعمدة كثيفة من الدخان الرمادي تتصاعد فوق سماء معقل فصيلة من القوات الروسية.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه إستخدم قنابل إنزلاقية دقيقة أميركية الصنع لضرب أهداف في منطقة كورسك الروسية. وقال قائد القوات الجوية الأوكرانية، الفريق ميكولا أوليشوك، في فيديو صدر مساء أمس الأول الخميس، إن القنابل من طراز “جي بي يو-39″التي زوّدت الولايات المتحدة بها أوكرانيا، إستُخدمت في الهجوم على قاعدة روسية في كورسك، وذلك ضمن عملية تسلل عبر الحدود نفذتها القوات الأوكرانية في 6 أغسطس/آب.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان نشرته على تليغرام: “أصيبت نقطة مراقبة الطائرات بدون طيار ووحدة الحرب الإلكترونية والمعدات والأسلحة وما يصل إلى 40 عسكرياً روسياً”.
والقنابل الإنزلاقية هي قنابل قياسية تم تعديلها بأجنحة وأنظمة ملاحة، ما يسمح لها بالانزلاق نحو الهدف. وتسمح التعديلات للقنابل الإنزلاقية بالسفر لمسافات أبعد وتكون أكثر دقة من القنابل غير الموجهة.
في ذكرى الإستقلال.. زيلينسكي يتوعد بشن هجمات أخرى ضد روسيا (فيديو)
مساعدات أميركية جديدة
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قيمتها 125 مليون دولار.
وعشية ذكرى إستقلال أوكرانيا عن الإتحاد السوفياتي السابق والتي تصادف اليوم السبت، أجرى بايدن إتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أعلن خلاله تقديم مساعدات عسكرية أميركية جديدة لكييف في مواجهة روسيا، حسب ما أفاد البيت الأبيض في بيان الجمعة.
وحسب بيان صادرعن البيت الأبيض أمس، قال بايدن إن حزمة المساعدات الجديدة تشمل “صواريخ دفاع جوي لحماية البنى التحتية الأوكرانية الحيوية، وتجهيزات مضادة للطائرات المسيرة، وصواريخ مضادة للدروع للحماية في مواجهة تكتيكات روسيا في الميدان، وذخيرة للجنود على خط الجبهة وأنظمة صاروخية متنقلة لحمايتهم”.
وأضاف بايدن “لن تنتصر روسيا في هذا النزاع، وسوف ينتصر شعب أوكرانيا المستقل، وستواصل الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا الوقوف معه في كل خطوة على الطريق”. وشكر زيلينسكي بايدن على حزمة المساعدات الجديدة، وأكد عبر منصة “إكس” حاجة أوكرانيا “إلى تسلم الأسلحة المعلنة بشكل عاجل، خصوصا الدفاعات الجوية الإضافية، لتتمكن من أن تحمي بشكل موثوق به مدننا ومجتمعاتنا والبنى التحتية الحيوية”.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن قيمة حزمة المساعدات المقدمة إلى أوكرانيا تبلغ 125 مليون دولار، وتتكون من عناصر مأخوذة من المخزونات الأميركية، وتوفر لكييف “قدرات إضافية لتلبية احتياجاتها الأكثر إلحاحاَ”.
وقال “البنتاغون” أمس إن إدارة بايدن ترسل حوالي 125 مليون دولار مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، حتى مع عمل واشنطن على فهم أفضل لتوغل كييف في روسيا، وكيفية تقدم أهداف ساحة المعركة الأوسع بعد أكثر من عامين من الحرب.
والولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيسي لأوكرانيا، كما تقدم بريطانيا وفرنسا وألمانيا لأوكرانيا مساهمات مهمة. ومع أحدث حزمة من المساعدات، يرتفع إجمالي مبلغ المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا إلى أكثر من 55.7 مليار دولار منذ غزو روسيا في فبراير/شباط 2022.
عقوبات على روسيا
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة بايدن فرضت عقوبات على أكثر من 400 كيان وشخص بسبب دعم المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا، من بينهم شركات صينية يعتقد مسؤولون أميركيون أنها تساعد موسكو في تفادي العقوبات الغربية، وتعزيز جيشها. وقالت، في بيان أمس، “لطالما حذرت واشنطن بكين من دعمها لقاعدة صناعة الدفاع الروسية، وفرضت بالفعل مئات العقوبات التي تستهدف تقييد قدرة موسكو على استغلال بعض التقنيات لأغراض عسكرية”.
وأوضحت أن العقوبات “تتضمن تدابير ضد شركات في الصين ضالعة في شحن قطع غيار آلات وأجهزة إلكترونية دقيقة إلى روسيا، وشبكات عابرة للحدود متورطة في شراء ذخيرة وغيرها من المواد لروسيا، ومتهمة بغسل الذهب لصالح شركة خاضعة لعقوبات”. وشددت على أن هذه العقوبات تشمل إجراءات تستهدف خنق قطاع الطاقة في روسيا، وتستهدف شركات في عدد من الدول بآسيا الوسطى، تعتقد واشنطن أنها تساعد روسيا على تفادي العقوبات.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد حذرت، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، البنوك من أن إستمرار المعاملات في اقتصاد الحرب الروسي قد يفصلها عن النظام المالي القائم على الدولار.
هجمات ومكاسب
ميدانياً، واصلت القوات الروسية تحقيق مكاسب ميدانية في الشرق الأوكراني مؤكدة أنها تلحق خسائر فادحة بالأوكرانيين وتمنع محاولاتهم التقدم في عمق الأراضي التي سيطرت عليها موسكو.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على من وصفتها بمجموعات تخريب واستطلاع أوكرانية في منطقة “كاميشوفكي”، بمقاطعة كورسك الروسية. وأكدت أن القوات الروسية صدت هجمات أوكرانية في 7 مناطق بالمقاطعة، وقالت إنّ قواتها قتلت 400 عسكري أوكراني خلال يوم واحد في منطقة “كاميشوفكي”، ودمرت 17 آلية عسكرية أوكرانية، كما أعلنت تدمير 7 مسيرات أوكرانية في مقاطعات فورونيج وبريانسك وبيلغورود.
من جانبه، أعلن حاكم مقاطعة فورونيج ألسنكدرغوسيف إصابة مدنيين إثنين بجروح جراء هجوم بمسيرة أوكرانية، مشيراً إلى إعلان حالة الطوارئ بمنطقة أوستروغوجسكي بالمقاطعة للتعامل مع حريق شب جراء قصف بمسيرة.
على الجانب الآخر، أعلنت السلطات الأوكرانية، أمس الجمعة، أن ضربات روسية تسببت بمقتل 8 مدنيين في 4 مناطق بشرق أوكرانيا وجنوبها.
وبحسب السلطات المحلية، قُتل شخصان أمس في ضربة بمنطقة سومي الحدودية المقابلة لمنطقة كورسك في روسيا، حيث تقود أوكرانيا هجوما على نطاق غير مسبوق منذ أكثر من أسبوعين، وقالت الشرطة الأوكرانية إن 4 مدنيين أصيبوا أيضا في المنطقة نفسها.
وفي مسافة أبعد قليلاً إلى الشرق، قُتل مدنيان في بلدة بمنطقة خاركيف، حسب ما أعلن الحاكم أوليغ سينيغوبوف عبر تليغرام، وأضاف أنه تم “انتشال جثة أخرى من تحت الأنقاض”، في إشارة منه إلى هجوم وقع في وقت سابق من الأسبوع بمنطقة أخرى.
وأعلن الجيش الأوكراني، يوم الجمعة، أن قواته صدت عشرات الهجمات الجديدة التي شنتها القوات الروسية في شرقي أوكرانيا، في حين تسعى القوات الروسية إلى توسيع مكاسبها الإقليمية التي حققتها مؤخراً.
وأفادت هيئة الأركان العامة بكييف في تقريرها اليومي عن الوضع بورود تقارير عن وقوع ما إجماله 79 هجوما روسيا، بعضها باستخدام المدفعية والدعم الجوي، من جميع الجبهات في شرقي أوكرانيا، وأفادت التقارير بأن النقطة المحورية كانت مجددا في المنطقة حول بوكروفسك على أطراف دونباس.
تبادل أسرى
وفي موسكو، أعلنت روسيا عن صفقة تبادل مع أوكرانيا شملت 115 أسير حرب من كل جانب، موضحة أن المجندين الروس أسروا خلال الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الحدودية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه “في ختام عملية تفاوض، تمت إعادة 115 عسكريا روسيا اعتقلوا في منطقة كورسك من الأراضي الخاضعة لسيطرة نظام كييف. في المقابل، تم تسليم 115 أسير حرب من القوات المسلحة الأوكرانية”.
بدوره أكد زيلينسكي عودة “115 من المدافعين عنا إلى وطنهم. هم جنود من الحرس الوطني والقوات المسلحة والبحرية وحرس الحدود الوطني”.
وبشكل مفاجئ، توغل آلاف الجنود الأوكرانيين في السادس من الشهر الجاري في كورسك، وتقول كييف إن قواتها سيطرت حتى الآن على 1250 كيلومتراً مربعاً تضم 82 بلدة وقرية، وإن الهدف من العملية إنشاء ما تسميها منطقة عازلة داخل الأراضي الروسية.
المصدر: بابليك برس + وكالات