قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أنقذت رهينة من جنوب قطاع غزة مشيراً إلى أنه جرى تحرير فرحان القاضي في “عملية معقدة” وأن حالته الصحية جيدة، في حين تحدثت تقارير عن تمكنه من الفرار من محتجزيه وأخرى عن العثور عليه وحيداً دون حراس. ولا يزال 108 رهائن إسرائيليين وأجانب في القطاع قُتل نحو ثلثهم ويبقى مصير الآخرين مجهولاً.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن قواته “أنقذت الأسير فرحان القاضي وهو على قيد الحياة” وأنه جرى نقله لمواصلة الفحوص بمستشفى سوروكا، في حين لم يصدر حتى الآن أي بيان من فصائل المقاومة الفلسطينية التي تخوض مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة لليوم الـ326.
وقال المتحدث العسكري دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي “لا يمكن الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بعملية استعادة المختطف”. وأكد أنهم يعملون على إعادة كل الأسرى، وأنه “لا يزال 108، منهم نساء، محتجزين في غزة”. كما نقلت “رويترز” عن الجيش الإسرائيلي أن قايد فرحان القاضي (52 عاماً)، وهو بدوي من جنوب إسرائيل، إنتقل إلى مستشفى وحالته مستقرة.
بدروه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه في إطار ما سماها عمليات الجيش الجريئة والحازمة “تمكنا من إنقاذ الرهينة فرحان القاضي، وملتزمون باستغلال كل فرصة لإعادة المختطفين إلى منازلهم”.
ومن جانبه، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو أجرى إتصالًا مع “المختطف المحرر وهنأه”، بينما قالت هيئة الأسرى الإسرائيليين إن الطريق الوحيد والآمن لإعادة جميع “المخطوفين” هو إنجاز صفقة تبادل. وأضاف نتنياهو أنه يعمل على إعادة الأسرى من خلال المفاوضات وما سماها عمليات التحرير، وأن ذلك يتطلب “الوجود العسكري في الميدان”، في حين قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن عملية الإنقاذ تمثل “لحظة فرح لدولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي ككل”.
أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد فشكك في إمكانية إستعادة الأسرى عبر العمليات العسكرية، قائلاً “لن نتمكن من إعادة 108 مختطفين من غزة عبر عمليات خاصة”، مضيفاً أن الأسرى “ليس لديهم وقت ويجب إبرام الصفقة الآن وإعادتهم”.
“وجدوه مصادفة”
في السياق، قالت صحيفة “هآرتس” إن المحتجز فرحان القاضي إستطاع الفرار من محتجزيه داخل نفق في غزة قبل أن تتمكن قوات الجيش من إنقاذه، أما “نيويورك تايمز” فنقلت عن مسؤولين إسرائيليين أن الأسير فرحان القاضي عثر عليه مصادفة خلال عملية للسيطرة على أنفاق جنوب غزة وأن فريق الكوماندوز الإسرائيلي عثر عليه وحيدا من دون حراس.
وقدم إعلام إسرائيلي رواية مفادها أن القاضي إستطاع الفرار من محتجزيه، قبل أن يعيده الجيش، وهو ما يناقض الرواية الرسمية، ليثير ذلك تفاعل ناشطين على منصات التواصل بشأن إعلان الجيش الإسرائيلي إستعادة الأسير وتضارب روايته مع ما نقله إعلام عبري.
الإنجاز العسكري الزائف الذي يحاول الاحتلال ترويجه عبر إعلامه والرزايا فيما يتعلق بتحرير الأسير فرحان القاضي هو بحاجة لبعض النقاط التي أفندها هنا:
معلومة 1:
لم يكن هناك مواجهات قبل تحرير الأسير فرحان القاضي من النفق في جنوب غزة.معلومة 2:
كان الأسير داخل نفق وحده وبلا حراسة، وتم… pic.twitter.com/NaF6JHY8tI— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) August 27, 2024
وكانت إسرائيل أعلنت في أواخر الشهر الماضي إستعادة جثث 5 أسرى محتجزين بينهم 4 جنود خلال عملية في خان يونس، وسبق ذلك إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقتل أسيرين إسرائيليين بقصف للجيش الإسرائيلي على مدينة رفح.
والأسبوع الماضي، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) تمكّنا من إنتشال 6 جثث لمحتجزين من قطاع غزة في أحد الأنفاق بمنطقة خان يونس، وسط تقارير بأنهم كانوا على قيد الحياة يوم أسرهم ولم يُعرف سبب وفاتهم في الأسر.
ولاحقاً، قالت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الثلاثاء، إنه يجري فحص جثث 6 من الأسرى الذين أُعلنت إستعادتهم من غزة، للتأكد من إحتمال مقتلهم بنيران الجيش الإسرائيلي، بينما تصاعدت حدّة الانتقادات الداخلية الموجهة إلى الحكومة، وسط تزايد الدعوات لإبرام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية.
وقد حمّلت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومةَ نتنياهو المسؤولية عن وفاة ذويهم بالقطاع، قائلةً “يقع على عاتق السلطات إلتزام أخلاقي بإعادة جميع القتلى لدفنهم وإعادة جميع المختطفين الأحياء لإعادة تأهيلهم”، وفق بيانها.
المصدر: بابليك برس + وكالات