أطلق الجيش الإسرائيلي منذ ساعات الفجر الأولى، اليوم الأربعاء، عملية عسكرية واسعة تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للإقتحامات وتنفيذ عمليات نوعية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش أطلق على العملية إسم “مخيمات الصيف”.
وتعليقاً على هذه الحملة العسكرية، أكدت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن العملية التي بدأها الجيش شمالي الضفة هي الأوسع منذ عملية “السور الواقي” في عام 2002، وأنها تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة. كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن العملية واسعة وعلى مستوى فرقة عسكرية. وقالت إن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) وقوات “المستعربين” إنضمت للجيش في عملياته، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي يستخدم مروحيات ومقاتلات بشكل واسع.
من جهتها، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الجيش إستنفر آلاف الجنود من وحدات خاصة إستعداداً لهذه العملية الواسعة والتي تستهدف أساساً مدناً شمالي الضفة، وإن وحدات خاصة من الجيش وحرس الحدود ووحدة تابعة للشاباك تشارك فيها. وأكدت أن عدداً كبيراً من الجنود وصلوا إلى مخيم الفارعة في طوباس على متن مروحيات عسكرية.
وفي إشارة إلى الأسباب الكامنة وراء إطلاق هذه العملية العسكرية الواسعة، نقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين أن “الوضع في الضفة الغربية بات مصدر قلق جدي لإسرائيل”.
تغطية صحفية: تعزيزات عسكرية للاحتلال برفقة جرافات تقتحم مدينة جنين pic.twitter.com/0V5vZwcVhf
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 27, 2024
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 11 شهيداً سقطوا في إجتياح قوات الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية، وذكرت تقارير فلسطينية أن الشهداء مقاومون في الفصائل الفلسطينية، وأنه تم إستهدافهم بالطائرات المسيرة.
وفي طولكرم شمال غربي الضفة، إندلعت إشتباكات مسلحة بين فصائل فلسطينية والجيش الإسرائيلي في مخيم نور شمس شرقي المدينة.
رعب المخيمات
وأطلقت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، على المعركة التي تخوضها المقاومة إسم “رعب المخيمات”، وأوضحت السرايا أن مقاتليها “سيذيقون العدو رعب المخيمات وسيعلم جنوده ما ينتظرهم من جحيم”.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها إن “الإحتلال يسعى من خلال هذا العدوان إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة لفرض وقائع ميدانية جديدة”. وأشارت إلى أن “الحملة العسكرية الواسعة تأتي في سياق مخططات العدو لفرض السيطرة على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك”.
مخاوف من التهجير
ومع بدء العملية الإسرائيلية ظهرت على السطح مخاوف من تهجير الفلسطينيين من الضفة، خاصة وأن العملية الإسرائيلية تستهدف المناطق التي تمتاز بالكثافة السكانية المرتفعة للفلسطينيين، وقد قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه يجب على الجيش الإسرائيلي التعامل مع الضفة “تماماً كما نتعامل مع البنية التحتية في غزة، بما في ذلك إخلاء مؤقت للسكان وأي خطوات قد تكون مطلوبة”.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه من المحتمل “أن يتم تنفيذ إخلاء منظم للسكان الفلسطينيين المدنيين وفقاً لمراكز القتال المتوقعة” خلال العلمية العسكرية.
وكشف حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن “الإحتلال يحاول تهجير سكان مخيمات الضفة الغربية”، وأشار في تصريحات صحفية إلى أن “الإحتلال عمد إلى إضعاف السلطة الفلسطينية”.
وأشارت القناة الـ14 إلى أن الجيش الإسرائيلي سيقوم “بتفتيش المرضى الفلسطينيين الذين سيدخلون إلى المشافي المحاصرة في طولكرم وجنين”.
تغطية صحفية: تعزيزات عسكرية للاحتلال تقتحم مدينة طولكرم pic.twitter.com/Slr09ZvJ0t
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 28, 2024
عمليات المقاومة
ورداً على عملية الجيش الإسرائيلي، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى عن عمليات إطلاق نار وإشتباكات وإستهداف آليات عسكرية إسرائيلية.
ووثقت مشاهد مصورة بثتها وسائل إعلام فلسطينية وناشطون إعطاب جرافة وإستهداف آليات للجيش الإسرائيلي بالعبوات الناسفة.
فقد قالت سرايا القدس إن مقاتليها “إستهدفوا قوة مشاة تابعة للعدو بعبوة شديدة الانفجار في مخيم نور شمس” في طولكرم، كما أعلنت “تفجير عبوة ناسفة بجرافة عسكرية للإحتلال بالمخيم”. وذكرت أن مقاتليها تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار في جرافة عسكرية في محور شارع نابلس، وحققت “إصابات مباشرة في صفوف طاقمها وأخرجناها عن الخدمة”.
وقالت كتائب شهداء الأقصى إن مقاتليها يتصدون “لإقتحام قوات العدو لمخيم نور شمس بوابل كثيف من الرصاص والعبوات الناسفة”. كذلك، إستهدف مقاومون القوات الإسرائيلية بعبوات ناسفة محلية الصنع وشديدة الإنفجار في محيط مخيم نور شمس.
وفي السياق ذاته، أعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس أن مقاتليها “أسقطوا مسيرة إسرائيلية في محور المنشية”. كما قالت إن مقاتليها تمكنوا من “إستهداف نقاط تمركز القناصة المتحصنة داخل أحد المنازل في مخيم نور شمس وإمطارهم بزخات من الرصاص المباشر محققين إصابات محققة”.
تغطية صحفية: جرافات الاحتلال تدمر وتجرف مدخل مخيم نور شمس بطولكرم. pic.twitter.com/jZhD1xOBDx
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 28, 2024
وفي جنين قالت “سرايا القدس-كتيبة جنين” إنها تخوض “إشتباكات ضارية مع قوات العدو في الخط الغربي، ويمطر مجاهدونا آلياته وجنوده بالرصاص محققين إصابات”.
بدورها، أعلنت “كتائب القسام-جنين” أن مقاتليها “يخوضون رفقة إخوانهم في الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة إشتباكات عنيفة مع قوات الإحتلال”. وأضافت أن المقاتلين “فجروا في جنين عبوات ناسفة محلية الصنع وشديدة الإنفجار بالآليات العسكرية المقتحمة”.
كما إستهدف شبان فلسطينيون جنود الجيش الإسرائيلي بقنبلة محلية الصنع عند مدخل مخيم العروب شمال مدينة الخليل جنوب الضفة.
ودارت إشتباكات وووقعت تفجيرات بعبوات ناسفة في بلدات سالم وقصرة وبيت فوريك جنوب وشرق مدينة نابلس، وكذلك في مدينة طوباس ومخيم الفارعة، وأيضاً في مدينة ومخيم جنين وبلدتي سيلة الحارثية وقباطية.
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعداً في عمليات الإقتحام، لكن الوضع تصاعد أكثر منذ أن شنت إسرائيل حربها المدمرة والمتواصلة قبل 10 أشهر على قطاع غزة.
ووفق مصادر رسمية فلسطينية، فقد خلفت الاعتداءات الإسرائيلية على سكان الضفة أكثر من 640 شهيدا ونحو 5400 جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
1 thought on “الجيش الإسرائيلي يطلق عملية عسكرية واسعة بالضفة الغربية (فيديو)”
Comments are closed.