أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن الفرقة 98 أنهت مهمتها في خان يونس ودير البلح في قطاع غزة، بعدما خلّف توغله في المنطقتين دماراً واسعاً، في حين إستشهد أكثر من 20 فلسطينياً جراء القصف المتواصل على عدة مناطق في القطاع. في الأثناء، وافقت إسرائيل وحركة حماس على هدن مؤقتة في غزة لإطلاق حملة تلقيح ضد شلل الأطفال.
ووفق بيان الجيش الإسرائيلي، أنهت الفرقة مهمتها التي إستمرت نحو شهر “بالقضاء على 250 مسلحاً فلسطينياً، وتدمير 6 أنفاق هجومية بطول 6 كيلومترات، وإنتشال جثث 6 أسرى إسرائيليين”، وستقوم هذه الفرقة بمهمات أخرى، من دون تحديد طبيعتها.
وقال الناطق العسكري الإسرائيلي أنه سيُسمح للفلسطينيين بالعودة لبعض المربعات السكنية التي تم تهجريهم منها، وبينها أحياء حمد والجلاء والقرارة في خان يونس.
كذلك، إنسحب الجيش الإسرائيلي من عدة مناطق في خان يونس بعد عملية عسكرية إستمرت 22 يوماً. وانتشلت طواقم الإسعاف جثث 9 شهداء من الأحياء والشوارع التي شملها الإنسحاب شرقي المدينة.
من جانبها، قالت مصادر فلسطينية للجزيرة إن بين المناطق التي إنسحب منها الجيش الإسرائيلي حي المحطة وشارع 5، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي خلّف دماراً كبيراً في تلك المناطق.
وفي السياق، ذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الجيش الإسرائيلي تراجع إلى الأطراف الشرقية للمدينة، ونقلت عن سكان أنه تم أنتشال 10 جثث لشهداء. كذلك نقلت الوكالة عن شهود أن الإنسحاب الإسرائيلي كشف عن دمار هائل في مئات المباني السكنية وفي البنية التحتية.
وتتعرض خان يونس منذ أيام لقصف مكثف أوقع أعداداً كبيرة من الشهداء، وذلك بالتوازي مع توغلات متكررة في عدد من أحيائها.
هدن مؤقتة
إلى ذلك، وافقت حركة حماس وإسرائيل على ثلاث هدن منفصلة مؤقتة في أماكن محددة، تستمر لثلاثة أيام في قطاع غزة للسماح بتلقيح نحو 640 ألف طفل ضد شلل الأطفال، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية الخميس.
وحسب ممثل المنظمة في الضفة الغربية وغزة ريك بيبركورن، حملة التطعيم هاته من المقرر أن تبدأ الأحد. وأوضح أن الاتفاق يقضي بأن تكون فترات الهدن بين الساعة السادسة صباحا والثالثة عصرا بالتوقيت المحلي (03:00-12:00 بتوقيت غرينتش).
وأضاف أن الحملة ستبدأ في وسط غزة بهدنة مؤقتة في القتال لمدة ثلاثة أيام، ثم تنتقل إلى جنوب غزة، حيث سيكون هناك هدنة أخرى لمدة ثلاثة أيام، يليها شمال غزة. وأوضح بيبركورن أن هناك اتفاقا على تمديد الهدنة الإنسانية في كل منطقة ليوم رابع إذا لزم الأمر.
إجتماع لمجلس الأمن
وأكدت منظمة الصحة العالمية في 23 أغسطس/ آب أن طفلاً واحداً على الأقل أصيب بفيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، وهي أول حالة من هذا النوع في المنطقة منذ 25 عاماً. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا في وقت لاحق من اليوم الخميس بشأن الوضع الإنساني في غزة.
وقال باسم نعيم القيادي في حماس لرويترز: “نحن مستعدون للتعاون مع المنظمات الدولية لتأمين هذه الحملة التي تخدم وتحمي أكثر من 650 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة”.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن التنسيق مع الفلسطينيين أمس الأربعاء إن حملة التطعيم ستتم بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي “ضمن هدن إنسانية روتينية ستسمح للسكان بالوصول إلى المراكز الطبية حيث سيتم إعطاء التطعيمات”.
شهداء وجرحى
في غضون ذلك، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي، اليوم الجمعة، غارات جوية وقصفاً مدفعياً على مناطق مختلفة، من جباليا شمالاً إلى خان يونس ورفح جنوباً مروراً بوسط القطاع.
وقالت مصادر طبية للجزيرة إنه تم نقل جثامين 29 شهيداً إلى مستشفيات قطاع غزة منذ فجر اليوم 17 منهم من خان يونس ورفح.
واستهدف القصف الإسرائيلي بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، منطقة المواصي غربي رفح، شارع العجارمة في مخيم جباليا شمالي القطاع.
وبالتوازي تعرضت الأحياء الجنوبية لمدينة غزة مثل حيي تل الهوى والصبرة لقصف مدفعي. وفي وسط القطاع، إستهدف القصف مخيم المغازي، منطقة المصدر، منطقة الدعوة وشمالي مخيم النصيرات.
وكان القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أمس الخميس أوقع 54 شهيداً وعشرات الجرحى، وفقاً لمصادر طبية.
دمار كبير
في الأثناء، أظهرت مقاطع مصورة دماراً كبيراَ في الأحياء السكنية والبنية التحتية في المناطق الشرقية لدير البلح إثر إنسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة.
وبعد توغله في المنطقة طوال أيام، دمر الجيش الإسرائيلي حي القسطل والأبراج السكنية والمنازل والبنية التحتية.
وعلى مدى أيام، نفذ الجيش الإسرائيلي قصفاً مكثفاً على الأحياء الشرقية لدير البلح، وهجّر عشرات الآلاف من السكان باتجاه وسط المدينة التي باتت تؤوي نحو مليون شخص، بحسب السلطات المحلية.
ووفقا لبلدية دير البلح، تسببت عمليات التهجير الإسرائيلية في نزوح نحو 250 ألف شخص وتوقف 25 مركز إيواء عن العمل.
معارك ضارية
وفي تطورات المعارك، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الخميس أنها استهدفت تجمعات للجيش الإسرائيلي في موقع “مارس” العسكري شرقي خان يونس بصواريخ من عيار 107.
وكانت كتائب القسام قد خاضت إشتباكات ضارية وسط قطاع غزة وجنوبه، وبثت صوراً قالت إنها لعملية قنص أحد جنود الجيش الإسرائيلي وقتله في مبنى في الأطراف الجنوبية لحي الزيتون جنوبي غربي مدينة غزة.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته تواصل عملياتها العسكرية في مناطق متفرقة بقطاع غزة، وتحدث عن قتل عشرات المسلحين في مناطق رفح وخان يونس ومشارف دير البلح.
كما تحدث الجيش الإسرائيلي عن حملات دهم لمواقع وسط القطاع، وعن قصف طائراته نحو 40 هدفا بينها مبان عسكرية ونقاط إطلاق قذائف وبنية تحتية.
المصدر: بابليك برس + الجزيرة + وكالات