في أول مقابلة لها مع شبكة إعلامية كبرى منذ أن أصحبت مرشحة الحزب الديقراطي لإنتخابات الرئاسة الأميركية، صرحت كامالا هاريس أنها تتعهد باتباع نهج أكثر صرامة تجاه الهجرة على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، وأنها لن تحجب الأسلحة عن إسرائيل. وفي حين علق المرشح الجمهوري دونالد ترامب على مقابلتها بكلمة واحدة، “مملة!”، كشف موقع “أكسيوس” إن حملة هاريس تشهد توترات داخلية بين الفصائل المختلفة التي تشكل فريقها.
وجاءت تصريحات هاريس خلال مقابلة أجرتها معها شبكة “سي أن أن” على هامش جولة إنتخابية في جورجيا، الولاية الرئيسة جنوب البلاد. وسعت هاريس إلى إظهار قدرتها على التعامل مع القضايا على الساحة ومنح الأميركيين نبذة عن مواقفها السياسية قبل نحو شهرين من إنتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوضحت أنها ستجدد المساعي لإقرار تشريع حدودي شامل من شأنه تشديد الهجرة إلى الولايات المتحدة، وتعهدت “بإنفاذ قوانيننا” للتصدي للعبور عبر الحدود. كما تطرقت لدعم الرئيس جو بايدن القوي لإسرائيل ورفضت دعوات من البعض في الحزب الديمقراطي إلى إعادة النظر في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل بسبب إرتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في غزة.
“أؤيد إسرائيل قوية”
وأكدت أنها تؤيد أن تكون إسرائيل قوية لكن “يتعين علينا التوصل إلى إتفاق” بشأن وقف لإطلاق النار في غزة. ورداً على سؤال عما إذا كانت ستحجب الأسلحة عن إسرائيل، أجابت “لا، يتعين علينا التوصل إلى إتفاق (لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن)”.
وذكرت هاريس، التي يترشح معها حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز لمنصب نائب الرئيس، أنها ترغب في ضم جمهوري إلى حكومتها إذا فازت في الإنتخابات.
ومنذ أن أصبحت مرشحة للحزب الديمقراطي للرئاسة الشهر الماضي، إرتفعت شعبية هاريس في إستطلاعات الرأي وحصلت على مئات الملايين من الدولارات في تبرعات لحملتها.
وتقدمت على منافسها الجمهوري دونالد ترامب بحصولها على نسبة 45 بالمئة مقابل 41 بالمئة في إستطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس ونشر، أمس الخميس، وأظهر أن نائبة الرئيس أثارت حماسة جديدة بين الناخبين.
واتجهت هاريس أكثر نحو الوسط في بعض القضايا منذ مسعاها للترشح للرئاسة في عام 2020 حتى إختيار الديمقراطيين لها بدلا من بايدن لمنافسة ترامب في الإنتخابات. وشددت موقفها بشأن الهجرة على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك.
ترامب يعلق بـ”كلمة واحدة”
وفي تعليقه على مقابلة هاريس،إكتفى ترامب بكلمة واحدة، وكتب على منصته تروث سوشيال: “اليوم الجمعة: مملة!”.
وسخرت منها حملة ترامب، لاسيما أن اللقاء على شبكة “سي أن أن” كان قصيراً جداً ولم يدم سوى 27 دقيقة. كما إنتقدوا جلوس نائبها تيم والز إلى جانبها و”كأنه يرعاها”. وتساءل جيسون ميلر، المتحدث بإسم حملة ترامب: “كم عدد الدقائق التي خصصتها (سي أن أن) لتلك المقابلة القصيرة التي تثير السخرية؟”. وأضاف: “هل إضطرت (سي أن أن) إلى حذف بعض إجابات كامالا، ولهذا لم تتمكن من ملء ساعة كاملة؟”.
تقدم هاريس
وكشف أحدث إستطلاع، اليوم الجمعة، أجرته وكالة “بلومبرغ” عبر الولايات السبع التي ستقرر على الأرجح نتيجة السباق، بعد مؤتمر الحزب الديمقراطي في الأسبوع الماضي، أن نائبة الرئيس ضيقت الفارق أو أطاحت بتفوق ترامب في القضايا الإقتصادية الرئيسية، ورسخت أقدامها لتبدو أكثر ثقة من منافسها في مسألة حماية الحريات الشخصية.
وقالت “بلومبرغ” إن هاريس تتقدم الآن بمعدل نقطتين مئويتين بين الناخبين المسجلين في جميع الولايات السبع. وأوضحت الوكالة أنها متقدمة بفارق نقطة واحدة، ما يعد تعادلاً إحصائياً، بين الناخبين المحتملين، وهم الذين تبدأ الحملات الإنتخابية وإستطلاعات الرأي في تحويل إنتباههم مع إقتراب يوم الإنتخابات. وقالت “بلومبرغ” إن هامش الخطأ الإحصائي في نتيجة الإستطلاع بلغ في حده الأقصى نقطة مئوية واحدة عبر الولايات السبع.
توترات داخل حملة هاريس
من جانبه، كشف موقع “أكسيوس” الأميركي إن حملة هاريس تشهد توترات داخلية بين الفصائل المختلفة التي تشكل فريقها، وذلك على الرغم من المظاهر الإيجابية التي تبدو على السطح.
ويصف البعض فريق هاريس بأنه “فريق فرانكشتاين”، إذ يتألف من مجموعة من المخلصين لهاريس وخريجي إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهم يعملون معاً في إطار حملة معقدة تم إستعجال تشكيلها.
وتمثل هذه التوترات تحدياً كبيراً للحملة مع إقتراب موعد الإنتخابات، فبعض أعضاء الفريق يشعرون بالقلق إزاء تماسك الحملة في مواجهة التحديات المحتملة، وذلك بحسب ما أفاد به 6 أشخاص مطلعين على الحملة لموقع “أكسيوس”.
وبينما إتسمت حملة الرئيس بايدن بالمحدودية وتمحورت حول مجموعة صغيرة من المساعدين ذوي الخبرة الذين يتخذون القرارات الكبيرة، فإن حملة هاريس تبدو أكثر تعقيداً وتتألف من مراكز قوى متعددة متنافسة.
وعلى الرغم من بقاء أغلب أعضاء فريق بايدن في مناصبهم داخل حملة هاريس، فإن المهندس الرئيسي لإستراتيجية حملة بايدن، مايك دونيلون، ترك الحملة وعاد إلى البيت الأبيض فتسبّب ذلك بفجوة في القيادة والتوجيه.
وفضلاً عن عدم وضوح الأدوار والمسؤوليات بين أعضاء فريق هاريس وفريق بايدن، فإن تلك الفجوة أدت إلى بعض الارتباك الداخلي إزاء من يتحمل المسؤولية الرئيسية.
“الميكروفون الصامت”.. نزاع ترامب وهاريس قبل المناظرة (فيديو)
توتر بين أجنحة الحملة
والإحتكاك بين الفصائل المختلفة داخل الحملة ليس بالجديد، فقد أفاد بعض أفراد فريق بايدن بأن كبار مساعدي أوباما كانوا يشككون في قراراتهم منذ مدة طويلة، بل يعتبرون وراء جزء من الجهود التي دفعت بايدن نحو إنهاء مسيرته الانتخابية، وهو ما زاد من تعقيد الوضع الداخلي للحملة.
ومع تبقّي 68 يوماً فقط على موعد الإنتخابات، يأمل المشاركون في الحملة أن يكون الجدول الزمني الضيق سبباً في تخفيف حدة التوترات، وأن يتجاوز الفريق هذه المرحلة الحساسة.
ومع أن حملة هاريس تبدو غير متماسكة في بعض الجوانب، لكن الإيمان بإمكانية الفوز قد يكون القوة التي تُبقي هذا الفريق المتنوع متماسكاً حتى النهاية.
المصدر: بابليك برس + وكالات