في خطوة غير مسبوقة وجديدة من نوعها، كشف دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، خطة لتعيين الملياردير إيلون ماسك، مالك منصة “إكس” والرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، على رأس لجنة معنية بالكفاءة الحكومية للحد من الهدر في الإنفاق الذي يكلّف “تريليونات” الدولارات.
وأفاد ترامب أمام شخصيات من دوائر المال والأعمال في نيويورك بأن ماسك الذي اقترح الفكرة، سيشرف على “مراجعة كاملة للحسابات المالية والأداء للحكومة الفيدرالية بكاملها” في إدارته الثانية في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.
يخوض ترامب معركة إنتخابية تتقارب فيها النتائج إلى حد كبير، للفوز بولاية ثانية على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس التي تتولى حالياً منصب نائبة الرئيس وتمضي الأيام المقبلة في بنسلفانيا للإستعداد لمناظرة متلفزة حاسمة بين الخصمين الثلاثاء.
وقال ترامب أمام “نادي نيويورك الإقتصادي” إن هذه اللجنة ستضع خطة تحرّك “للقضاء تماماً على الإحتيال والمدفوعات غير السليمة في غضون ستة أشهر”. وأشار إلى أن الخطوة يمكن أن توفّر “تريليونات وتريليونات الدولارات”. وقال في خطابه الذي إنتقد فيه أيضاً إستثمار إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن في المناخ إنّه “بدلا من مهاجمة صناعات المستقبل، سندعمها”.
واتهم الرئيس السابق خصوصاً منافسته الديمقراطية هاريس بالرغبة في تنفيذ “برنامج يساري متطرف” قال إنه يشكل “تهديداً أساسياً لإزدهار كل أسرة أميركية”. وتابع ترامب “نحن في أزمة اقتصادية، أمة فاشلة، أمة في تدهور خطير”.
وفي إستعراضه خطة إقتصادية مختلفة تماماً عن تلك التي عرضتها هاريس قبل إنتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، تعهّد ترامب خفض الضرائب في خطوة تقدّر “بلومبرغ” بأنها ستكلف أكثر من 10 تريليونات دولار على مدى عقد.
وشدد ترامب (78 عاماً) على خطته لخفض الضرائب وزيادة الرسوم الجمركية على الواردات وتسهيل الإجراءات الإدارية. كذلك، تعهّد جعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفّرة في العالم مشددا على أنه سيلغي قانون بايدن الأبرز بشأن المناخ والضرائب والمعروف بـ”قانون خفض التضخم”. وتابع ترامب “يقول البعض إن هذه قومية اقتصادية. أنا أسميها الفطرة السليمة، أسميها أميركا أولاً”.
I look forward to serving America if the opportunity arises.
No pay, no title, no recognition is needed. https://t.co/5PSNtjBQn7
— Elon Musk (@elonmusk) September 5, 2024
نتائج متقاربة
من جانبه، قال ماسك على منصته “إكس”، “أتطلع إلى خدمة أميركا إذا سنحت لي الفرصة. لا حاجة لا لمقابل مادي ولا منصب ولا تقدير”. ولم تُكشف بعد الطريقة التي ستعمل من خلالها لجنة الكفاءة المطروحة.
ومن دون التعليق على جوهر الإصلاحات التي طرحها ترامب، توقع كارل توبياس، أستاذ القانون في جامعة ريتشموند في فرجينيا، أن يواجه تعيين ماسك “معارضة من الكونغرس والعديد من الجماعات والشخصيات الأخرى”. وقال توبياس لوكالة فرانس برس “ستكون هناك أيضا أنواع من تضارب المصالح، بخاصة الاقتصادية، بالنظر إلى القضايا التي تربط” ترامب وماسك.
وبينما أدلى ترامب بتصريحاته، وصلت هاريس إلى ولاية بنسلفانيا التي تؤدي دوراً حاسماً في الإنتخابات الرئاسية الأميركية حيث تفيد تقارير بأنها ستمضي خمسة أيام إستعداداً لمناظرتها مع ترامب.
ولا يشمل جدول أعمالها أي تجمّعات انتخابية مقررة هناك. وستقضي معظم وقتها وهي تضع استراتيجيات مع مستشاريها وتحضّر محاور هجماتها بينما تلتقي ناخبين بشكل غير رسمي.
وعزّز دخول هاريس على خط السباق قبل ستة أسابيع حماسة الديمقراطيين الذين كانوا يشعرون باليأس حيال فرص فوز بايدن على ترامب. لكنّ الحزبين يستعدان اليوم لانتخابات ستكون نتائجها متقاربة جدا في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.
ويتوقع أن تكون بنسلفانيا وجورجيا وبضع ولايات أخرى متأرجحة بين الجمهوريين والديمقراطيين، حاسمة. وتظهر إستطلاعات الرأي نتائج متقاربة جدا في معظم هذه الولايات.
وقالت هاريس أمام حشد الأربعاء في نيوهامشر حيث كشفت عن مقترحات اقتصادية تشمل خفض معدل ضريبة أرباح رأس المال أكثر مما ورد في خطة بايدن في مسعى لجذب الناخبين المعتدلين، إنّ “نتائج هذا السباق ستكون متقاربة حتى النهاية”.
وستكون المناظرة أول اجتماع على الإطلاق بين هاريس وترامب، إذ رفض الرئيس السابق حضور مراسم تنصيب بايدن بعدما أصرّ على أنّه تم التلاعب بنتائج انتخابات 2020.
وتذكّر استعدادات هاريس في بنسلفانيا بالأسبوع الذي أمضاه بايدن في كامب ديفيد في ولاية ميريلاند وهو يحضّر لمناظرته الكارثية مع ترامب في 27 حزيران/يونيو والتي أنهت فعليا حملته الرئاسية.
وستعتمد نائبة الرئيس على المستشارة كارين دان التي قادت التحضيرات لمناظرة باراك أوباما في 2012 وهيلاري كلينتون في 2016 إضافة إلى المستشارة البارزة روهيني كوساوغلو.
في مقابلة على “إكس” تابعها أكثر من مليون شخص.. ماسك وترامب يهاجمان المهاجرين وهاريس (فيديو)
بغيضون
أما ترامب (78 عاماً)، فقال من جهته إنه يستعد كما فعل عندما واجه بايدن، عبر المشاركة في نقاشات في إطار الحملة وعقد اجتماعات للبحث في السياسة مع مجموعة من المساعدين.
وخلال منتدى للقاء الناخبين نقلته شبكة “فوكس نيوز” الأربعاء في بنسلفانيا، اتّهم الجمهوري “إيه بي سي” التي تستضيف المناظرة بالتحيّز ووصف الشبكة وأحد أبرز مقدّميها بأنه “بغيضون” بينما زعم أن هاريس ستحصل على أسئلة المناظرة سلفا. وقال “إنهم بغيضون جدا وأعتقد أن الكثير من الناس سيتابعونها لرؤية درجة قذراتهم ومدى عدم إنصافهم”.
ونشرت “إيه بي سي نيوز” قواعدها للمناظرة الأربعاء. وعلى غرار المواجهة بين بايدن وترامب، سيتم إغلاق الميكروفون الخاص بكل مرشّح عندما يكون الدور للمرشّح الآخر في الكلام.
وأفادت “إيه بي سي” في بيان بأنّه لن يكون هناك جمهور في القاعة و”لن تتم مشاركة أي مواضيع أو أسئلة مع الحملات أو المرشّحين مسبقاً”.
وسيتحدّث ترامب الخميس عن بُعد أمام تجمّع لـ”ائتلاف اليهود الجمهوريين” في لاس فيغاس. وعادت مخاوف الملياردير الجمهوري القانونية إلى الواجهة الخميس إذ عقدت جلسة للمحكمة حضرها مدعون عامون ومحامو الدفاع للنظر في قضية ترامب المرتبطة باتهامه بالتآمر لتغيير نتيجة انتخابات 2020. وأصر ترامب على براءته.