وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إيطاليا، الجمعة، بعد أن أطلق نداء للحصول على مزيد من الأسلحة من حلفائه، الذين إجتمعوا في ألمانيا في وقت تتقدم قوات روسيا على الجبهة الشرقية.
وسيواصل زيلينسكي الدفاع عن قضية بلاده في منتدى “البيت الأوروبي- أمبروسيتي” الإقتصادي في تشيرنوبيو (شمال) حيث سيجتمع خصوصاً مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
ويشارك في المنتدى أيضاً رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي ظل قريباً من الكرملين رغم الحرب في أوكرانيا، والذي تتولى بلاده رئاسة الإتحاد الأوروبي، وقد أعرب عن أمله في لقاء زيلينسكي.
وطلب فولوديمير زيلينسكي خلال حضوره للمرة الأولى إجتماع “مجموعة إتصال” لحلفاء بلاده الدوليين في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا منح كييف “المزيد من الأسلحة” لصد القوات الروسية “خاصة في منطقة دونيتسك” الشرقية.
كما إلتقى الرئيس الأوكراني في ألمانيا بالمستشار أولاف شولتس في فرانكفورت، وركز إجتماعهما خصوصا على “البحث المشترك عن سلام عادل ودائم لأوكرانيا”، بحسب المستشارية.
ومن جهتها قالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون ناقش أهمية مواصلة دعم أوكرانيا وضرورة وقف إطلاق النار في غزة خلال محادثات أجراها اليوم الجمعة مع المستشار الألماني أولاف شولتس. وأضاف الإليزيه أنه فيما يتعلق بأوكرانيا، أكد الزعيمان عزمهما على دعم البلاد “ما دام كان ذلك ضروريا وبالقدر اللازم” في حربها ضد روسيا.
ومن جهة أخرى، تجاهل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مطالب أوكرانيا بالسماح لها بإستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد أهداف في داخل العمق الروسي. وقال أوستن في ختام إجتماع مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية: “لا أظن أن هناك قوة واحدة قادرة على حسم الحرب”.
وكان زيلينسكي قد دعا في وقت سابق إلى الحصول على أسلحة بعيدة المدى، ومنحه حرية إستخدامها في توجيه ضربات ضد أهداف في المناطق الروسية البعيدة.
التركيز على الدفاع الجوي
منذ بداية الحرب قبل عامين ونصف عام، يجتمع وزراء دفاع مجموعة الإتصال بانتظام في رامشتاين لمناقشة جهود مشتركة مع ممثلين عسكريين بهدف منح تجهيزات أفضل لأوكرانيا.
وفي السياق، قال المتحدث بإسم البنتاغون بات ريدر، إنّ هذه المرة “سيتم التركيز على تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية”، إضافة إلى التحالفات المخصّصة “لا سيما تحالف القوات الجوية”. وأضاف أن حوالى خمسين دولة ستكون ممثّلة في هذا الاجتماع. كما سيتحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قرابة الساعة 08,00 بتوقيت غرينتش، على أن يعقد مؤتمرا صحفيا عند الساعة 14,15 بتوقيت غرينتش.
ويطالب فولوديمير زيلينسكي منذ فترة طويلة بالمزيد من الدفاعات الجوية والصواريخ بعيدة المدى، والتي تتردّد الولايات المتحدة وألمانيا وهما مورّدا الأسلحة الرئيسيين له، في تقديمها له خوفاً من التصعيد مع موسكو. كذلك، يطالب داعميه برفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموجّهة ضدّ أهداف في عمق الأراضي الروسية.
وكان وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف أجرى أخيراً محادثات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وأكدت برلين الأربعاء تسليم ثمانية أنظمة دفاع جوي من طراز Iris-T SLM وتسعة من طراز Iris-T SLS بحلول العام 2025.
من جهتها، أعلنت لندن الجمعة عقداً بقيمة 162 مليون جنيه إسترليني (192 مليون يورو) لإرسال 650 صاروخاً خفيفاً متعدّد المهام وقصير المدى يمكن إطلاقها من مختلف المنصات البرية والبحرية والجوية.
وكان حلفاء أوكرانيا قرروا خلال قمة حلف شمال الأطلسي في يوليو/تموز، تسليم كييف طائرات مقاتلة أميركية الصنع من طراز إف-16 وأنظمة دفاع جوي جديدة. لكن بينما يؤكد حلفاء أوكرانيا دعمهم الثابت لها، تواجه العديد من الحكومات رأياً عاماً منقسماً في ظل إستمرار الحرب.