وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحاخام مازوز إلتقى مؤخراً جنوداً خدموا في سجن سدي تيمان سيئ الصيت بصحراء النقب، واتُّهموا بالإعتداء جنسياً على أسير من قطاع غزة هناك.
وأضافت الهيئة الإسرائيلية الرسمية “شوهد الحاخام وهو يبارك أحد الجنود المشتبه فيهم”.
وفي فيديو بثته الهيئة وتم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعي، قال الحاخام مازوز للجندي المتهم “سيتم تبرئتكم تماماً. ماذا فعلتم؟ ضربتم العدو، فماذا؟ كل شيء على ما يرام. في أي بلد آخر كانوا سيقدمون لكم الجوائز”.
وبحسب هيئة البث، فقد حضر اللقاء محامٍ يمثل بعض الجنود المتهمين في حادث الإعتداء الجنسي على الأسير الفلسطيني.
وقال المحامي للحاخام “حصلت على وجهة نظر أحد الأطباء بأن المخرب (الفلسطيني الذي تعرض للإعتداء) كان يكذب”، وفق إدعائه.
ورداً على ذلك، قال الحاخام مازوز “إذا كان هذا صحيحاً، أليس لدينا الحق في القيام بذلك؟”.
“يجب تكريمهم بدلًا من توقيفهم”.. الحاخام مئير مازوز، صاحب أكبر نفوذ ديني في السياسة الإسرائيلية يعلن دعمه ومباركته لجندي إسرائيلي شارك في اغتصاب أسير فلسطيني ويقول إن للإسرائيليين الحق في تعذيب أعدائهم واغتصابهم@AnaAlarabytv pic.twitter.com/tj11t52jAf
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 8, 2024
حاخام نافذ
وبحسب هيئة البث، فإن مازوز من أصل تونسي، وهو أحد أكثر الحاخامات نفوذاً بين الحريديم (اليهود المتشددين) وفي السياسة الإسرائيلية، ولصوته وقراراته ثقل كبير لدى صناع القرار.
وأضافت أن “كبار الوزراء وأعضاء الكنيست من الليكود يأتون ليتبركوا به ويتشاوروا مع الحاخام مازوز، كما زاره في منزله أيضاً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.
وفي 13 أغسطس/آب الماضي، قررت محكمة عسكرية إسرائيلية إنهاء توقيف 5 جنود متهمين بالإعتداء جنسياً على معتقل فلسطيني من قطاع غزة في سجن سدي تيمان، وإحالتهم إلى الحبس المنزلي لاستكمال التحقيق معهم، حسب إعلام إسرائيلي.
وفي 29 يوليو/تموز الماضي، تم إيقاف 10 جنود إحتياط عملوا حراساً في السجن بتهمة الإعتداء على الأسير الفلسطيني بما في ذلك الإعتداء الجنسي، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
وحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، فإنه تم لاحقاً إطلاق سراح 5 جنود والإبقاء على توقيف البقية.
وثار اليمين الإسرائيلي المتطرف ضد التوقيف وطالب بإطلاق سراح الجنود وعدم التحقيق معهم.
ومنذ إندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحدثت منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في السجون الإسرائيلية، ولا سيما في سدي تيمان.
واعتقل الجيش الإسرائيلي، منذ بدء عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب وإهمال طبي.
مشاهد مسربة من سجن “مجدو” تكشف التنكيل بالأسرى الفلسطينيين (فيديو)