وأوضح الناطق بإسم الدفاع المدني أن القصف على مواصي خان يونس تسبب بدمار كبير، ونفذ بصواريخ شديدة الإنفجار ما خلّف 3 حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار. وأضاف أن المنطقة التي تعرضت للقصف كانت تضم بين 20 و40 خيمة لنازحين.
وقال إن عمليات إنتشال الضحايا ما زالت مستمرة، وإن عائلات كاملة إختفت بين الرمال جراء المجزرة.
من جهته، قال الناطق بإسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة الرائد محمود بصل إنه لا يمكن تحديد عدد ضحايا القصف على خيم النازحين في المواصي بخان يونس بسبب إستمرار الإبلاغ عن مفقودين جدد.
وقال مدير الإتصال الحكومي في غزة إسماعيل الثوابثة إن “الإحتلال ضرب خيام القماش بصواريخ عملاقة أميركية الصنع مخصصة لدكّ الجبال”. وأضاف للجزيرة، أنه تم تسجيل عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين في خيام النازحين في مواصي خان يونس.
من ناحيته، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الجيش الإسرائيلي ألقى 3 قنابل أميركية من نوع “أم كي 84” على تجمع لخيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس. وأضاف أن إستخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها في أكثر المناطق إكتظاظاً بالنازحين لا يمكن تبريره بأي حال.
هذا، وزعم الجيش الإسرائيلي إنه أغار واستهدف عدداً من المسلحين البارزين التابعين لحركة حماس، كانوا يعملون داخل مجمع للقيادة والسيطرة في منطقة إنسانية في خان يونس.
وأضاف البيان أن المسلحين عملوا على التخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش والإسرائيليين. وأشار إلى أنه جرى اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمال إصابة المدنيين واستخدمت ذخائر دقيقة ومراقبة جوية ومعلومات إستخباراتية إضافية.
حماس ترد
في المقابل، نفت حركة حماس في بيان وجود مقاومين في منطقة المواصي المستهدفة بخان يونس.
وذكّرت الحركة، في بيان، بأن “الإحتلال هو الذي أعلن تلك المنطقة آمنة ثم مضى في أعمال الإبادة غير مكترث بالقانون الدولي أو الإنساني وبغطاء كامل من الإدارة الأميركية الشريكة في العدوان على الشعب الفلسطيني”.
وطالبت حركة حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المؤسسات السياسية والإنسانية والقضائية بمغادرة مربع الصمت والعجز، والإضطلاع بمسؤوليتهم في وقف هذه المحرقة المستمرة منذ 11 شهراً.
من جهتها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي المجزرة التي إرتكبها الجيش الإسرائيلي بأنها “جريمة حرب جديدة تتحمل مسؤوليتها الإدارة الأميركية التي تزوّد إسرائيل بالأسلحة وتوفّر لها الحماية للمضي في جرائمها”.
وقالت إنّ ما وصفته بتقاعس المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، عن تسريع إجراءاتها بإصدار مذكرات إعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، يدفع ثمنه الفلسطينيون.
وأضافت أن إستمرار الدول المطبّعة في استقبال ممثلين لإسرائيل هو طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وتشجيع لها للاستمرار في جرائمها. وقالت إنها تراهن على أمثال الشهيد الأردني ماهر الجازي الذي نفذ عملية معبر اللنبي لإيصال رسالة الشعوب العربية والمسلمة.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن “مجزرة إسرائيل في مواصي خان يونس إنعكاس للفشل الدولي في وقف حرب الإبادة وتهجير شعبنا”.
مستشفيات الشمال
في سياق آخر، قال مدير مستشفى العودة إن مستشفيات الشمال بحاجة إلى إغاثة عاجلة، وإن “تعنت قوات الإحتلال حال دون وصول الوقود والمستلزمات الطبية لمستشفيات شمال القطاع، داعياً المنظمات الدولية لتزويدها بالمستلزمات الطبية”.
كما حمّل مدير مستشفى كمال عدوان الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن مصير الأطفال الموجودين في أقسام العناية المركزة.
من جهتها، أوضحت وزارة الصحة بغزة أن القصف الإسرائيلي زاد على شمال القطاع ما أثر مباشرة في الخدمات الصحية. وأضافت أن المستشفى الإندونيسي سيوقف خدماته بعد 24 ساعة إذا لم يزوَّد بالوقود. ونددت “بالصمت إزاء إجراءات الاحتلال التي تعرض مزيدا من المدنيين للموت”. وقالت إن المنظومة الصحية في القطاع تتعرض لحرب ممنهجة وتدمير كبير.