ووثقت وزارة الصحة في قطاع غزة إرتكاب الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الماضية، 3 مجازر، سقط ضحيتها 34 شهيداً، و96 جريحاً.
وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 41,118 شهيداً و 95,125 مصاباً.
ضحايا للأونروا
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن 6 من موظفيها قُتلوا في غارتين جويتين على مدرسة الجاعوني في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة الأربعاء، في حين تواصل القصف الإسرائيلي على مناطق عدة في القطاع مخلفاً شهداء وجرحى.
وأضافت الأونروا، على موقع إكس، “هذا هو أعلى عدد من القتلى بين موظفينا في حادث واحد. وكان من بين القتلى مدير ملجأ الأونروا وآخرون ممن يقدمون المساعدة للنازحين”. وأضافت “تعرضت هذه المدرسة للقصف 5 مرات منذ بدء الحرب. وهي تؤوي نحو 12 ألف نازح، معظمهم من النساء والأطفال”.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن عدم المساءلة عن قتل موظفي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة الإنسانية في غزة “أمر غير مقبول على الإطلاق”.
واعتبر غوتيريش، عبر منصة إكس، ان “ما يحدث في غزة غير مقبول على الإطلاق. لقد تعرضت مدرسة تؤوي 12 ألف شخص لقصف جوي إسرائيلي مرة أخرى اليوم. في عداد القتلى هناك 6 من زملائنا في وكالة الأونروا. هذه الإنتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي يجب أن تتوقف الآن”.
وكان الجيش الإسرائيلي قال، في بيان بوقت سابق الأربعاء، إنه نفذ ضربة على مركز قيادة وسيطرة في النصيرات بوسط غزة، وزعم أن حركة حماس تديره.
وإستشهد الأربعاء، 18 فلسطينياً، بينهم موظفون في الأونروا، جراء الغارة الإسرائيلية التي إستهدفت مدرسة الجاعوني التابعة للوكالة الأممية، بحسب بيانات أعلن عنها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي في مستشفى العودة، أن الغارة أسفرت كذلك عن إصابة 44 شخصاً.
إستنكارات
وفي السياق ذاته، أكد ستيفان دوجاريك المتحدث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة أن موقع مدرسة الجاعوني تم التنسيق بشأنه مسبقاً مع الجيش الإسرائيلي.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن قطاع غزة يشهد يوماً بعد يوم قتلا عبثيا لا ينتهي. وأضاف أن مدرسة أخرى تؤوي نازحين تعرضت للقصف في النصيرات، وأن من بين الشهداء 6 من موظفي الأونروا. وأوضح أن 220 على الأقل من موظفي الأونروا إستشهدوا منذ بداية هذه الحرب.
بدوره، قال مسؤول السياسات الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه يشعر بالغضب إزاء مقتل 6 من موظفي الأونروا، بعد أن هاجمت طائرات إسرائيلية للمرة الخامسة مدرسة في النصيرات.
وأضاف بوريل أن تجاهل المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وخاصة حماية المدنيين، لا يمكن أن يقبله المجتمع الدولي.
كما أعربت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين عن “الصدمة” بفقدان موظفي الأونروا الستة، وقالت إن “هذا أمر غير مقبول على الإطلاق ويجب إيقافه”، مؤكدة أنه يجب حماية العاملين في المجال الإنساني، “فهم ليسوا أهدافا”.
وخلال الشهور الماضية، إستهدفت إسرائيل العديد من المدارس التي تؤوي نازحين، مرتكبة مجازر بحق المدنيين بداخلها، وخاصة من النساء والأطفال.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها إستعداداً لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم للجوء إلى المدارس أو منازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خيماً في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة في غزة خلفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي إستهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.