بعد جولة آسيوية وخلال عودته إلى روما على متن طائرته، إعتبر البابا فرنسيس الجمعة في حديث للصحافيين إن المرشحين للسباق الرئاسي الأميركي دونالد ترامب وكامالا هاريس كلاهما “ضد الحياة”، لموفق المرشح الجمهوري من الهجرة ودعم الديمقراطية لحق الإجهاض.
وقال البابا للصحافيين: “كلاهما ضد الحياة. الشخص الذي يتخلص من المهاجرين والشخص الذي يقتل الأطفال. كلاهما ضد الحياة”، مشيراً إلى سياسات دونالد ترامب المناهضة للهجرة ودعم كامالا هاريس لحق الإجهاض. وأضاف: “أنا لست أميركياً ولن أصوت هناك. لكن ليكن الأمر واضحاً: كلاهما يبعدان المهاجرين، وعدم منح المهاجرين القدرة على العمل أو الترحيب بهم هو خطيئة، إنه أمر خطير”.
وقال البابا فرنسيس: “علينا أن نختار أهون الشرين. من هو الأقل شراً؟ تلك السيدة أم ذلك الرجل؟ لا أعلم. على الجميع أن يفكروا ويتخذوا هذا القرار وفقاً لضمائرهم”.
وكان الرئيس السابق ترامب الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض في إنتخابات نوفمبر/تشرين الثاني قد تعهد خلال حملته الإنتخابية بترحيل المهاجرين غير الشرعيين. لكنه مهد الطريق أيضاً عام 2022 لإلغاء حكم المحكمة العليا الأميركية الصادر عام 1973 في قضية “رو ضد وايد” الذي منح الأميركيات حق الإجهاض، وهو ما تعهدت هاريس في حملتها باستعادته.
تصعيد جمهوري ضد هاريس
وبينما يلتف الديمقراطيون حول مرشّحتهم للإنتخابات الرئاسية كامالا هاريس، يتبنّى الجمهوريون خطاباً أكثر عدائية تجاهها مما كان الحال عليه مع جو بايدن، إذ يصفونها بأنها “ماركسية” و”متطرفة” تسعى إلى “تدمير” الولايات المتحدة.
يكشف تحليل لوكالة “فرانس برس” للغة التي إستُخدمت في 120 ساعة من الخطابات المتلفزة والتصريحات الصادرة عن مرشحَي الحزبين وأنصارهما من الأول من مايو/أيار حتى الأول من سبتمبر/أيلول، عن الإستراتيجيات التي تبناها الجمهوريون لتقويض مصداقية المرشّحة الديمقراطية.
“إمبراطور الحدود”
وبعدما إتّهم الرئيس بايدن بأنه يتّبع أساليب “ملتوية” ووصفه بأنه “سيئ” و”ناعس”، يسخر ترامب وأنصاره الآن من هاريس مطلقين عليها لقب “إمبراطورة الحدود” في إشارة إلى ما يعتبرون أنه فشّلها الذريع في الحد من تدفّق المهاجرين غير المسجّلين إلى الولايات المتحدة. وذُكر هذا اللقب 80 مرّة في التجمّعات الانتخابية، أي ما يعادل مرّة من كل 14 مرّة ذُكر فيها اسمها.
واتّهم الجمهوريون هاريس مراراً باتّباع سياسة “الحدود المفتوحة” التي قالوا إنها تسمح لـ”ملايين الأجانب غير النظاميين” بالدخول إلى البلاد.
وبات هذا الخطاب السلبي أكثر وضوحا الآن (بنسبة 30 في المئة) عمّا كان عليه ضد بايدن قبل انسحابه من السباق الرئاسي في 21 يوليو/تموز. ويربطها أنصار ترامب في المقابلات التلفزيونية بتعابير سلبية مثل “الجريمة” و”التدمير” و”المعاناة” و”السيئة”.
في الأثناء، يستخدم الديمقراطيون لغة أكثر إيجابية وحماسة منذ خلفت بايدن كمرشحة للحزب، من خلال تعابير على غرار “حرية” و”سعادة” و”فوز” و”رعاية” والتي باتت تستخدم أكثر بنسبة 30 في المئة في البرامج الحوارية وبنسبة 70 في المئة في التجمّعات الانتخابية.
اليسار الراديكالي
صوّر ترامب وأنصاره هاريس على أنها أكثر تطرّفا بكثير من بايدن، واصفين إياها بأنها “يسارية” و”متطرّفة” أكثر بمرّتين من وصفهم بايدن بذلك.
ومنذ 21 يوليو/تموز، ازداد استخدامهم تعبير “ليبرالية” لدى وصفهم هاريس إذ استُخدم أكثر بثمانية أضعاف في التجمّعات الانتخابية وأكثر بستة أضعاف في البرامج الحوارية، بينما بات الجمهوريون يرددون إلى حد كبير أوصاف “اشتراكية” و”ماركسية” التي نادرا ما استُخدمت بحق بايدن.
وفي الولايات المتحدة، بلغ ما يعرف بـ”الخوف الأحمر”، وهي حالة هلع من قيام يساريين متشددين بما يشمل مهاجرين بعمليات تخريب، ذروته مطلع خمسينيات القرن الماضي. لكن بعد سنوات على انتهاء الحرب الباردة، ما زال أي مؤشر إلى التعاطف مع الشيوعية بمثابة لعنة في أوساط السياسيين الأميركيين.
ولعل ذلك ما دفع ترامب في نهاية المطاف لاختيار عبارة “الرفيقة كامالا” كلقب لخصمته الديمقراطية، وهي عبارة استخدمها 30 مرّة على الأقل في تجمّعاته الانتخابية.
ومن بين جميع تصريحات الجمهوريين التي حللتها “فرانس برس”، يمثّل لقب “رفيقة” مصحوبا باسم نائبة الرئيس الأمريكي التعبير السابع الأكثر استخداما الذي يتضمن كلمات اقترنت مع بعضها البعض.
وأما الكلمتان اللتان إقترنتا معاً بالشكل الأكثر تكراراً، فكانتا “بايدن” و”هاريس”، وإن كان الأمر غير مفاجئ، في وقت يسعى فيه الجمهوريون لاستغلال عدم شعبية بايدن حتى بعد انسحابه من السباق. ويرد اسم الرئيس كل خمس أو ست مرّات يذكر فيها اسم هاريس.
في المقابل، فإن فرص إقران الديمقراطيين اسم مرشحتهم الجديدة ببايدن أقل بمعدل النصف. ويصفون هاريس بكلمات بينها “زعيمة” و”جاهزة” لتكون الرئيسة. ومن بين التعابير العشرين الأكثر إستخداماً في وصفها هي “قتال” و”حرية” و”إيمان”، في تعبير عن دفعة الأمل التي أعطاها ترشحها للكثير من الديمقراطيين.
المصدر: بابليك برس + وكالات