أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الوضع الحالي في شمال إسرائيل “لن يستمر”، متوعداً الحوثيين بدفع “ثمن باهظ” بعد إطلاقهم صاروخاً باليستياً على وسط إسرائيل.
وقال نتنياهو في بدء إجتماع حكومته، اليوم الأحد، “أطلق الحوثيون صباح اليوم صاروخ أرض-أرض من اليمن على أراضينا. كان ينبغي لهم أن يعرفوا الآن أننا نفرض ثمنا باهظا لأي محاولة لإلحاق الأذى بنا”.
من جهتها، باركت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الضربة الصاروخية التي نفذتها جماعة أنصار الله (الحوثيين) في عمق إسرائيل، والتي قالت إنها استهدفت موقعا عسكريا في يافا بصاروخ “فرط صوتي”.
وقال أبو عبيدة الناطق الرسمي بإسم القسام في تغريدات عبر قناته على تليغرام “نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية صباح اليوم والتي استهدفت موقعا عسكريا قرب “تل أبيب”، مثمنا “وقفة الشعب اليمني العزيز إلى جانب إخوانه في فلسطين واستعداده لتقديم التضحيات في سبيل ذلك”.
وأضاف في إحدى التغريدات أن “طبيعة السلاح المستخدم في العملية ونوعية الهدف الذي استهدفته وغيرها من التفاصيل التي أطلعنا عليها إخوتنا في اليمن تشكل نقلة نوعية سيكون لها مفاعيل مهمة في مسار ومآلات معركة طوفان الأقصى”.
وأكد في تغريدة أخرى أن “الكيان الصهيوني الذي لا يزال غارقا في وحل غزة، والذي يفشل اليوم هو وحلفاؤه في إحباط أو اعتراض صاروخ واحد، لهو أعجز من أن يوسع الحرب في جبهات جديدة سيتلقى منها آلاف الصواريخ والكثير من المفاجآت”. وشدد على أن “خطوة غبية كهذه ستعني أن نتنياهو يقود كيانه المهترئ نحو كارثة محققة”.
إشادات
وبدورها، أشادت حركة حماس بـ”الضربة الصاروخية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية والإخوة أنصار الله، في عمق الكيان الصهيوني”، واعتبرها “رداً طبيعياً على عدوان الكيان على شعبنا الفلسطيني، وعلى اليمن الشقيق والمنطقة العربية”. وأكدت في بيان لها أن “العدو الصهيوني لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه الوحشي على شعبنا في قطاع غزة”.
وقالت إن “ما تقوم به جبهات المقاومة في اليمن ولبنان والعراق، من مواصلة عمليات الإسناد والمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، هو حقّ أصيل لمقاومة أمتنا وشعوبها، وهو تأكيد على وحدة أمتنا ومصيرها المشترك في مواجهة المشروع الصهيوني وهيمنته الاستعمارية في فلسطين والمنطقة العربية”.
كما أشادت حركة الجهاد الإسلامي بالضربة الصاروخية التي وجهها الحوثيون إلى قلب إسرائيل، قائلة إن الضربة فاقمت “أزمات العدو وأظهرت ضعفه”.
ومن جهتها، إعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن “الرد اليمني الباليستي في إسرائيل يمثل تعزيزاً لمعادلة الردع، وكشفاً جديداً لهشاشة الكيان الصهيوني”. وقالت إن “الرسالة اليمنية الباليستية واضحة ولا لبس فيها وتدعو إلى وقف العدوان على غزة فوراً”.
الحوثيون: سنواصل الإسناد
من جهته، أكد عدد من قيادات الجماعة أنهم سيواصلون دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
فقد قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله، نصر الدين عامر، للجزيرة إن العملية التي نفذت اليوم الأحد تحمل رسالة دعم مستمر للشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الجماعة لن تتردد في استهداف أي موقع إسرائيلي.
وأضاف أن “أنصار الله” تعمل على تطوير أسلحتها الجوية والصاروخية بالتوازي مع دراسة منظومات الدفاع الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الجماعة تستهدف إحدى أكثر تقنيات الدفاع الجوي دقة لدى إسرائيل. كما أكد أن الجماعة تواصل التنسيق مع المقاومة الفلسطينية لضمان فعالية عملياتها، لافتا إلى أنها مستعدة لأي رد فعل ومن سيعتدي عليها هو أيضا سيدفع الثمن.
وكان زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي قال إن عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد مصالح إسرائيل ستستمر، طالما استمر العدوان على قطاع غزة وإن القادم أعظم.
وخلال كلمة له، أضاف الحوثي أن العملية التي نفذتها الجماعة اليوم الأحد تمت بصاروخ ذي تقنية عالية تجاوز منظومات إسرائيل، مؤكداً ثبات موقفهم من القضية الفلسطينية.
تفاصيل العملية
وكان الناطق العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع قال إن قواتهم نفذت -اليوم الأحد- عملية نوعية استهدفت موقعا عسكريا في يافا بصاروخ فرط صوتي، في حين فتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا في سبب التأخر برصد الصاروخ واعتراضه.
وأوضح سريع أن الصاروخ قطع مسافة تقدر بـ2400 كيلومتر في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وهو يأتي في إطار ما سماها المرحلة الخامسة.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخا من نوع “أرض-أرض” أُطلق من اليمن، سقط في منطقة حرجية غير مأهولة شرقي تل أبيب. وتناثرت شظايا الصاروخ في منطقة تبعد 6 كيلومترات عن مطار بن غوريون شرقي تل أبيب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الصاروخ قطع مسافة تصل إلى نحو ألفي كيلومتر واستغرق تحليقه نحو 15 دقيقة واخترق الأجواء من الحدود الشرقية. كما أكد أن القوات الجوية تحقق في سبب تأخر رصد الصاروخ واعتراضه.
من جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن الصاروخ سقط في بلدة كفار دانيال بمنطقة قريبة من مطار بن غوريون، وأضافت أن الصاروخ تسبّب في حرائق بمناطق حرجية وأضرار مادية في محطة رئيسية للقطار قرب بلدة موديعين.