وفيما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول بمكتب رئيس الوزراء، قوله إن نتنياهو يتأهب لإقالة وزير الأمن يوآف غالانت وتعيين ساعر محله، نفى مكتب نتنياهو صحة هذه الأنباء، مكتفياً بالقول في بيان: إن “المنشورات المتعلقة بالمفاوضات مع جدعون ساعر غير صحيحة”.
وقالت عائلات الأسرى، في بيان إن تعيين جدعون ساعر وزيراً للأمن والدفاع “سيكون إعترافاً واضحاً من رئيس الوزراء بأنه قرر التخلي نهائياً عن الأسرى”، موضحةً أنه “سبق أن عبّر عضو الكنيست جدعون ساعر بشكل واضح وعلني عن موقفه المعارض لصفقة عودة المحتجزين ووصفها بشروط الإستسلام”.
ساعر يرفض الصفقة
وإستذكرت قوله “يجب ألا نوافق على الصفقة التي إقترحها الرئيس الأميركي” جو بايدن، ودعوته إلى مزيد من الضغط العسكري على حركة حماس. وأضافت: “ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الضغط العسكري يقتل المحتجزين، فقد قُتل عشرات منهم بسببه”. ولفتت إلى أنه “قبل أسبوعين فقط دفنا 6 أسرى آخرين قُتلوا نتيجة الضغط العسكري. إلى متى سنضغط؟” متساءلة عن ساعر: “هل هذا هو الشخص الأنسب لقيادة المنظومة الأمنية؟”.
وأكّدت أن “تعيين ساعر له معنى واحد فقط واضح: إنه توقيع حكم الإعدام على المحتجزين”. واستطردت: “يا رئيس الوزراء نتنياهو، هذا ليس الوقت المناسب للعب الكراسي والانخراط في (لعبة) البقاء السياسي، ومن المناسب أن تكرسوا كل وقتكم وجهودكم لتحقيق أهداف الحرب وإعادة جميع المحتجزين إلى بيوتهم”.
مستوطنون يتظاهرون قرب منزل عضو الكنيست الإسرائيلي جدعون ساعر في تل أبيب، لمطالبته بعدم الانضمام لحكومة نتنياهو. pic.twitter.com/6Uc9hOvpUw
— عربي بوست (@arabic_post) September 16, 2024
قرب منزل ساعر
ومساء اليوم الإثنين، تجمع نحو ألف متظاهر بالقرب من منزل ساعر في تل أبيب وأغلقوا التقاطع بين طريق نمير وشارع بنكاس في المدينة.
وبعد ساعة من الإغلاق، بدأ المتظاهرون في مسيرة على طريق نمير باتجاه طريق بيغن. ودعا النشطاء السائقين للإنضمام إليهم وترك سياراتهم في منتصف الطريق. وعبر المتظاهرون عن خوفهم من ” أن ساعر، الذي أعرب عن مواقف متشددة طوال الحرب، سيساعد نتنياهو في إفشال صفقة التبادل”.
تصريحات سابقة
بدوره، أعاد زعيم المعارضة يائير لابيد، الإثنين، نشر تصريحات سابقة لساعر قال فيها: “لن أجلس في الحكومة مع نتنياهو لأنه يمثل نهجاً يعرض مستقبل دولة إسرائيل للخطر. مبادئي لا تسمح لي بدعم قائد يضع مصلحته الشخصية فوق كل شيء”.
وأضاف ساعر، بحسب التصريحات السابقة التي نشرها لابيد على منصة إكس: “أي حكومة يرأسها نتنياهو ستبقى بفضل الصفقات السياسية، وليس بسبب الصالح العام. لن أشارك في هذا”.
ومن واشنطن، قال لابيد إن “على الحكومة الإسرائيلية إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس”. وأضاف لابيد، بعد لقاء له في البيت الأبيض مع جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي، أن جبهات الحرب يمكنها الانتظار لكن الأسرى في غزة لا ينتظرون، مؤكدا أن “وقت المختطفين في أنفاق حماس ينفد، وكل ساعة تمر تقربهم من موتهم أكثر، ويجب علينا التوصل إلى صفقة لإعادتهم”.
وحذّر لابيد، من حرب ضروس قد تندلع بين تل أبيب وحزب الله وتلحق ضرراً بإسرائيل، ودعا إلى بذل الجهود لمنعها، مشيراً إلى أن هناك نحو 60 ألف إسرائيلي لا يقيمون في منازلهم بالشمال منذ عام تقريباً. وقال إن “حزب الله يدمر منطقة نمت وإزدهرت، ويخدم إيران ويدمر لبنان وحياة مواطنيه”.
وأضاف “لقد أعطينا الكثير من الوقت للنشاط الدبلوماسي، ونحن قريبون من خطر حرب ضروس تهدد أجزاء كبيرة من إسرائيل، وعلى كل من يستطيع منعها أن يبذل كل جهد في سبيل ذلك”.
ومن جهتها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس، إن بلادها تعمل مع مصر وقطر لإيجاد طريقة للمضي قدما في مفاوضات تكون مقبولة من الطرفين. وأضافت أنه ورغم الجهود المبذولة لصياغة النصوص، فالأمر في النهاية يتعلق بالإرادة السياسية.
مقترح جديد
هذا، وقد نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن دبلوماسي أجنبي مطلع على مفاوضات الأسرى بين حماس وإسرائيل أنّ تمسك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمحور فيلادلفيا في غزة كان ولا يزال السبب الرئيسي لفشل صفقة التبادل.
وقال الدبلوماسي لهآرتس إنّه لا يعتقد أن لدى نتنياهو أي أساس للتمسك بموقفه بشأن محور فيلادلفيا في هذه الأثناء. وأضافت هآرتس أن نتنياهو فقد منذ زمن ثقة الولايات المتحدة والوسطاء في ما يتعلق باستعداده للتوصل إلى صفقة تبادل.
بدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن واشنطن ستقدم مقترح وساطة هذا الأسبوع في محاولة لإنقاذ صفقة تبادل الأسرى. وأضافت أن الولايات المتحدة تضغط على الوسطاء لإقناع حركة حماس لإبداء مرونة في المفاوضات، ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إن ثمة تطورات في سياق الضغط على حماس وتقديم المقترح الأميركي.
وذكرت يديعوت أحرونوت أن تقديرات تشير إلى أن واشنطن ستمارس ضغوطا على إسرائيل لتقديم تنازلات حال قبلت حماس إبداء مرونة. وأشارت إلى أن هناك تقديرات بأن احتمالات انهيار حكومة نتنياهو في حال تقديمه تنازلات تظل ضئيلة؛ وهذا يتسبب ببقاء المفاوضات في طريق مسدود.
وتعتقل إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 أسير فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسيراً في غزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية. وفي أكثر من مناسبة، أعلن غالانت دعمه الإتفاق المقترح لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة، رغم معارضة نتنياهو له.