وقال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن نحو عشرة من كبار قياديي “حزب الله” قُتلوا إلى جانب إبراهيم عقيل قائد “قوة الرضوان” التابعة للحزب، الذي إستهدفته الضربة الإسرائيلية. وأضاف المتحدث في بيان مقتضب للصحافيين “هذه التصفية تهدف إلى حماية مواطني إسرائيل”، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تسعى إلى تصعيد في المنطقة.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه “لا تغيير حالياً في التعليمات المتعلقة بالدفاع المدني ومستعدون لكل الإحتمالات سواء على مستوى الدفاع أو الهجوم”.
وأوضح الجيش في بيان “في وقت سابق الجمعة، “أغارت طائرات حربية بشكل دقيق في منطقة بيروت وبتوجيه إستخباري لهيئة الإستخبارات العسكرية وقضت على المدعو إبراهيم عقيل رئيس منظومة العمليات في حزب الله والقائد الفعلي لقوة الرضوان في حزب الله”، مضيفاً “في الغارة تمّ القضاء مع عقيل على قادة كبار في قيادة منظومة العمليات وقوة الرضوان”.
الجيش الإسرائيلي ينفذ غارة جوية في #الضاحية_الجنوبية لبيروت (فيديو)#صحافة_الشعب #PublicPresse #لبنان
⭕ القناة 12 الإسرائيلية: مسؤول كبير جداً في #حزب_الله هو المستهدف في الهجوم المركز الذي نفذه الجيش الإسرائيلي
المزيد: https://t.co/q2ul6kJcr9 pic.twitter.com/kXXERmxJ9D— PublicPresse (@PublicPresse) September 20, 2024
غالانت يتوعد
وبعدما أنهى تقييماً للوضع مع رئيس الأركان وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، إنه “حتى في الضاحية في بيروت، سنواصل ملاحقة عدونا من أجل حماية مواطنينا. وسيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى تحقيق هدفنا: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
وأضاف غالانت أن “إسرائيل لن تتراجع عن موقفها بعد إغتيال قادة كبار بجماعة حزب الله اللبنانية في بيروت”.
من جهته، أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في حديث مع غالانت عن قلقه في شأن التصعيد الحالي للتبادل بين إسرائيل وحزب الله. وأعاد التأكيد بشدة على أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للسكان بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود. وحث على مواصلة الجهود للتوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والذي يهدف إلى عودة الرهائن المحتجزين لدى حماس. وأكد من جديد إلتزام الولايات المتحدة الثابت والدائم والقوي بأمن إسرائيل.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بعد قتل إبراهيم عقيل إن “قادة حزب الله الذين قتلناهم اليوم خططوا للسابع من أكتوبر على الحدود الشمالية لسنوات. ووصلنا إليهم وسنصل إلى كل من يهدد أمن مواطني دولة إسرائيل”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من “حزب الله” أن “الغارة الإسرائيلية إستهدفت قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل” ما أدى إلى إستشهاده.
ويعد عقيل، المطلوب من واشنطن، “الرجل العسكري الثاني في حزب الله بعد فؤاد شكر”، الذي إستشهد بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية في 30 يوليو/تموز الماضي. وتُعّدّ “قوة الرضوان” قوة النخبة العسكرية في “حزب الله”.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن طائرة حربية من طراز “إف 35” شنت غارة بصاروخين مستهدفة شقة في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط 14 شهيداً على الأقل و66 جريحاً 9 منهم في حالة حرجة، جراء الغارة الإسرائيلية.
وهرعت سيارات الإسعاف والصليب الأحمر وفرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني إلى المكان المستهدف، وعملت الفرق على نقل الإصابات وسط انتشار للجيش اللبناني.
وهذه الضربة الثالثة المنسوبة لإسرائيل تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله”، منذ بدء التصعيد بين الطرفين في 8 أكتوبر/تشرين الأول، غداة إندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة “حماس” في قطاع غزة.
وأودت ضربة جوية منسوبة لإسرائيل في يناير/كانون الثاني، بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري مع ستة آخرين. وفي 30 يوليو/تموز، إغتالت إسرائيل القائد العسكري البارز في “حزب الله” فؤاد شكر بغارة في الضاحية الجنوبية.
حزب الله يرد
من جانبه، أعلن “حزب الله” اليوم أنه قصف في شمال إسرائيل مقراً للإستخبارات العسكرية المسؤولة عن “الإغتيالات”، في أول عملية يتبناها بعيد الغارة الإسرائيلية على معقله قرب بيروت.
وقال الحزب إنه إستهدف على دفعتين “مقر الإستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية المسؤولة عن الإغتيالات في قاعدة ميشار بصليات من صواريخ الكاتيوشا” وذلك “رداً إعتداءات العدو الإسرائيلي”.
كذلك أفاد بقصف مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية في قاعدة ميرون، إضافة إلى “المقر المستحدث للفرقة 91 في إييليت هشاحر”.
ومساءً، أعلن حزب الله إستهداف موقعي رويسات العلم والسماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، مؤكداً الإصابات المباشرة. كذلك إستهدف مرتفع أبو دجاج بقذائف المدفعية، ودمر دبابة ميركافا في المرتفع.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن “الضربة الإسرائيلية تُظهر أن إسرائيل لا تضع وزناً لأي إعتبارات إنسانية وقانونية وأخلاقية”.
بدورها، أعلنت تل أبيب أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجّل زيارته إلى الولايات المتحدة يوماً واحداً بسبب الوضع الأمني في شمال إسرائيل، حيث سيغادر في 25 سبتمبر/أيلول بدلاً من 24 منه كما كان مقرراً.
إطلاق عشرات الصواريخ على الجليل والجولان وغارات إسرائيلية على لبنان (فيديو)
البيت الأبيض يعلق
وتعليقاً على العملية، أوضح المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بأنه “لا علم لنا بشأن إخطار مسبق بخصوص الهجمات الإسرائيلية على بيروت، ولا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط هو أفضل طريق للمضي قدماً”.
وأكد البيت الأبيض بأنه لم يفقد أحد الأمل “في صفقة للإفراج عن الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، والرئيس الأميركي جو بايدن وجه بمواصلة العمل لرؤية إن كان من الممكن طرح مقترح يوافق عليه الطرفان لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى”.
وتابع “نحن ننصح بقوة الأميركيين بعدم السفر إلى لبنان”، مؤكداً الإنخراط “في جهود دبلوماسية مكثفة لمنع تصاعد حدة الصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.
بايدن
وفي أول تعليق له، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، أنه “يعمل” على إتاحة عودة السكان إلى منازلهم في المناطق الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل. وقال للصحافيين في بداية اجتماع إنه يريد “التأكد من أن الناس في شمال إسرائيل وكذلك جنوب لبنان قادرون على العودة إلى منازلهم، والعودة بأمان”.
وأكد: “وزير الخارجية ووزير الدفاع وفريقنا بأكمله يعملون مع مجتمع الاستخبارات لمحاولة إنجاز ذلك. سنواصل العمل حتى ننجزه، لكنّ أمامنا طريقاً طويلاً لنقطعه”.
كما نفى بايدن أن التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في غزة صار بعيداً عن المتناول، في أعقاب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال قال إنّ المسؤولين يعتقدون أنه غير مرجح. وأصرّ بايدن: “إذا قلت ذات يوم إنه غير واقعي، فلم لا نغادر أيضاً. الكثير من الأشياء لا تبدو واقعية حتى ننجزها. علينا أن نستمر في ذلك”.
توتر بين ماكرون ونتنياهو
وفي السياق، شهدت مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توتراً، على خلفية التصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله. وخلال المحادثة، شدد ماكرون على ضرورة أن تتحمل إسرائيل مسؤولية تهدئة الأوضاع ومنع تفاقم التوترات في المنطقة.
ورد نتنياهو بلهجة حازمة، قائلاً “بدلاً من الضغط على إسرائيل، يجب أن يكون التركيز على حزب الله”، متهماً الحزب بالتصعيد وخرق الإستقرار في المنطقة. وأكد أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن أمنها ضد أي تهديدات على حدودها الشمالية، مضيفاً “أهدافنا واضحة وأفعالنا تتحدث عن نفسها”.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً على خط الحدود الفاصل أسفر عن مئات الضحايا، معظمهم بالجانب اللبناني. ويطالب حزب الله بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أسفرت عن أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطيني.
المصدر: بابليك برس + وكالات